شن الشيخ د. محمد عبدالكريم إمام وخطيب المجمع الإسلامي بالجريف غرب في خطبته أمس الجمعة هجوماً عنيفاً على الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الترابي في جرأته على إنكار السنة، وإنكاره للمعلوم من الدين بالضرورة. وأبان فضيلته إلى أن الذي دفعه للحديث عن الترابي، برغم أنه تحدث عنه من قديم وبين زندقته، وإنكاره للمعلوم من الدين […]
شن الشيخ د. محمد عبدالكريم إمام وخطيب المجمع الإسلامي بالجريف غرب في خطبته أمس الجمعة هجوماً عنيفاً على الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الترابي في جرأته على إنكار السنة، وإنكاره للمعلوم من الدين بالضرورة.
وأبان فضيلته إلى أن الذي دفعه للحديث عن الترابي، برغم أنه تحدث عنه من قديم وبين زندقته، وإنكاره للمعلوم من الدين بالضرورة، كإنكاره للقيامة الجامعة، وإنكاره لعذاب القبر ونعيمه، وحديثه المتطاول على أنبياء الله ورسله بزعم ضلالات الأنبياء، وغيرها بسبب خروج بعض تلامذته وتجديد أفكاره بين الناس.
وجزم الشيخ محمد بأن علماء الإسلام وأهل الإسلام أجمعوا على حجية السنة وأن من أنكر السنة جملة، فإنه كافر خارج من الملة، معللاً ذلك أنه بإدعائه هذا يقوض ركنًا ركينًا من أركان الإسلام، مضيفاً أن التهكم بالغيبيات الثابتة في الكتاب والسنة؛ كالتهكم بعذاب القبر ونعيمه، هو من السخرية بدين الله سبحانه وتعالى، مبيناً أن الله عز وجل يقول في محكم تنزيله عن أمثال هؤلاء: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).
ونقل الشيخ محمد في خطبته بعض ما دار من حوار في جريدة “المجهر السياسي”، ممن وصفه – بالمدعو عمار السجاد – رئيس لجنة مبادرة الإسناد الوطني القيادي بالمؤتمر الشعبي، الذي قال: “صحيحا البخاري ومسلم وكل الأحاديث منسوفة عندي، الضابط هو القرآن والعقل”!!. مبدياً استغرابه من أن هذا الكلام يقال في جريدة سيارة في السودان. ويقول: – والكلام لا يزال لـ عمار الساجد – نقلاً عن شيخه-: (هذه خرافات، اختبارها سهل، – يعني “بالخرافات” عذاب القبر ونعيمه اختبارها سهل – وإذا فتحت القبر لن تجدي غير “العُضَام” والدود)!!!.
وأكد فضيلة الشيخ محمد أن السجاد يجتر ما يقوله شيخه من إنكاره لعذاب القبر ونعيمه، واستطرد فضيلته قائلاً: “ولكن بصورة واضحة حتى لا يأتي بعض أتباعهم فيغالطوننا في اعتقاداتهم وفيما يقولونه وينشرونه”، فادعى هذا العمار وهو دكتور – ولا يزال الحديث للشيخ محمد – أن الترابي نبي زمانه، ويقول للصحفية هذه: (امشي وافتحي قبر هسي وشوفي هل ستجدي بداخله جنة أو نار؟ لن تجدي إلا “العُضام” والدود)، ثم يقول: هذه خرافات لا تصلح لأن “نحجي” بها الأطفال، حتى إذا حجيناهم بيها، سيضحكون علينا)!!!.
وأبدى فضليته تعجبه من تصريحات عمار السجاد دون حياء حيث قال عمار أنه أقتنع برؤية الترابي حول رفضه لحجية السنة، وإسقاطه لكل الأحاديث بما فيها صحيحا البخاري ومسلم، وقال: (إن الترابي يعمل على تجريد الدين من الخرافات والأوهام، ومن أمراض الأجيال السابقة)!!!..
وأشار الشيخ محمد إلى أن هذه الجرأة في التطاول على السنة، أن من يرددها لم يأتِ بجديد، إذ أنه يجتر ما ذكره المستشرقون، وما ذكره أذنابهم في مصر وفي بلاد الشام، وفي المغرب، منوهاً إلى أن العلماء ردوا على ساداتهم، وعلى أساتذتهم، إضافة لقيام العلماء بكتابة كتب في الانتصار للسنة والدفاع عنها، والرد على ترهاتهم، لكن هؤلاء مرة أخرى يأتون بهذه الترهات بحجة زعم التجديد للدين.
وأوضح فضيلته أن التجديد الذي يفهمه، هو: “أنك تأتي إلى الإسلام الذي اندثر، وإلى السنة التي اندثرت فتحييها من جديد، تحيي في الناس السنن وتميت فيهم البدع، هذا عنوان التجديد الصحيح”، موضحاً أن التجديد الذي يريدونه، هو نسف السنة النبوية، والإتيان على قواعد الشريعة الإسلامية.
وذكر فضيلته أن هذا الدين متين، وإن دين الله سبحانه وتعالى قوامه على الوحي، والوحي وحي متلو؛ وهو القرآن، ووحي غير متلو؛ وهي السنة النبوية، مستشهداً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بهذين الوحيين، وأكد القرآن عليهما وعلى قدسيتهما، فقال سبحانه وتعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)..
وأبحر الشيخ في شرح هذه الآية، وقال: “أي كل ما ينطقه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ربه جل وعلا فإنه حق لا مرية فيه”، واسترسل فبين أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يكتب كل شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهته قريش يومًا، وقالوا له: تكتب عن رسول الله كل شيء؟ ورسول الله بشر يغضب، أي يغضب كما يغضب البشر، فقال ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الحبيب المصطفى، اكتب، فوالله ما يخرج من هذا إلا حق؛ مؤكدا قول الله جل وعلا: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).
وأبان أن الله سبحانه وتعالى ما اكتفى بالقرآن وهو المتكلم به جل وعلا، ما اكتفى بالقرآن في الحجية أو في إقامة الحجة علينا، وإنما ضم إلى القرآن ما يكون من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من البيان، مستدلاً بقوله تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ).
وزاد فضليته أنه بإفترائه هذا يطعن في القرآن نفسه، فإن القرآن الكريم أوجب علينا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستدلاً على ذلك بآيات منها قوله جل وعلا: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)، وقوله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، وقوله: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
واستطرد في إقرار حجية السنة – التي لا ينازع فيها إلا مكابر – قائلاً : “فمن أراد أن يترجم محبة الله تعالى إلى الواقع والتطبيق فليس له من طريق إلا أن يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمر به”.
ونوه إلى أن رسولنا صلى الله عليه وسلم تنبأ بخروج نابتة من أمته، يدَّعون الانتساب إلى الإسلام ولكنهم ينكرون السنة، وأن جماعات وفئامًا من الناس يأتون في إثر هذه الأمة ينكرون السنة، ينكرون السنة ويقولون للناس: مالكم وللسنة؟ مالكم ولأحاديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة؟ عليكم فقط بالقرآن، القرآن فيه كل شيء، يخدعون الناس بهذا الكلام، نعم فيه كل شيء، ومما في هذا القرآن الأمر بالسنة، القرآن فيه كل شيء، ولا يمكننا أن نصل إلى كل شيء إلا عبر ما أمرنا به القرآن من أن نحكمه؛ السنة النبوية المطهرة.
ثم ذكر الحديث الذي يدل على هؤلاء الأقوام بتمامه، فيما رواه الترمذي وغيره بسنده، أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: (( يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله، ما فيه من حلال حللناه وما فيه من حرام حرمناه، ألا وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله)).
المصدر: شبكة الهداية الإسلامية