د. محمد عبد الكريم الشيخ
إلي كل مسلم يطلب الهداية إلي الصراط المستقيم ، ويتبرأ من صراط المغضوب عليهم والضالين:
وإلي كل مسلم تولى الله تعالى وحده والمؤمنين لولاية الله عز وجل القائل في محكم تنزيله : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " .
إلى الذين يؤمنون بقول الله – جل وعلا – ويعتقدونه : " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" .
إلي الذين يقول الله لهم : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ "
إلى الذين لهم أسوة في خير أسوة : " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" ، وقال تعالى : " لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم " .
إلي الذين يتعظون بمن سلفوا بما لعنوا : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون "
أي منكر أعظم ؟ : " تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ "
إلي إخوتي وإلي إخواني جميعا:
هذه نصيحة اقتضاها الحال لاقتراب زمان من الأزمنة التي فيها أعظم الشر ، ومنها أعظم الإلحاد في الأرض ، وشاع هذا في الأرض كلها ، وقلّ نكيره حتى في أرض المسلمين ، إلي هؤلاء الذين يوحدون الله عز وجل ويؤمنون بالرسول – صلى الله عليه وسلم – نبيا ورسولا، ، ويؤمنون بعيسى – عليه السلام – نبيا ورسولا، وأن الله واحد أحد ، وأن ما دونه خلق عابدوه عز وجل .
النهي عن التشبه بالكفار:
إنّ من قواعد الإسلام وأصوله العظيمة النهي عن التشبه بالكفار ، والأمر بمجانبة هديهم علي العموم ، وفي أعيادهم على الخصوص ، وهذه المسألة مسألة متقررة في الكتاب والسنة وفي إجماع الأولين ، لم يخالف في ذلك أحد من السابقين ، ولا من المهتدين اللاحقين ، وألفّوا في ذلك كتبا للفصل بين الفريقين كالكتاب العظيم " اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم " ، لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – .
إن هذه القاعدة وهذا الأصل من العقيدة الإسلامية ينبغي أن يكون واضحا ً ، وأن لا ينمحي من أذهاننا ، مهما استطال الكفار علينا ، ومهما بغوا علينا ، وأنّ الصراع بيننا وبينهم قائم ، لأنّ الصراع بين الحق والباطل دائم إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وأنّ أهل الباطل من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم لا يزالون يتسلطون علي المسلمين قدرا ً ، ولا يزال المسلمون يدفعونهم قدرا ًوشرعا ً ، وهذا ما أمرنا الله – سبحانه وتعالى – به في كتابه ، وحينما يقوى الإنحراف ويضعف أهل الإسلام ، يكون للمتمسك في مثل هذه الظروف من الأجر والثواب أعظم من الذي يتمسك في زمان الإستخلاف والتمكين ، كما ورد عن النبي – عليه الصلاة والسلام – وإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعلمون مثل عملكم ، قالوا يا رسول الله : أجر خمسين منهم ؟ قال : لا بل أجر خمسين منكم ." يعملون من الصحابة الكرام -عليهم رضوان الله – وهذا ثبت من حديث أبي ثعلبة الخشني ، فهؤلاء المتمسكون عند فساد الناس ، وعندما تأتي الفتن من كل صوب وحدب ، فلهم هذا الأجر العظيم.
إن هذه الأمة انحرافها وارد ، وانحراف الكثيرين عن الحق حاصل، والنبي – عليه الصلاة والسلام – قال: " أنا فرطكم على الحوض وليرفعن إلي رجالٌ منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " ، وفي رواية : " يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن بَدَّل بعدي" ، فنسأل الله أن لا نكون ممن يبدلون من بعده – عليه الصلاة والسلام -.
الألقاب الخداعة:
التشبه بأعياد الكفار من أعظم مظاهر التغيير والتبديل لدين النبي – عليه الصلاة والسلام – سواء كان باسم الرقي والتقدم أو وباسم العولمة والكونية أو وباسم التعايش والسلام العالمي ، إلى غير ذلك من هذه الألقاب الخداعة ، يكون عندها نحر العقيدة وطرحها والابتعاد عنها وعدم الاهتمام بها ، والله -سبحانه وتعالى – يحذرنا من هذا الإتباع ، قال تعالى : " وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " ، وقال تعالى : " وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " .
وانّ مما يتميز به الناس ، ومن أعظم خصوصيات الأمم والشعوب – ناهيك عن الملل والنحل – ما يتعلق بالأعياد ، فإنّ الأعياد لها أثرها وقيمتها في حركة الإنسان وتطوراته، ولذلك اتخذت كل أمة لنفسها عيداً ، وربما اتخذت كل بلاد كذلك لنفسها عيداً ، هذا بالنسبة لغير المسلمين ، أما أهل الاسلام فيجب عليهم أن لا يتقيدوا إلا بالخصوصية التي خصهم بها رسولهم – عليه الصلاة والسلام – والهدية التي أهداها إياهم – صلوات ربي وسلامه عليه – الذي قال :" فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا يَوْمُ عِيدِنَا " .
ذم الاحتفاء بأعياد النصارى:
الناس يبتلون في أعياد النصارى أكثر من أعياد غيرهم ، ولربما ابتليت بعض طوائف المسلمين بأعياد الوثنيين كابتلاء بعضهم بعيد النيروز ، كما في مناطق بلاد النهر وإيران وما جاورها، ولكن الفتنة أصبحت في النصارى ومشاركتهم في أعيادهم من جهة الاحتفال معهم ، أو تهنئتهم ، ولا تستغربوا أن تروا في مثل هذه الأيام قيام بعض الشركات والمؤسسات بطباعة بعض الكروت وبطاقات المعايدة ، التي تكون فيها التهنئة بعيد الميلاد أو الكريسماس – كما يسمونه في أوروبا – ، ولا تعجبوا حين تجدون ممن يدعون الثقافة والتنور والتبصر من يحتفي بمثل هذه الأعياد ، ومن يأتي لأبنائه بالهدايا في مثل هذه الأيام ، وهذا من قوله – عليه الصلاة والسلام – : " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ ، قال : فمن " ، وفي رواية : " فارس والروم ، قال : فمن " ، فقد أصبح هذا مظهراً عاما ً ، خاصة بعد اختلاط النصارى بالمسلمين باسم الاستعمار من قبل ، وخرجوا من بلادنا بعد أن تركوا لمساتهم وأصابعهم جلية في حياتنا ، كما ألزمونا أن نأرخ بتاريخهم الذي يدل علي أعيادهم وعلي كثير من مناسباتهم الدينية ، بدلاً من أن نعتز بتأريخنا الهجري الذي يذكرنا بتأريخنا وأعيادنا ، كعيد الفطر ، ورمضان ، وعيد الأضحى ، والحج ونحو ذلك مما تتعلق به العبادة ، ومن هنا كان لا بد من الحديث عن هذه الأعياد خاصة – أعياد النصارى – وحكم الإحتفال بها ، والنصوص والأدلة على ذلك ، وهي كثيرة ولله الحمد والمنة ، فليست من الأدلة الغامضة الخفية التي تحتاج إلي شرح طويل ، أو حديث كثير ، بل هي من الأدلة التي يمكننا أن نتعرض لها بشرح يسير من الشرح إن شاء الله تعالى.
أمة منتكسة عن الحق:
إنّ تلك الأمة الضالة المنتكسة ذكرها الله – عز وجل – في القرآن بأشنع الصفات في عقائدها ، وما استثنى منهم إلا من اهتدى ورق قلبه للإسلام ، كما قال – جل وعلا – : " ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ " ، أما في عقائدهم فقد ذمهم الله تعالى فقال : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم " ، ثم أكد في الآية التي بعدها : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ " ، وأكد الله تعالى على ضلالهم في سورة نقرأها في كل صلاة ، بل في كل ركعة : " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" ، وفسر النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – الضالين بالنصارى ، كما فسر المغضوب عليهم باليهود في حديث الترمذي.
أعيادهم تحوم حول عقائدهم:
تلك الأمة نؤمن بكفرها كما نؤمن بأنّ ربنا واحد ، وأن رسولنا – عليه الصلاة والسلام – هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأنه جاءنا بالمعجزة والبينات ، فنؤمن بكفر تلك الملة ، ولا نشك في كفرها ، ومن شك في كفرهم أو قال بعدم كفرهم فإنه مثلهم في الحكم ، وهذا ما قرره أهل العلم وأجمعوا عليه ، وحديثنا ليس عن حكمهم في الإسلام ، فهذا مبحث آخر ذكره كثير من أهل العلم ، وأشار بعضهم إليه إشارة لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة ، كما قال القاضي عياض – رحمه الله – : " أجمع المسلمون على أن من لم يكفر اليهود والنصارى أو شك في كفرهم – أي توقف في كفرهم – فهو كافر مثلهم " ، وهذا محل إجماع ، وعلى هذا تتنزل الصورة المعروفة من لم يكفر الكافر فهو كافر ، ومن هنا فالمنطلق الأساس في مزايلة القوم ، وعدم مشاركتهم ، والإحتفال معهم بأعيادهم ، إيماننا القاطع بأنهم شئ ونحن شئ آخر، هم كفار ونحن مسلمون ، هم أهل ضلال وشرك ، ونحن أهل توحيد وإيمان ، فلا يجتمع الفريقان بأي حال من الأحوال ، وبالتالي فإن أعيادهم تحوم حول عقائدهم ، ولا تخرج عنها حتى في مظاهرها وشكلياتها التي ربما لا تعبؤ لها – للأسف الشديد – بسبب رؤيتها في أجهزة الإعلام ، أو حتى في بعض البيوت كما سترى ذلك في مظاهر أعيادهم إن شاء الله تعالى.
أمثلة لأعيادهم:
أعيادهم المشهورة كثيرة منها : عيد يوم القيامة، ويسمى عيد الفصح ، وهو أحد أعيادهم السنوية ، ويسبق الصوم الكبير الذي يدوم أربعين يوما قبل أحد الفصح ، وهذا العيد يحتفون في ذكراه بعودة المسيح – عليه السلام – أو قيامته بعد صلبه وهو بعد يومين من موته على حد زعمهم ، وهو خاتمة شعائر وشرائع متنوعة.
هذه الشعائر نذكرمنها:
الصوم الكبير أربعين يوما قبل أحد الفصح ، يبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد ، حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ، ويرددون : من التراب نبدأ وإليه نعود ، ثم بعده خمسين يوما ً تنتهي بعيد الخمسين ، أو العنصرة ، ثم أسبوع الآلام وهو آخر أسبوع في فترة الصوم ، ويشير إلي الأحداث التي قادت إلي موت عيسى – عليه السلام – وقيامته كما يزعمون ، ثم أحد السقف وهو يوم الأحد الذي يسبق الفصح ، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافرا ً ، ثم خميس العهد أو الصعود ، ويشير إلي العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه ، ثم الجمعة الحزينة وهي السابقة لعيد الفصح ، وتشير إلي موت المسيح – عليه السلام – علي الصليب حسب زعمهم ، ثم سبت النور والذي يشير إلي موت المسيح ، وهي يوم الإنتظار وترقب المسيح ، وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح ، وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود ، حيث تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس ، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات مختلفة ، باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية ، ويسمون الخميس والجمعة السابقة له بالخميس الكبير ، والجمعة الكبيرة ، كما ذكر ذلك غير واحد ، كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وهذا الخميس هو المذكورفي رسالة الذهبي – رحمه الله – المسمى بتشبيه الخسيس لأهل الخميس ، وهذا الخميس هو آخر أيام صومهم ، ويسمونه أيضاً بخميس المائدة ، أو عيد المائدة ، ، كما قال عيسى بن مريم : " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ….. " الآيات .
ولهم من الأعمال الغريبة في هذه الأعياد الشئ الكثير مما ذكره علماء المسلمين من قديم ، ومن ذلك جمع ورق الشجر وتنقيعه والاغتسال والاكتحال به ، وكان أقباط مصر يغتسلون في بعض أيامه في النيل ، ويزعمون أن في ذلك رقية ونشرة ، ويوم الفصح عندهم هو يوم الفطر من صومهم الأكبر ، ويزعمون أن المسيح – عليه السلام – قام فيه بعد الصلب بثلاثة أيام ، وخلص آدم من الجحيم ، إلى غير ذلك من خرافاتهم ، وذكر شمس الدين الدمشقي الذهبي أن أهل حماة كانوا يعطلون فيه أعمالهم ستة أيام عياذا ً بالله ، ويذكر ابن الحاج – وهو من علمائنا السابقين – أنهم يجاهرون بالفواحش والقمار ولا أحد ينكر عليهم ، ولعل هذا ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إلى إنكاره ما رآه من تقليد المسلمين للنصارى أحيانا ً في أعيادهم وشرائعهم ، ويحتفل بهذا اليوم عامة النصارى إلي يومنا هذا ، في أول أحد بعد كمال في 22 مارس أو 25 مارس ، والكنائس الشرقية والأرثوزكسية تتأخر عن بقية النصارى في الإحتفال بشعائره وصيامه على عادتهم باختلافهم ، وهكذا أهل الضلال لا يكادون يتفقون بسعيد من الأعياد ، وهذا فرق كبير بينهم وبين المسلمين ، فالمسلمون عيدهم واحد أضحاهم واحد ، حتى وإن تباينوا أحيانا ً في بعض السنوات إلا أن الأصل واحد ، لكن هؤلاء لكل طائفة منهم عيد ، بل قد تنقسم الطائفة الواحدة فيتخذ كل شق عيدا ً لهم من أعيادهم كذلك عيد ميلاد المسيح عليه السلام.