وائل محمد سعيد
الشتات Diaspora هي الكلمة التي تشكل جوهر الشخصية اليهودية المعاصرة ، وتبدأ فكرة الشتات عند اليهود مباشرة بعد وفاة النبي سليمان ـ علىه السلام ـ بانقسام مملكته إلى شمالية ـ و عاصمتها السامرة ـ و جنوبية ـ بعاصمتها أورشليم ـ .
ثم كان الشتات بتدمير هيكل النبي سليمان ـ علىه السلام ـ على يد الملك الأشوري نبوخذ نصر عام 587 ق.م تبعاً لذلك , وعاشت مجموعة من اليهود ببابل , وهم من سموا لاحقاً باليهود المزراحيين , وهو مصطلح يطلق على اليهود الشرقيين كيهود إيران ، والهند ، والعراق ، واليمن ، والجزيرة العربية وغيرها ، كما أن مجموعة أخري فضلت الانتقال إلى مصر , و بقيت مجموعة أخرى في فلسطين.
بعد سقوط المملكة الأشورية تمكن اليهود من الرجوع لفلسطين على يد قورش الأكبر حاكم فارس ـ مما حدا لتسمية ذلك بوعد بلفور الأول ـ وتم بناء ما سمي بالهيكل الثاني ، ثم كان امتداد الشتات عند هدم الهيكل الثاني على يد الرومان عام 70 م في أعقاب ثورة اليهود ضد الإمبراطورية الرومانية منذ العام 66 م ، و في العام 135 م تمت هزيمة اليهود تماماً على يد الملك الروماني هادريان الذي حول الأرض لما سمي بفلسطين السورية ، وقد أعقب ذلك على مر القرون حركة اليهود لخارج الأرض المقدسة , ليشكلوا اليوم المجموعات الكبيرة المعروفة ، وهي : اليهود الأشكناز وهم اليهود الأوربيون والذين يشكلون كذلك 90% من يهود أميركا ، و50% من يهود إسرائيل , واليهود السفارديون ـ السفرديم ـ : و هم يهود اسبانيا ، والبرتغال , واليهود المزراحيون ـ المزراحيم ـ و هم كما سبق يهود الشرق.
عند قيام الحركة الصهيونية العالمية ـ نسبة لصهيون عند اليهود وهو لقب لجبل داوود في القدس ـ في العام 1897 م ـ أول من استخدم المصطلح هو البروفيسور ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 م ـ لم تجد أفضل من الكلمة السحرية الشتات ، وقد تبنت هذه الحركة فكرة إقامة وطن قومي لليهود في الأرض التي تشتتوا في بقاع الأرض منها ( فلسطين ) . ذكرت كلمة الشتات بقوة لحث يهود العالم للهجرة العكسية الي أرض الآباء ـ أي لم الشمل ـ وهو ما بدأ فعلاً في العام 1901م بإنشاء الصندوق القومي اليهودي بغرض جمع المال لشراء الأراضي الفلسطينية ، ثم تسارعت الهجرة بشدة بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 م و بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في العام 1922 م ، وبعد قيام إسرائيل أصدر الكنيست قانون العودة في العام 1950 م , و هو قانون يعطي اليهود حق العودة لإسرائيل ، ونيل جنسيتها , وعُدِّلَ القانون لاحقاً في العام 1970 م ليشمل ذلك الحق أصحاب الأصول اليهودية و أزواجهم .
في يونيو 2010 م كان هناك ما يمكن تسميته ـ بالحفل العلمي ـ ، فقد نشرت مجلات علمية مرموقة أبحاثاً علمية في غاية الأهمية تتعلق بالقصة القديمة; الشتات ، وقد نشرت الأبحاث في المجلتين المرموقتين : ناتشر Nature ، والدورية الأمريكية للوراثة البشرية , وبالتزامن نفسه خصصت الدورية العلمية الشهيرة ساينس Science بعضاً من صفحاتها للحديث عن الأبحاث المذكورة , وأجرت بعض اللقاءات مع كاتبيها ، وبعض المؤرخين ، وقامت بالأبحاث فرق بحثية بأمريكا و إسرائيل استخدمت منهجاً حديثاً يقوم على تحديد الأصول البشرية لمجموعة ما ، بناءً على تحليل الجينوم البشري كاملا ، وتحليل البنية الأبوية بتحليل الكروموسوم الذكوري المسمي Y ، وتحليل الصبغات المورثة في عضيات الطاقة بالخلية البشرية المسماة ميتوكوندريا Mitochondria ـ الغرض من ذلك تحليل الوراثة من جهة الأم حيث أن هذه العضيات تورثها الأم فقط و ليس الأب ـ .
إن تحليل الجينوم البشري كاملاً لتحديد الأصول البشرية استخدم في مجموعات عديدة ـ معظم الأمم المتقدمة سارعت لذلك ـ , لكن كان ذلك عادة يتم لفوائد علمية مباشرة لتحديد أسباب الأمراض المستعصية , و معرفة سبب التأثيرات الجانبية للأدوية مثلاً ، فلنفترض أن باحثاً ما أراد أن يدرس الأسباب الجينية لمرض ما ، وجمع لذلك الغرض مجموعة من المصابين بالمرض ، ومجموعة مقابلة من الأصحاء ، وقام بتحليل الجينوم البشري لكلا المجموعتين ليكتشف ما هو الفرق الذي أدي للمرض .
على ذلك الباحث أولاً أن يحلل التكوين الجيني للمجموعات كاملة، وقد يندهش القارئ إذا عرف ـ وقد وقفت أنا على ذلك ـ أن بعض الأفراد قد يكونوا أقرباء بدرجات مختلفة بدون علمهم ـ هنا ستتأثر نتائج الدراسة لأن تشابه التحليل عندهم سيكون نتيجة للقرابة ، وليس لوجود أو عدم المرض ـ , و بعضهم يكون من مجموعة عرقية مختلفة من البلد ، مكان الدراسة على الرغم من الشبه الظاهري مع المجموعات موضوع الدراسة ـ وهو ما يعطي اختلاف خاطئ للتحليل مبني على الاختلاف العرقي و ليس المرضي كذلك ـ .
لكن في حالة اليهود كان ذلك مدهشاً بحق ! فالسؤال الطبيعي هو : هل اليهودية ديانة أم مجموعة عرقية ؟ ففي حالة الإسلام مثلاً لا يمكن تصور أن الاسلام حالة عرقية ترجع بالناس لأب واحد , لكن ذلك بالتحديد ما سعي إليه أولئك الباحثون .
من اللافت للنظر كذلك أن المجلات المتخصصة في العلوم التجريبية اليوم تتعامل بمنطق علمي جامد مبني فقط على التجارب العلمية ، وعادة لا ينظر للجوانب الدينية ، لكن في حالة البحث المنشور في الدورية الأمريكية للوراثة البشرية مثلاً , يمكن ترجمة عنوان الورقة المنشورة كالآتي : أبناء إبراهيم في حقبة الجينوم : مجموعات الشتات اليهودية الرئيسية تشكل تجمعات بشرية مميزة تمتد لأسلاف مشتركة في منطقة الشرق الأوسط (انتهي العنوان !) ، وإذا كان العنوان الأفضل لبحث ما يعبر عن محتواه بصدق فانظر كيف هو العنوان أعلاه , وكيف استخدمت كلمات مثل إبراهيم , اليهود , الشتات , ثم الشرق الأوسط !
من العنوان أعلاه جاء البحثان كالآتي (كلاهما له نفس الفكرة) :
أولاً: قامت الفرق الأمريكية بجمع عينات الحمض النووي DNA من 237 يهودي من المجموعات الرئيسية الثلاث المذكورة أعلاه , و نفس العينات من 2800 شخص غير يهودي من مختلف أنحاء العالم ، في حين أن الفريق الإسرائيلي جمع عينات أخري من 121 يهودي ، و 1166 من غير اليهود , مع تجميع الحمض النووي لعضيات الميتوكوندريا ، وقد شملت العينات مجموعات السكان العرب في الشرق الأوسط بالتأكيد .
ثانياً: تم تحليل الجينوم البشري كاملاً ـ يتم ذلك عن طريق علامات صغيرة معروفة ومنتشرة في كل الجينوم كأرقام منازل في حي ما للتبسيط ـ في المجموعات اليهودية ، وغير اليهودية ، إضافة لتحاليل الكروموسوم الذكوري Y لثمانية ألف عينة ، ومورثات الأم المذكورة أعلاه لحوالي 14,000 عينة .
ثالثاً: كانت النتائج كما أعلن الباحثون, وكما هو مبين من العنوان أعلاه , فيما عدا يهود الهند وأثيوبيا , فإن جميع اليهود مرتبطون جينياً أكثر من ارتباطهم بالشعوب التي يعيشون بينها كأبناء عمومة من الدرجة الرابعة أو الخامسة , ولديهم تقارب فقط مع شعوب الشرق الأوسط , وبالتحديد الدروز و القبرصيين ( ربما يفسر ذلك حبهم و تحالفهم مع قبرص ! ) ، وحتي يهود الهند وأثيوبيا ارتبطوا أبوياً بباقي مجموعات اليهود ! لكن المثير أكثر أنهم وجدوا كذلك تقارب مع الفلسطينيين ! مما يثبت أن للفلسطينيين ـ إن صحت الدراسة ـ وجود تاريخي هناك .
رابعاً: افترض الباحثون أن انقسام المجموعات اليهودية حدث قبل 100 إلى 150 جيل , وذلك قبل حوالي 2500 عام (بمعني أن ذلك حدث بعد هدم الهيكل كما في التاريخ !) ، فكما نرى تحولت اليهودية إلى مجموعة عرقية متقاربة جداً , وليست إلى ديانة ! ثم إن الكثيرين ممن عاشوا في مجتمعات يكثر فيها اليهود يقرون بوجود تشابه فيما بينهم ! بعض الأمراض الوراثية النادرة تتفشي في اليهود كمتلازمة تاي-ساكس Tay-Sachs syndrome و مرض كانافان Canavan disease وغيرها , و بالتحديد في اليهود الأشكناز ، لكن نتائج البحث تهمل حقيقة مهمة : ماذا عن من تهود ولم يكن أسلافه من اليهود ؟ قد تجمع عينات بعناية من أسر يهودية لها تاريخ معروف وممتد لمئات السنين ، و في هذه الحالة ( و في حالة أي مجموعة عرقية أخرى ) متوقع أن تصل لنتائج قريبة من ذلك ، كما أن التكوين التاريخي لليهود الأشكناز يقوم على نظريتين: الأولي أنهم تكونوا كمجموعة معزولة من اليهود الألمان الذين هاجروا شرقاً في أوربا , و الثانية أنهم من القوقاز ظهروا من عشائر تركية اعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي و من ثم هاجروا غرباً , و هو ما أثبتته أحدث دراسة منشورة كما سنري لاحقاً ، و بإقرار سلامة النتائج (نقضها تماماً يلزم توفير بحث ينفيها), فإن استخدامها لأهداف سياسية وثقافية يجعلها تحت تساؤل كبير ! علاوة على أن مطالبة مجموعة إنسانية بأرض ما , بحجة أن أسلافهم عاشوا فيها قبل 2500 عام يبدو مستغرباً لعالم اليوم , وهو الذي فيه دول عظمى قامت على الإستيلاء على أراضي شعوب أخرى قبل بضعة مئات من السنين فقط !
في العامين 2011 و 2012 ظهرت دراستان نشرتا على التوالي في دورية بلس جنتيكس Plos Genetics ، ودورية محاضر الأكاديمية الأمريكية للعلوم والمعروفة اختصاراً باسم PNAS لتربط يهود شمال أفريقيا (من ليبيا إلى المغرب) بنفس النتائج : الجميع يمتد لأسلاف مشتركة من الشرق الأوسط ، وتبدو شعوب اليهود متقاربة أكثر ببعضها من السكان المحليين الذين يعيش اليهود في وسطهم .
غير أن الدراسة الأحدث في ديسمبر 2012 المنصرم , أثبتت أن اليهود الأشكناز مرتبطين جينياً مع شعوب القوقاز ( وبالتحديد سكان أرمينيا وجورجيا ) ، وليس مع الفلسطينيين , وهو ما يؤكد النظرية التاريخية القائلة بذلك.
ولعل القارئ من كل ما سبق لاحظ السعي الحثيث لليهود ـ وهم الذين يبلغ تعدادهم اليوم حوالي 13,5 مليون يهودي في العالم ـ لدراسة أصولهم الجينية والوراثية بشدة ، وتزعم الدراسات أن ذلك ربما يكون مفيداً لتطبيقات طبية مفيدة , والحقيقة وإن كان ذلك صحيحاً , فهم وبناءاً على نتائجهم المذكورة يشكلون مجموعات شبه معزولة من مجتمعاتهم المحلية ، ولا يمكن الاستفادة من تطبيقاتهم الوراثية لشعوب أكبر بكثير كالأفارقة و الأوربيين مثلاً ، وبناءً على ذلك فإن ما يظهر هو محاولة إثبات حق تاريخي في الأرض المقدسة; فلسطين.
تمتد النظرية الصهيونية بعد لم الشمل (الحركة المضادة للشتات) إلى بناء مملكة إسرائيل , وذلك ببناء هيكل النبي سليمان ـ علىه السلام ـ الذي يفترض الصهاينة أنه في مكان المسجد الأقصي الحالي , وهي ذريعة واضحة وبلا سند تاريخي حقيقي لهدم المسجد القائم الآن.
ومن اللافت للنظر أن اليهود عندما يتحدثون عن فلسطين كوطن قومي كما رأينا أعلاه , فإنهم إنما يقفون عند وقت الهيكل وهدمه بعد وفاة النبي سليمان ـ علىه السلام ـ ويتجاهلون تماماً حقائق تاريخية مهمة قبل ذلك العهد ، فاليهود هم من المجموعات السامية ,كالأشوريين ، والبابليين ، والأراميين ، والفينقيين ، والعبرانيين ـ و هم اليهود القدماء الذين انضمت علىهم بعض القبائل التي تهودت كالخرز ـ و غيرهم ، و الساميون كما هو معروف هم سلالة سام بن نوح ـ علىه السلام ـ .
وفي نحو من العام 1650 ق م, ولد النبي إبراهيم ـ علىه السلام ـ في بلدة حران ـ وهي بلدة قديمة جداً بالقرب من نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات ـ وقيل في الأهواز ، وقيل في بابـل في أرض السواد ، وهو ابراهيم بن آزر , كان أبوه من سلالة سام بن نوح ـ علىه السلام ـ . هاجر النبي إبراهيم ـ علىه السلام ـ إلى كنعان (الشام) ، ونشر التوحيد هنالك ، ثم انتقل إلى مصر إثر مجاعة حلت بكنعان ، ثم عاد إلى كنعان مرة أخري .
ولدت له زوجته هاجر النبي إسماعيل ـ علىهم السلام ـ وزوجته سارة النبي إسحق ـ علىهم السلام ـ وهو جد الأنبياء جميعاً عدا النبي محمد ـ صلي الله علىه وسلم ـ فهو كما هو معروف من سلالة إسماعيل ـ علىه السلام ـ .
و جاء من نسل إسحق ولده يعقوب الذي يتفق المفسرون على أنه إسرائيل ، ومعني إسرائيل عبدالله , ف(إسر) تعني عبد ، و(إيل) تعني الله ، ومن أبناء النبي يعقوب الإثني عشر كان أسباط اليهود ، ويعتقد أن تسمية اليهود جاءت من يهوذا ابن النبي يعقوب ، وقيل من التهود وهو القراءة مع رقة الصوت كما يفعل اليهود عند التعبد ، وقيل هاد لله أي رجع إليه .
نقل الطبري ـ علىه رحمة الله ـ في تاريخه أن الكنعانيين أقوام من العرب البائدة , ترجع أصولهم للعماليق الذين انتشروا في الجزيرة العربية فكونوا أهل عمان ، والحجاز ، والشام ، والفراعنة في مصر ، ومن الأهمية بمكان أن أهل كنعان هم من العرب , و هم الجبابرة المذكورون في القرآن الكريم ، وهم أول شعب يستوطن فلسطين ، ومن هنا يبتدئ اليهود تاريخهم ويربطونه بمملكة النبي سليمان ـ علىه السلام ـ وليس لأيام النبي إبراهيم ـ علىه السلام ـ مثلاً ، أو قبله تجنباً لهذه الحقيقية المهمة.
وترجع كلمة (فلسطين) كما يعتقد إلى شعوب من آسيا الصغرى نقلوا الكلمة هنالك بعدما وصلوها بحراً ، ثم كانت هجرة اليهود إلى هنالك بالقصة المعروفة عن النبي موسى ـ علىه السلام ـ عندما ضرب بعصاه البحر وعبر بهم في اتجاه الأرض المقدسة ، إلا أنهم عبدوا العجل , ثم رفضوا الدخول للأرض المقدسة التي أمرهم الله بدخولها ، وتحججوا عن حرب الكنعانيين بأنهم قوم جبارون ، فكتب الله علىهم التيه أربعين سنة , ثم دخلوا أخيراً أريحا على يد يوشع بن نون ـ غلام النبي موسى ـ علىه السلام ـ المذكور في القرآن الكريم ـ فعاشوا هم والكنعانيون والفلسطينيون في أرض واحدة ، و في الحقيقة فإن حدود فلسطين الجغرافية الحالية لم تتكون أبدا إلا في عهد الانتداب البريطاني , وبالتحديد بين العامين 1922- 1923 م ، كما أن تاريخ الأرض المقدسة الطويل لم يشهد إلا استخدام ثلاث لغات فقط فيها هي : الكنعانية , والأرامية التي تكلم بها النبي عيسي ـ علىه السلام ـ , ثم العربية.
إن يهود اليوم لم يتركوا وسيلة إلا طرقوها لإثبات حقهم في الأرض ، و ها هم اليوم يستخدمون أحدث أدوات العلم في مجال الوراثة البشرية كوسيلة جديدة أتاحها هذا العصر ، و من اللافت أنهم فهموا الأدوات المتوفرة , ووفروا الدعم الكافي لمثل هذه الدراسات ـ معظم الدعم جاء من هيئات يهودية ـ واستخدموها لإثبات نظريات التاريخ ، فبدأوا بالشتات ليزعموا بهذه الدراسات أنهم أبناء عمومة أينما كانوا , في الهند , واليمن, وألمانيا ، أو الأرجنتين , وأن جدهم واحد أيضاً هناك عند الأرض المقدسة ، وأن وحق العودة مكفول بالقانون , ولسان حالهم يقول : هلم نرجع لأرض الأجداد لإقامة مملكة إسرائيل ، ورمزها الهيكل المزعوم.