المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

أبيي على شفا مربع التوتر بمقتل مجوك

أبيي على شفا مربع التوتر بمقتل مجوك

تقرير إخباري

تصاعد التوتر في منطقة أبيي الحدودية بين السودان وجنوب السودان اليوم الأحد 5/5/2013 عقب مقتل زعيم من قبيلة الدينكا كوال دينق مجوك التي اتهمت قبائل المسيرية بقتله أمس. وتم فرض حظر التجوال في المنطقة بعد مقتله.

وقال محمد الأنصاري أحد زعماء المسيرية – بحسب وكالة فرانس برس – "الصباح أبيي هادئة، ولكن يوجد توتر شديد، وكل طرف مستعد لأي شيء".

فيما نقلت "رويترز" عن زعيم من قبيلة الدينكا – فضل حجب اسمه – قوله: "إن الزعيم كوال دينق مجوك قُتل ومعه شخص آخر بعد اجتماع في أبيي مع زعماء المسيرية، مضيفاً أن أفراداً من المسيرية أطلقوا النار على موكبه مما أدى لمقتله.

وأكد صادق بابو نمر – وهو مسؤول في المسيرية – مقتل مجوك، ولكنه قال: "إن ذلك وقع في حادث إطلاق نار مع قوات حفظ السلام الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة والتي تدير أبيي".

وأبان إنّ مجموعة من المسيرية طلبت من موكبه، الذي كان يتكون من سيارته وثماني سيارات أخرى تحمل جنوداً إثيوبيين، التوقف للتحدث معهم، ولكن الجنود رفضوا ذلك. مضيفاً أن جندياً إثيوبياً أطلق النار، وقتل شخصاً من المسيرية بعدما جهز بندقيته، مما أثار عملية إطلاق نار قتل خلالها ماجوك.

 وأدان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" في بيان أصدره ليلة أمس الهجوم، ودعا حكومتي السودان وجنوب السودان ومجتمعي الدينكا والمسيرية إلى أن يحافظوا على الهدوء ويبتعدوا عن الأحداث المؤسفة.

أما موقف أمريكا فعبرت عنه السفيرة سوزان بيج في جوبا لـ"سكاي نيوز عربية" أن حكومة الولايات المتحدة تدين مقتل كوال ومرافقيه من قوات حفظ السلام في المنطقة، ودعت بيج كلا من الخرطوم وجوبا لتهدئة الأوضاع وضبط النفس، وطالبت بالتحقيق في الحادثة وتقديم المتورطين فيها للعدالة.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها: "إن السودان مستعد لإجراء تحقيق عاجل وعادل وشفاف حول الحادثة ومحاسبة الجناة، وناشد البيان كل الأطراف المعنية بممارسة أقصى درجات الحكمة وضبط النفس في هذه الظروف المؤلمة.

وأضاف البيان أنّ "الحادثة المؤسفة" جاءت في وقت أكد فيه البلدان إرادتهما السياسية القوية في تعزيز التعاون بينهما بما يحقق مصلحة الشعبين، وبعدما فرغا من حل المشاكل الأمنية العالقة واستأنفا التجارة والتعاون النفطي بينهما.

وشدد بيان الخارجية على أنه لا ينبغي لهذه الحادثة التي وصفها بالمؤسفة، والمعزولة أن تؤثر على ما توصلا إليه من تفاهمات.

وتعكف اللجنة الإشرافية لأبيي على دراسة تداعيات التوترات التي شهدتها المنطقة، والتي أدت إلى مقتل ناظر دينكا نقوك، وعدد من قوات اليونسفا، والمسيرية.

وقال الخير الفهيم الرئيس المشترك للجنة الإشرافية في تصريح لـ(smc)  إنهم ينتظرون تقارير لجان المراقبة العسكرية من الجانبين وتقرير القوات الأممية (يونسفا) للنظر فيها وإصدار قرار مشترك بشأن الأحداث، موضحاً أنه سيقوم بتنوير الجهات المختصة بالدول حول ما جرى بناءً على التقارير الرسمية التي سترد اليهم.

واعتبر رئيس اتحاد المسيرية محمد خاطر جمعة ما حدث نوع من الاستفزاز بالنسبة للمسيرية من قبل القوات الاممية بجانب خلق توترات وفتنة بين المسيرية ودينكا نقوك، مضيفاً أن الذي حدث سوف يؤثر سلباً على العلاقات بين المسيرية ودينكا نقوك مطالباً بإبعاد يونسفا من المنطقة لعدم مقدرتها على حماية المواطنين.

وفي السياق قال زكريا ايتم وكيل ناظر دينكا نقوك أن الذي حدث يتنافى مع الأعراف الأهلية في المنطقة، مطالباً اللجنة الإشرافية لأبيي بإصدار قرار مشترك حول الأحداث وتداعيات مقتل ناظر دينكا نقوك ومرافقيه، موضحاً أنهم كأعيان للقبيلة سوف يعملون على تهدئة الأوضاع في الوقت الراهن حتى تقوم الأطراف بدراسة الأمر وإصدار قرار بشأنه.

ويرى مراقبون أن حكومة المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة يتحملان المسؤولية المباشرة في تعقيد حياة المواطنين في أبيي، وذلك باقحامها في مفاوضات في نيفاشا، وقبول الطرفان للمقترح الأمريكي دون نقاش.

ويضيف المراقبون بأن أسوأ ما ارتكبته حكومتي الخرطوم وجوبا  أن صنعتا التوتر في أبيي، على خلاف رغبة أهلها، وأخرجتاها عن محيطها السوداني على خلاف رغبة أهلها كذلك، وقاموا بتدويل القضية عندما زجوا بها في نيفاشا، ودفعوا بها إلى أيدي الخبراء الأجانب، ثم ساقوها إلى ما يُسمى بـ "محكمة العدل الدولية" في لاهاي، لينتهي بها الأمر إلى كونها منطقة تحت الوصاية الدولية، محشودة بأربعة آلاف من جنود أثيويبا.

ويذكر أن عرب المسيرية استقروا في المنطقة قبل أكثر من ثلاثة قرون، وآوى إليها دينكا نقوك فراراً من نار الحروب القبلية في مواطنهم الأصلية، فاستضافهم المسيرية، وتعايشوا في سلام تام .