المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

على خلفية معرض الخرطوم الدولي للكتاب 2012

على خلفية معرض الخرطوم الدولي للكتاب 2012

أمين حسن أحمد يس:
 
جرت بمدينة الخرطوم العاصمة السودانية فعاليات انعقاد الدورة الثامنة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب في الفترة من 6 – 18 اكتوبر 2012م، حيث شاركت فيه مجموعة من دور النشر والمكتبات والهيئات بالدول العربية الرسمية منها والشعبية بما في ذلك دور النشر السودانية.
الذي يتنقل بأروقة المعرض وأجنحته المختلفة سيلاحظ غياب كثير من دور النشر التي كانت في الأعوام السابقة ، ومما يثير الإهتمام أيضاً كثافة العناوين للكتب المطروحة المتركزة في الكتب الأكاديمية والعلمية البحتة وكتب التنمية البشرية مع غياب لعدد مقدر من كتب الفكر والأدب والتاريخ والحضارة إلا من بعض المكتبات المتخصصة في الشأن الفكر والثقافي ، وكذلك أيضاً ضعف الحضور من قبل الجمهور.  
شبكة الهداية الإسلامية وقفت على هذا الحدث وسجلت انطباعات الجمهور وأرآء القائمين على دور النشر والمكتبات عبر هذا الإستطلاع:
سهام الريح طالبة بالمرحلة الثانوية قالت : المعرض إحتوى على كتب متنوعة ومفيدة وشاملة لكل المجالات معبرة عن إعجابها به ، وفيما يختص بأسعار الكتب وصفتها بالمعقولة.
الأستاذ مدثر فضل المعلم بمدارس الخرطوم إكتفى بإيراد عبارة واحدة نصها : " إرتفاع جنوني في الأسعار"
الأستاذ أبوبكر دينق وكيل وزارة الأوقاف السابق نعت المعرض من ناحية التنظيم بالممتاز ، كما نوه على الإصدارات الحديثة التي حواها والتنوع المعقول الذي حملته العناوين إلا أنه مع الكثيرين الذين أبدوا إنزعاجهم من الأسعار المرتفعة للكتاب.
الأستاذ على محمود محمد المشرف على الواجهة الإنجليزية بموقع منارات إفريقيا قال إن المعرض شهد غياب كثير من دور العرض التي كانت في الأعوام السابقة ، مع ضعف حركة الجمهور والإقبال على الكتب إلا في اليوم الختامي.
الأستاذ منيع المطيري الملحق الثقافي للسفارة السعودية بالخرطوم قال يوجد إقبال شديد على الكتب ومشاركة فاعلة من قبل الجمهور قياساً بالدول العربية الأخرى ، حيث أوضح أنه شارك في كثير من المعارض العلمية والثقافية بالدول العربية ، إلا أنه لم يجد كالمواطن السوداني العادي في شغفه بالمعرفة وحبه للعلم.
الأستاذ الطاهر حسن التوم الإعلامي المعروف ومدير دار الخرطوم للصحافة والنشر أورد في تعليقه عن المعرض أنه لم يكن هناك جديد في الكتب ، كما نقل شكوى الناشرين ، وأهاب بإدارة الثقافة أن تعمل على تخفيض أسعار الكتب حتى لا تكون الخرطوم طاردة لدور النشر وطاردة للكتاب ، وبين أن السبب من وراء الإخفاقات التي أصابت المعرض مشاكل لوجستية بوزارة الثقافة.
هذا وقد كان لدور النشر والمكتبات آراء جديرة بالإهتمام  والنشر الأستاذ محيي الدين عبد المجيد من الهيئة المصرية للكتاب أوضح أن المعرض في العام الماضي كان أفضل منه هذا العام، نسبة لظروف متعددة منها الظرف الإقتصادي الذي أثر على القوى الشرائية علماً بأن الشعب السوداني شعب قاريء من الدرجة الأولى بلا مجاملة.
الأستاذ محمد على الذي يعمل إدارياً في الجناح المخصص لمركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات بجمهورية مصر العربية أفادنا أن تكلفة إيجار الجناح بلغت 7000ج لمساحة تبلغ 12 متر ، إضافة لإرتفاع أسعار الجمارك والشحن والترحيل أدى كل ذلك لإرتفاع أسعار الكتاب ، كما أبان أن ضعف التنسيق جعل جناحه الذي يحتوي على الكتب الفكرية والحضارية محشوراً وسط كتب الأطفال.
الأستاذ محمد أبوبكر من مكتبة الجامعة بالعاصمة السودانية الخرطوم قال : المعرض هذا العام ليس كالأعوام السابقة كانت هناك مشكلة في التوقيت كما أن إرتفاع الدولار أدى لإرتفاع أسعار الكتب  وبالتالي أثر على إقبال الجمهور مثلاً كان الفرد لايقنع إلا بخمس كتب الآن يكفيه كتاب واحد نسبة للظرف الإقتصادي كما تحدث عن القصور في الحملة الاعلامية للمعرض وناشد الحكومة أن تعمل على توفير الكتاب بإعفاء الكتب من الجمارك أو على الأقل تخفيضها حتى تكون الكتب في متناول الأيدي.
مما استوقفني أثناء تنقلي عبر أجنحة المعرض ومرافقه مغن يصدح بصوت عال في باحة المعرض جعلني أتساءل ماعلاقة هذا بكتب العلم ، أم أنه إلهاء للزائر عن مطالعة الكتب أو أنه محاولة لجعله ينسى ألم تفجعه عن عجزه عن اقتناء هذا الكتاب أو ذاك، أم أنها طريقة جديدة لتعزيز قيمة الثقافة من غير اعتداد بالقيم والأخلاق والشريعة الغراء ..
إن من أظهر تداعيات هذه الدورة لمعرض الكتاب في هذا العام أنها ستؤثر سلبا على استقرار أسعار الكتب مما يعني محاربة القارئ السوداني على المدى.