المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

رسائل إلى عقلاء الغرب

رسائل إلى عقلاء الغرب

في هذه الأيام يخرج للعالم غث جديد من إحدى الدول الأوربية التي تزعم أنها متحضرة، وأنها حاملة لواء الحرية وحقوق الإنسان، فما إن أفاق المسلمون من هول تلك الصدمة العظيمة التي تولت كبرها الدنمارك بإخراج تلك الصور الكاريكاتورية التي تسئ فيها لنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم- ثم تبعتها على ذلك دول أخرى، حتى تخرج علينا ألمانيا بتكرار نفس الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي «صلى الله عليه وسلم»، ونسخ الفيلم المسيء للرسول «صلى الله عليه وسلم» الذي تم إنتاجه في أمريكا، وهي بهذا الفعل تنتهك حقوق المسلمين وتبعث الكراهية؛ وللكاتب أن يتساءل، من المستفيد من إخراج هذا الغث؟ وما هو الهدف من وراء ما يثيرونه بين الحين والآخر من عداوة شديدة لرسول الإسلام  – فداه أبي وأمي-  وتلك الحملة الإعلامية الهوجاء على الإسلام وأهله؟.
وإلى العقلاء من أهل الغرب أكتب هذه الرسائل:
الرسالة الأولى:
عقيدتنا في رسول الله لن تتزحزح:
إنّ عقيدتنا نحن المسلمين في نبينا – صلى الله عليه وسلم-  لا تتزحزح قيد أنملة، فهو أحسن الناس خَلْقا، كما وصفه أبوهريرة رضي الله عنه: "ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرض تطوى له، وإنا لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث" وقول أنس رضي الله عنه: "ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا شممت ريحا قط أو عرقاً قط، وفي رواية: ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب من ريح أو عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم". وهو مع ذلك أعظم الناس خُلُقا فهو أشد الناس حياء من العذراء في خدرها، وما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينقم لله بها.
الرسالة الثانية:
اقرؤوا سيرته:
ونطلب من المنصفين والعقلاء وممن يريدون الحق أن يقرؤوا سيرته صلى الله عليه وسلم، فهو الذي كان يحمل الكل، ويقري الضيف، ويغيث الملهوف، ويعين على نوائب الحق، وقد شهد له أعداؤه في زمانه بأنه الصادق الأمين، فما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على رب العالمين، قال تعالى (ولو  تقول علينا بعض الأقاويل  لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين)، والمعنى: ولو تقول علينا – أي – محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة، ولهذا قال تعالى: (لأخذنا منه باليمين) قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش، وقيل لأخذنا منه بيمينه، (ثم لقطعنا منه الوتين) قال ابن عباس: وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه، وقد جاءنا بهذا القرآن الكريم، وهو مع ذلك نصره الله تعالى، وأعز دينه، وكفاه المستهزئين به، كعتبة بن أبي ربيعة، وكعب بن الأشرف حبر يهود، وعقبة بن أبي معيط، وأبي لهب، فعجّل الله لهم العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.

الرسالة الثالثة: سيعم نور الإسلام أرجاء الأرض بإذن الله
إنّ  الوعد بانتشار الإسلام مستقر في أنفسنا، والمستقبل عندنا لهذا الدين، بأنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، فلا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزٍ يعز الله به الإسلام وأهله وبذلٍ يذل الله به الكفر وأهله، وقد وعدنا المعصوم – صلى الله عليه وسلم – بأنّ المسلمين سيفتحون قسطنطنية وروما، وقد فتحت الأولى وبقيت الثانية لم تفتح بعد، وهذا لا شك وعد متحقق لا مرية فيه .
الرسالة الرابعة:
أعطوا أنفسكم فرصة التأمل المستقل عن الآخرين
وأود من العقلاء من أهل الغرب، الطالبين للحق، ألا يكونوا إمعات لغيرهم، بل ينظروا في هذا الدين وتعاليمه الداعية إلى كل خير والناهية عن كل شر، فهو – صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ ما يعبد من دونه من الأوثان والأنداد والشركاء، كما يدعو إلى أمهات الفضائل، كالصدق، والعفاف، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والنهي عن أمهات الرذائل، كالنهي عن الزنا، والربا، وأكل أموال الناس بالباطل، والمحصلة أننا ندعوهم إلى النظر في أخلاق نبي الإسلام وما يدعو إليه، هل فيه ما يدعو إلى الكراهية؟ أو ما يسبب الحقد والضغينة؟ اللهم لا ..
الرسالة الخامسة:
استمعوا إلى أبناء جلدتكم وبلدتكم ممن دخل في هذا الدين العظيم
تتبعت بعض أولئل الذين أسلموا من الألمان أو من كان على شاكلتهم من بلاد الغرب الذين هداهم الله للإسلام وهم يدلون باعترافاتهم ودوافعهم التي أعلنوا بها انضمامهم لأمة الإجابة أعني بها الأمة الإسلامية فكان مفاد كلامهم ما يلي:-
أحدهم يقول: إنّ سبب دخوله في هذا الدين أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي ذكر التوحيد، وقد وصف الله تعالى نفسه بما يليق به، أما الأب والابن وروح القدس، فهذه أشياء لم أستطع فهمها.
وآخر يقول: ما دفعني للدخول في الإسلام هو الاطلاع على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان رجل أسرة، وقائد أمة، مع بساطته وتواضه وسماحته، كل هذه جعلت منه قدوة للبشرية جمعاء.
وبعضهم يقول: إنّ الحملة الهوجاء ضد الإسلام هي التي دفعتهم للقرءاة حول الإسلام، وذكر أحدهم  بالحرف الواحد " لو حاولتَ أن تجد في الإسلام ما يسبب ضررا للبشرية فلن تجد"
وآخر يقول: إن الأخوة الإسلامية بين المسلمين هي التي دفعته للدخول في الإسلام، فهم – أي المسلمون – يعيشون كأمة واحدة، وقد كنت أظن أنّ الإسلام هو دين العرب فقط وأصحاب الشعر الأسود، ولكنني وجدته لكل الناس بدليل أنني من أصحاب الشعر الأشقر ودخلت فيه.
وامرأة تذكر أنّ سببها الدخول في الإسلام هو الحجاب فقد أصبح الناس يحترمونها بعد أن كانوا ينظرون إليها لمجرد الغرام .
إذاً نرجع فنقول: إنّ العداوة ضد رسول الإسلام سببها الخوف من انتشار الإسلام في أوربا خاصة ألمانيا الذي أصبح ينتشر بينهم انتشارا مبشرا وقد اطلعت على احصائيات تؤكد ذلك وأنه ما من يوم تشرق فيه الشمس على ألمانيا إلا ويوجد فيه من يدخل في دين الإسلام زرافاتٍ ووحدانا، خاصة من جانب النساء.
وقد شاهدت محاضرة بثت عبر الشبكة العنكبوتية تبين أنّ أحد الدعاة هنالك من أصل ألماني وهو الداعية "بيار قوقل" قد أسلم بعد المحاضرة التي ألقاها على حشد عظيم من الألمان فقط ستة عشر نفسا وقل مثل ذلك في ما حدث للداعية الأميركي "يوسف استس" فما إن يلقي محاضرة في أمريكا أو أوربا حتى يعتنق الإسلام عددٌ من الحضور، وهذا يدل على قوة حجة الإسلام فلله الحجة جميعا، وكما يدل على الخواء الروحي الذي يعيشه أولئك الملأ.
الرسالة السادسة:
سنزيدكم تعريفا بديننا
وعبركم نرسل دعوة لعلمائنا الكرام أن يقوموا بواجب الدعوة ودحض الشبهات التي تثار حول رسول الإسلام والمسلمين، ومثلهم أصحاب الأقلام والإعلاميون أن يقوموا كذلك بهذا الواجب نصرة لنبي الإسلام، فمن نصر مسلما نصره الله تعالى في موضع يحب فيه نصرته، فكيف وهو رسول الإسلام، كما أدعو أصحاب الأموال أن يبذلوا المال غير رخيص لدعم الأنشطة الدعوية والمراكز الإسلامية في تلك البلاد، والذي يظهر نجاحها وثمرة تلك الجهود التي أخافت الغرب من انتشار الإسلام في عقردارهم، ليكتموا عنكم هذا النور الوضاء، وكما أدعو أصحاب المعرفة بالشبكة العنكبوتية أن يقيموا منتديات للتواصل معكم وكل العالم، ودعوتكم للحق فسرعان ما يستجيب أصحاب الفطر السليمة والعقول الراجحة منكم، وما علينا إلا البلاغ وتبيان الحق والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والله ناصر دينه وناصر نبيه وأمر هذا الدين إلى تمام.
وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.