يبدو والله أعلم أنّ التنصير وفتنة المسلمين عن دينهم وفي دولة الشريعة وفي عاصمة الشريعة ذاتها .. لا يثير شجب أحد من أهل الانقاذ .. بل هو لا يكاد يلفت ولا يثير انتباه أحد منهم .. مع أنّ العدد المستهدف من أبنائنا وبناتنا بعد رصده بالأسماء والتواريخ والأماكن يربوا على المائة .. وكلهم فُتنوا عن […]
يبدو والله أعلم أنّ التنصير وفتنة المسلمين عن دينهم وفي دولة الشريعة وفي عاصمة الشريعة ذاتها .. لا يثير شجب أحد من أهل الانقاذ .. بل هو لا يكاد يلفت ولا يثير انتباه أحد منهم ..
مع أنّ العدد المستهدف من أبنائنا وبناتنا بعد رصده بالأسماء والتواريخ والأماكن يربوا على المائة .. وكلهم فُتنوا عن دينهم ونُصّروا بفعل وتدبير الكنيسة .. وهي ضالعة وغارقة حتى النخاع في العملية خاصة فتنة الطالبة المسلمة إيمان عن دينها مما استدعى أن يهرع بعض أساطين الكنيسة وقساوستها إلى عتبات الولاية ومقابلة السيد الوالي للاعتذار ..
والاعتذار لا يكون إلاّ من ذنب .. ومن العجيب أنّ الأخ الوالي يعِدهم ويمنيهم وكأن الأمر موكول إليه !! .. لقد كان المأمول من الأخ الوالي أن يُرِي الوفد الكنسي من نفسه قوةً ، وأن يقول لهم : " والله لئن امتدت يدٌ منكم بعدها إلى مسلم – دعك من مسلمة – لأُنكِلن بكم، ولأرِين الله تعالى فيكم ما يجب أن يرى أمثالكم "..
ولماذا لا يقول لهم ذلك؟ وما يمنعه؟ أوليسوا من رعيته؟ أوليس من أولى مهام السيد الرئيس على الإطلاق ؟؟ أم لعلها مهمة الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز وحده دون سواه !! لذلك أرسل إلى هرقل رسالته المشهورة ومضمونها : " لقد بلغني أنّ فلاناً عندك في الحديد يُعذب في دين الله !! فأطلقه وابعث به إليّ .. والذي بعث محمداً بالحق لئن لم تفعل لأبعثن عليك من الجيوش جيوشاً يكون أولها عندك، وآخرها عندي !! " .. وجاء نص عمر إلى هرقل قبل إطلاق السجين المسلم ، ومع ذلك فقد أطلق الرجل من السجن وبعث به إلى عاصمة الإسلام ، ولله در عمر فقد كان مهاباً حياً وميتاً !! ..
ولكن الدولة اليوم هي وهيئتها وإداراتها ووزاراتها المختلفة لا تدري ولا تفهم دورها الحقيقي في حفظ الدين !! لعلهم ظنوا أنّ معنى قوله سبحانه وتعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) يقتضي الحفاظ على النصرانية ورعايتها والسماح لها بالتمدد .. والتبشير .. والتنصير .. والفتنة، ولعل الإسلام والنصرانية عندهم في ذلك سواء ..
ولعل الانقاذ ورجالها وهيئتها وإداراتها ووزاراتها يفهمون بل يظنون أن قوله تعالى: (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) يقتضي أن المواطن في دولة الشريعة يحق له أن ينتقل من دين إلى آخر .. كما يشاء وكما يحلو له ..
إنّ المعنى السهل والميسر والذي يتبادر إلى لب ذوي الألباب، وإلى عقل ذوي الحجا هو أن الله لا يُثيب على الإكراه أحداً .. بل لا يثيب إلاّ من آمن طائعاً ومختاراً وبمشيئته .. فالمكره كالمنافق كلاهما لا ثواب له ولا قبول ..
ولكن منظمات الانقاذ وهيئتها وإداراتها ووزاراتها تظن أنها مكلفة برعاية النصرانية واليهودية الطوطمية والوثنية على قدم المساواة مع الإسلام .. بل والبوذية إن وجدت .. ولذلك ليس مستغرباً أن نرى في حلقة قناة الشروق يوم الأحد الماضي والتي استضافت الأخ الأستاذ الدكتور عمار صالح مدير مركز مقارنة الأديان حول قضية الفتاة المسلمة إيمان وفتنتها عن دينها أن نرى ما يشيب الوالدان ..
وكان موقف الفتاة من ضيفها وحلقتها أنّها أولى أثافي القضية الانقاذية وموقفها من التنصير .. فقد نصبت الفتاة من نفسها راعياً للكنيسة ومحامياً عن النصرانية ومدافعاً عن الصليب وعن العقيدة النصرانية .. فقد راحت الفتاة تُملي على ضيفها ما يجوز عرضه، وما لا يجوز حتى الصلبان التي وجدت في الابنة الممتحنة إيمان أصرت الفتاة أول الأمر على عدم عرضها؛ مع أنها هي أُس البلاء مع أن كل جهلول في هذا الكون يعلم حقيقة السحر الكنسي المرتبط بالصليب وبالشيطان ويرجع الموتى .. ورفضت الفتاة في البداية عرض أي من الصلبان لولا أن ضيف الحلقة استعد للانسحاب ..
وكذلك الكتب الكنسية التي تحرف القرآن في بحبوحة دولة الإسلام، رفضت الفتاة عرضها أو الإشارة إلى مؤلفها القمص فيلوساوث فرج والذي أورد في كتابه " المسيحية في عيون المسلمين " آية في سورة النساء محرفة مع سبق الإصرار والترصد، والكتاب ينشر ويوزع ويباع في أسواق الخرطوم وفي دولة الشريعة ودولة المشروع .. وهاكم النص الذي أورده القمص فيلوساوث فرج في كتابه ص 123: " (أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله غير الحق إنما عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاه إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما هو الله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات والأرض) سورة النساء الآية 171.
والنص الصحيح هو كما ورد في كتاب الله في سورة النساء في الآية 171 قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) وليس إرادها محرفة من باب الخطأ ولا من باب السهو لأن ذلك لا يكون إلاّ في المسودة وقبل المراجعة وقبل الطبع !! أما هذا فتحريف ممن طبعه ودينه التحريف وهو جريمة يعاقب عليها القانون .. والقمص ومن ساعدوه يستعدوا لمواجهة استحقاقات هذا التحريف.
وثانية الأثافي هي المدعو دكتور حسن مكي وهو من أحد الذين قالوا في الحلقة أنّه لا يوجد تنصير في الشمال ، وأن التنصير في الجنوب ، ولكن هناك غزو علماني وغزو قنوات فضائية .. وهذا من أعجب العجب .. فقد قرأت منذ سنوات كتاباً يتحدث عن التبشير في العاصمة القومية عنوانه " أبعاد التبشير في السودان " أو قريباً من هذا الاسم ويبين كاتبه أعداد الكنائيس المنشأة وأماكنها .. والغريب أن مؤلفه شخص مغمور ومجهول الذات والصفة والاسم واسمه حسن مكي محمد أحمد وبالصدفة يتطابق اسمه مع اسم مدير جامعة أفريقيا العالمية ..
أما ثالثة الأثافي .. والاعتذار موصول للأخ عبدالماجد عبدالقادر صاحب عمود ثالثة الأثافي بالانتباهة .. فهو ما قاله الأخ حامد أحمد قيادي وزارة الارشاد والتوجيه حيث قلل من أهمية حادثة التنصير وقال إنها حالة شاذة وأنّ الحالتين رجعتا للإسلام .. وأن العمل عمل فردي ولن يتكرر .. وقد قام به اثنان من القساوسة ولن يتكرر .. وقد أعتذرت الكنيسة عنه !!..
لم نسمع حتى هذه اللحظة أية اجراءات قامت بها الجهات المعنية في الولاية أو في الوزراة حول هذا الموضوع .. وإنما كلها كلمات تطلق وتطمينات .. والله المستعان وهو من وراء القصد ..