د. محمد عبد الكريم الشيخ
رزقنا الله تعالى بمولودة سميناها (عائشة) تيمناً بأمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، أفقه نساء الأمة على الإطلاق، المحدثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الذهبي في سير النبلاء: مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث،اتفق لها البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين. انتهى.
فضائلها جمة، فقد كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه، قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس، أحسن الناس رأياً في العامة.
وقال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، قالت عائشة رضي الله عنها: لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة إلا مريم بنت عمران:
1- لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني.
2- ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري.
3- ولقد قبض ورأسه لفي حجري.
4- ولقد قبرته في بيتي.
5- ولقد حفت الملائكة بيتي.
6- وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه وإني لمعه في لحافه.
7- وإني لابنة خليفته وصديقه.
8- ولقد نزل عذري من السماء.
9- ولقد خلقت طيبة وعند طيب،ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً. رواه أبو يعلى.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفي الصحيح وغيره بعضه،وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم.
وصح عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) .وهذا تفضيل لها على سائر نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لما كان لها من علم وسبق وفضل.
قال ابن كثير في البداية والنهاية، عندما ترجم لها في سنة وفاتها: " أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أزواجه إليه، المبرأة من فوق سبع سموات رضي الله عنها وعن أبيها"
وفي هذه التسمية منا لابنتنا بـ(عائشة) مزايلة وبراءة من الرافضة الأنجاس الشانئيين لأمنا عائشة ولأبيها رضي الله عنهما، حيث يحرم عند الشيعة التسمي باسم عائشة رضي الله عنها، ولذلك لا تجد اسم عائشة في أي منطقة شيعية، سواء في إيران أو جنوب العراق أو جنوب لبنان أو غيرها، رغم أن أئمة آل البيت سموا كثيرا من بناتهم باسم عائشة؛ فلعلي الرضا بن موسى الكاظم بنت اسمها عائشة، وكذلك لأبيه موسى الكاظم بنت اسمها عائشة، وفي مصر قبر لعائشة بنت جعفر الصادق، وهناك عائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم، وعائشة بنت محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، وهذا ثابت في تراجم أئمة آل البيت في كتب الشيعة والسنة. لكن الشيعة كعادتهم في المخالفة يبغضون اسم عائشة رضي الله عنها،أما علم هؤلاء أن في هجائهم وبغضهم لها بغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تزوجها وأعلن في العالمين حبها،ولله درُ شاعر النبي الكريم حسان بن ثابت رضي الله عنه حين أنشد :
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شـيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحـه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
حمداً وشكراً لله الواهب الوهاب أن أنعم علينا بـ(عائشة) ، اللهم أنبتها نباتاً حسناً،وبلِغها أشدها، وارزقنا اللهم برَها عند رشدها،آمين.