في السادس من يناير عام 2013م قامت الأحزاب والقوى السياسية المختلفة بتوقيع ميثاق الفجر الجديد ، الذي شاركت فيه الجبهة الثورية ممثلة في الحركة الشعبية، وحركات دارفور، وقوى الإجماع الوطني (حركة حق، والمؤتمر الشعبي، والحركة الاتحادية، والأمة القومي)، هذا ما أورده موقع المعرفة على الشبكة العنكبوتية مضيفاً إلى الموقعين: الحركات الشبابية (حركة قرفنا، وتنظيم لا […]
في السادس من يناير عام 2013م قامت الأحزاب والقوى السياسية المختلفة بتوقيع ميثاق الفجر الجديد ، الذي شاركت فيه الجبهة الثورية ممثلة في الحركة الشعبية، وحركات دارفور، وقوى الإجماع الوطني (حركة حق، والمؤتمر الشعبي، والحركة الاتحادية، والأمة القومي)، هذا ما أورده موقع المعرفة على الشبكة العنكبوتية مضيفاً إلى الموقعين: الحركات الشبابية (حركة قرفنا، وتنظيم لا لقهر النساء) …
وتبيِّنُ هذه القائمة تصنيف الأحزاب الموقعة على الميثاق، والذي يدور ما بين الفشل، وعدم المسئولية ، والمحاددة والمشاقة لدين الله، والملاحظ أنّ كثافة العضوية لهذه الأحزاب بالرغم من وجود الحركة الاتحادية، والأمة القومي، لا تزيد على كثافة الفلين والطرور ، فالرئيس ومعه الرجل، والرئيس ومعه الرجلان، والرئيس وحده لا أحد معه على الإطلاق …
والشنشنة اليسارية في الميثاق ابتداءً من اسمه ، لا يكاد يخطئها الرجل الحصيف، والسياسي المتمرس، فالغباء اليساري الذي أدى إلى إسقاط وحل الحزب الشيوعي عام 1965م، وكذلك أدى إلى تعليق قيادات شيوعية انقلبت على مايو بعد أقل من عام على استلامها للسلطة، فعُلِّقت على المشانق التي أعدتها لخصومها الإسلاميين، مما انتهى بالنظام المايوي إلى أن يكون أول نظام سوداني يقرر تطبيق الشريعة الإسلامية، نفس الغباء المستبطن في كل ما هو يساري ساق الأحزاب الموقعة على الميثاق إلى اختيار اسم الفجر الجديد، بدلاً من الفجر الصادق ..
والفجر فجران: فجر صادق، وفجر كاذب، والتمايز بينهما قائم على الفرق بين الصدق والكذب، أما الفجر الجديد فيقابله الفجر القديم ، ولا فضيلة في التمايز بين القديم والجديد إلاّ أنه الغباء، أو عدم التوفيق الذي حرم أهل اليسار من مجرد نغمة ادعاء الصدق !!
ويتكون الميثاق من عدة أبواب منها :
(1) المبادئ والأهداف.
(2) ترتيبات ومهام الفترة الانتقالية.
(3) التشريعات والقوانين وحقوق الإنسان.
(4) المؤتمر الدستوري القومي.
(5) الانتخابات.
(6) التوقيعات.
وهناك تفصيلات كثيرة في هذه الأبواب.
وحتى يُعلم الوزن أو الكثافة العضوية الحقيقية للميثاق، هذه قائمة بالجهات الموقعة كما أوردها البيان المفصل للميثاق :
1- فاروق أبو عيسى رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني.
2- الحزب الشيوعي السوداني.
3- الحزب الوطني الإتحادي.
4- حزب المؤتمر السوداني (لا يعرفه أحد).
5- التحالف الوطني السوداني (لا يعرفه أحد).
6- الحزب القومي السوداني (هل هذا حزب فيلب عباس غبوش؟).
7- جزب البعث القومي (هل يعرفه أحد؟).
8- حزب البعث السوداني (هل سمع به أحد؟).
9- حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل !!.
10- حزب البعث العربي الاشتراكي (هل هو خطأ مطبعي وتكرار؟).
11- الحزب الوحدوي الناصري.
12- الجبهة السودانية للتغيير.
13- تحالف النساء السياسيات (أليس لهن أحزاب في أعلى القائمة؟).
14- التضامن النقابي.
15- اللجنة التحضرية للمفصولين.
16- اللجنة القومية للمفصولين (ما هو الفرق بين تحضرية وقومية في الاصطلاح؟).
17- حركة تغيير السودان.
18- حزب اللواء الأبيض.
19- الوحدة المالية (هل هذه أحزاب أم مجرد لافتات قماش؟).
ثم يأتي بعد كل هذه الأسماء :
20- المؤتمر الشعبي.
21- حزب الأمة القومي.
22- الاتحادي الديمقراطي الموحد.
23- حزب الحركة الاتحادية.
24- حركة القوى الجديدة "حق" والتي نشكر الله أنها "لم تقعد" بين رقمي (20) الشعبي (21) القومي.
أنا لا أوافق الأخ نافع على لغة الكرعين والمراكيب، ولكن بالله عليكم ألا تلتمسون له العذر في قوله ذاك ؟ ألا يغري هذا الهباء، وهؤلاء الشرذمة "والأفذاذ" وهذه الشخصيات "الافتراضية" ألا تغري بالعنتريات؟!
والله لولا أن الله قد نزع البركة من المؤتمر الوطني، ومن الحركة الإسلامية، لكان يكفي أن يقال لأهل ميثاق الفجر الكاذب "أوووووف" فيتطايرون في أركان الأرض !! ..
وبعد كل هذا .. انفصل عن المجموعة المؤتمر الشعبي، والأمة القومي !! ثم أضيف إلى المجموعة حزب آخر لا نعرف إلاّ رئيسه، وهو حزب الأخ يوسف الكودة !!
إنّ هذا الميثاق يتمتع بشيء غير قليل من القوة، وكذلك يتمتع بشيء غير قليل من الضعف ..
أما قوته فهي ليست قوة ذاتية، بل هي قوة مستمدة من ضعف المؤتمر الوطني، والإنقاذ، والحركة الإسلامية (بمعناها الواسع) ..
أما الضعف في الميثاق فهو ضعف ذاتي حقيقي في الشخصيات والكيانات المنضوية تحت لواء الميثاق .. ونحن نقصد الكيانات والشخصيات الحقيقية غير الافتراضية " فاروق أبو عيسى مثلاً " فهو شخص طبيعي وغير افتراضي، وهناك ضعف ناشئ من الشخصيات الافتراضية " Hypothetical " ، إذ المفترض أن كل حزب له رئيس، وكل كيان له مجلس قيادي !! والشخصيات الافتراضية لا تزيد على الواحد ، أو الاثنين من حقيقة الأمر ..
إنّ المتتبع لتفاصيل ما ورد في الميثاق يجد أن الميثاق يتكئ في جميع بنوده على الافتراضي ، مقابل الواقعي والمادي والمحسوس ..
فالميثاق يقول : "تلبية لأشواق شعبنا في توحيد قواه الحية" ويقول في موضع آخر من الميثاق : "بمشاركة فاعلة من شعوب، وأقاليم، وأحزاب السودان، وقواه الحية" ، ما هي قوى السودان الحية ؟ هل الحياة هنا بمعيار القيم ، والمثل ، والأخلاق ، والدين .. أم بمعيار العدة ، والعدد ، والقوة ، والمنعة ؟ مكونات أحزاب الميثاق لا في عير الأولى، ولا في نفير الثانية ..
والميثاق يتكلم أيضاً عن " قوى الإجماع الوطني " ، و "الجبهة الثورية السودانية" ، وبعض منظمات النساء والشباب .. والافتراضي هنا غالب على الواقعي الحسي ، فإذا دققت فلن تجد هناك قوى، ولا إجماعاً، ولا وطنياً، ولا جبهة، ولا ثورة .. إنّ خلاصة الأمر أن الثورة والتغيير والإصلاح كلها افتراضية ، ولو تتبعت كل عبارات الميثاق فلن أخلص منه إلاّ باسم جديد ألا وهو " ميثاق الفجر الجديد الافتراضي "..
إنّ الذين ينتقدون المؤتمر الوطني، ويعارضون الإنقاذ، لا ينتقدون ولا يعارضون لذات الأسباب التي أوجدها الميثاق الافتراضي .. إنهم يعارضون لأسباب تتعارض مع ما أورده الميثاق الافتراضي من حجج وبراهين .. إن القيم التي يطالبون بها ليست افتراضية .. كما أنهم يتعاملون مع المؤتمر الوطني والإنقاذ على أنها حقائق واقعة وماثلة ، وليست افتراضية ولا وهمية ..
إنّ منازلة ميثاق الفجر الافتراضي الجديد فكرياً ليست كمنازلته تطبيقياً وعلى الأرض ..
منازلته فكرياً تقتضي تعريته، وتعرية أوهامه، ودعاويه، وتلبيسه، وتدليسه، وضجيجة وعجيجه .. ومنازلته تطبيقياً تستدعي إدراك عمالته، وارتزاقه، واعتماده على دولار الكفر والفجور .. وإدراك ضعفه وخواءه.
إنّ دولة ما يسمى بجنوب السودان تعاني اليوم معاناة شديدة ، وهي مهددة بالسقوط ، والسبب في ذلك أولاً وقبل كل شيء العامل الأخلاقي ، وانخفاضه الشديد في الحركة الشعبية ، وأهل الحكم في الجنوب عامة ، وهو يعني الوازع ، والوازع إنما ديني …
إن العامل الأخلاقي عند أهل الميثاق هو مقتلهم ، وهم فيه تماماً مثل الحركة الشعبية في الجنوب.