المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

المقرئ د. محمد عبد الكريم بالدوحة: التلازم قائم في القرآن بين العبادة والأخلاق

المقرئ د. محمد عبد الكريم بالدوحة: التلازم قائم في القرآن بين العبادة والأخلاق

تحدث الشيخ المقرئ د.محمد عبد الكريم، الخميس الخامس من رمضان بالدوحة في الجلسة الرمضانية التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تقام بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب تحت عنوان "وآمنهم من خوف"، وحملت الجلسة عنواناً مأخوذاً من الآية القرآنية "وكانوا لنا عابدين".

وتناولت الحلقة بالحديث "كيفية ممارسة المؤمن العبادة بمفهومها الواسع".

وأوضح الشيخ محمد في مداخلته "حاجة المسلم لاستشعار معنى العبودية لله تعالى"، موضحاً أن هذا الشعور يعني أن يشرف الإنسان من خلال العبادة بالذلة الكاملة لله مع الحب له، وكلما تذلل لله كلما عز عليه تعالى.

وأبان الشيخ محمد أن "المهان في الحقيقة هو من لا يعبد الله تعالى"، وأن ذلة العبادة لله مهمة جداً لصلاح القلب، مشدداً على ضرورة أن يكون التذلل بالقلب والروح والجوارح واللسان..

وأشار الشيخ محمد عبد الكريم إلى أن العلماء فسروا العبادة بأنها مطلق الطاعة لله، لكنه استدرك موضحاً أن هناك مفهوماً خاطئاً شائعاً للعبادة يحصرها في الركوع والسجود، وليس في معناها الشامل المتجسد في الطاعة لله، والابتعاد عن النواهي.

وقال مستطرداً: "إذا فسرت العبادة بكونها مطلق الطاعة فإنها تشمل كافة العبادات والمعاملات وقواعد الأخلاق الإسلامية".

وتتطرق الشيخ د. محمد إلى قضية الاقتداء موضحاً أن القصص القرآني ذكر عبودية الأنبياء على سبيل القدوة، وأراد الله تعالى توضيح أن الانبياء لا يستنكفون أن يكونوا عبادا لله تعالى، لافتاً إلى أن معظم العبادات قلبية صادقة لله.

وقال د. محمد "إذا كانت القلوب فاسدة فما نفع الركوع والسجود"!.

وأجاب على سؤال حول كيفية أن يكون الانسان عبداً لله، ورد موضحاً أن ضرورة أن يفعل الانسان الشيء الذي يريد الله له من حيث بر الوالدين، وقول الحق، مضيفاً خدمة الناس، والقيام على شؤونهم، ورفع الضيم عنهم.

وأكد على أن التلازم قائم في القرآن الكريم بين العبادة والأخلاق، وأن العبادة تستلزم أن نصغي لأوامر الله وتطبيقها بمفهومها الشامل، والعمل من خلالها على تحقيق منافع الخلق.

يذكر أن الشيخ الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي، شارك الشيخ د. محمد في الحديث، إلى جانب مداخلات ثرية من جانب عدد من الإئمة والعلماء.

وأكد الدكتور عبد السلام المجيدي في كلمته أن وصف "وكانوا لنا عابدين" حسبما جاء في القرآن الكريم، اتسم بالروعة وجاء بديعاً، في سياق الحديث الالهي عن الثلة العظيمة من الأمة التي تدينت بدين سماوي.

وأضاف: أن الوصف بكلمة "عبد" هو تشريف عظيم من الله تعالي لعباده، لان العبادة مأخوذة من التذلل والخضوع لله. وأشار د. المجيدي إلى أن العلامة ابن القيم وصف العبادة بأنها تجمع غاية المحبة مع غاية الذلة لله تعالي، وهي التذلل لله مع التحرر من عبودية ما سواه، كما تناولها الشيخ العلامة ابن تيمية وعرفها بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالي ويرضاه، وقال "إن الانسان يجد اعظم اللذة في التذلل لله تعالي".

المصدر: شبكة الهداية الإسلامية