المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

الشيخ محمد عبدالكريم يساند العصيان المدني ويحذر من العرمانيين

الشيخ محمد عبدالكريم يساند العصيان المدني ويحذر من العرمانيين

أصدر الشيخ د. محمد عبد الكريم رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم كلمة حول العصيان المدني الذي أطلقته جهات متعددة في السودان لبعضة أيام بيّن فيه رأيه حوله القضية.

وصرح عبدالكريم بوضوح أن وجهته  في مثل هذا الحدث الوقوف مع الناس فيما حركهم، وكان دافعا لهم نحو العصيان، معللاً ذلك من وجهين، أولهما سوء سياسات الحكومة وعدم رشدها، مصاحباً ذلك دعوته للحكومة بمراجعة هذه القرارات.

ومن الجهة الأخرى أطلق فضيلته صيحة تحذير من أن يركب هذه الموجة من لا خلاق له من أرباب الأجندة الخارجية من اليساريين وأترابهم، فلا ينبغي أن ننساق وراء الأصوات المشبوهة التي تحاول أن تجيَّر مثل هذه الدعوات لإسقاط الوضع القائم بغير النظر لما هو أصلح وأوفق.

وأوضح فضيلته أن المبررات للعصيان موضوعية وأنها مطالبة عادلة وواقعية قائلاً: “لا يخفى على كل ذي عينين، وهو ماثل في العضة الاقتصادية الخانقة التي أصابت الناس في معايشهم جراء سوء السياسات الاقتصادية والقرارات غير المدروسة”.

وفي مقابل ذلك – ولا يزال الحديث لفضليته – لا يرى الناس ترشيدا في بنود الصرف الحكومي بل ترهلا وانغماسا وترفا لدى قطاعات معينة لا تشعر بمعاناة الناس ولا آلامهم اليومية من مصروفات الغذاء والدواء والكساء..

علاوة على ذلك أبان الشيخ محمد عبدالكريم أن الناس لا يرون إزاء ذلك الفساد حسما ولا ضربا بيد من حديد على أيدي الذين شيدوا جبالا من الثروات والأرصدة في الداخل والخارج مما يعرف كثيرا منه القاصي والداني”.

وأكد الشيخ محمد أنه  مع السواد الأعظم من الكادحين والمظلومين، إزاء موقفهم هذا، ونوه إلى أنها جرس إنذار؛ وناقوس خطر لمراجعة جادة صادقة بعيدا عن صيحات المطبلين من النفعيين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية..

وأستدرك الشيخ محمد رغم مساندته لهذه الاحتجاجات الشعبية، فإنه حذر من الطفيليين (العرمانيين) – بحسب تعبيره – ومن لف لفهم من المتسللين لواذا بغية إسقاط النظام وإهارة الدولة لاستبدالها بالفوضى التي يطمحون من خلالها إحلال الصهاينة وأذنابهم ممن يبغونها عوجا، ليجعلوا عاليها سافلها، ويمكنوا السفلة من العلمانيين القادمين باسم الشعب من (باريس) (وتل أبيب) ليكونوا قادة السودان وسادته!!.”

وفي ختام كلمته أكد الشيخ محمد عبد الكريم إنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. مستدلاً بالحديث الصحيح: ((وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِم… وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.ْ))…

المصدر: شبكة الهداية الإسلامية

 

نص كلمة الشيخ محمد عبد الكريم حول العصيان المدني في السودان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الانفال 53؛ والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

ففيما يتعلق بالدعوة التي أطلقتها جهات متعددة في السودان إلى العصيان المدني لبضعة أيام؛ فالمبرر لذلك واقعي لا يخفى على كل ذي عينين، وهو ماثل في العضة الاقتصادية الخانقة التي أصابت الناس في معايشهم جراء سوء السياسات الاقتصادية والقرارات غير المدروسة، وفي مقابل ذلك لا يرى الناس ترشيدا في بنود الصرف الحكومي بل ترهلا وانغماسا وترفا لدى قطاعات معينة لا تشعر بمعاناة الناس ولا آلامهم اليومية من مصروفات الغذاء والدواء والكساء، كما لا يرون إزاء ذلك الفساد حسما ولا ضربا بيد من حديد على أيدي الذين شيدوا جبالا من الثروات والأرصدة في الداخل والخارج مما يعرف كثيرا منه القاصي والداني. ومن ثم؛ فإن هذه الدعوات لها مبرراتها الموضوعية ومطالبها العادلة. وعليه؛ فنحن مع السواد الأعظم من الكادحين والمظلومين، ولعلها تكون جرس إنذار؛ وناقوس خطر لمراجعة جادة صادقة بعيدا عن صيحات المطبلين من النفعيين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية؛ ولكننا مع مساندتنا لهذه الاحتجاجات الشعبية فإننا نحذر من الطفيليين (العرمانيين) ومن لف لفهم من المتسللين لواذا بغية إسقاط النظام وإهارة الدولة لاستبدالها بالفوضى التي يطمحون من خلالها إحلال الصهاينة وأذنابهم ممن يبغونها عوجا، ليجعلوا عاليها سافلها، ويمكنوا السفلة من العلمانيين القادمين باسم الشعب من (باريس) (وتل أبيب) ليكونوا قادة السودان وسادته!!.

إن وجهتنا  في مثل هذا الحدث هي الوقوف مع الناس فيما حركهم وكان دافعا لهم نحو العصيان، من جهة سوء هذه السياسات وعدم رشدها ودعوة الحكومة لمراجعة هذه القرارات. وفي نفس الوقت إطلاق صيحة التحذير من أن يركب هذه الموجة من لا خلاق له من أرباب الأجندة الخارجية من اليساريين وأترابهم، فلا ينبغي أن ننساق وراء الأصوات المشبوهة التي تحاول أن تجيَّر مثل هذه الدعوات لإسقاط الوضع القائم بغير النظر لما هو أصلح وأوفق. ثم إنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. وفي الحديث الصحيح: “وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِم… وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.ْ .”

اللهم أصلح الراعي والرعية. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه خير البرية.