المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعونا إلى الاستقامة

الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعونا إلى الاستقامة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على الهادي البشير رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-، سمعناه منادياَ إلى الإيمان فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وثبتنا، أما بعد..

 

الحديث الأول:

عن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- أنه قال: قلت: (يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك؟) قال: «قل آمنت بالله، ثم استقم» [أخرجه مسلم].

جعل كثير من أهل العلم هذا الحديث أصلاً من أصول أحاديث الإسلام، ولهذا أورده النووي ضمن أحاديث الأربعين، وأولاه الشراح بالعناية، مثل إبن رجب الحنبلي في كتـابه الفذ [جامع العلوم والحكم]، قال القاضي عياض -رحمه الله تعالى-: (هذا من جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم-، وهو مطابق لقوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} أي: وحدوه وآمنوا به (ثم استقاموا): لم يحيدوا عن التوحيد والتزموا طاعته -سبحانه وتعالى- إلى أن توفوا على ذلك، وعلى ما ذكره أكثر المفسرين من الصحابة فمن بعدهم، وهو معنى الحديث -إن شاء الله تعالى-، ومعنى قول السائل: (قل في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك) أي: علمني قولاً جامعاً لمعاني الإسلام، واضحاً في نفسه، بحيث لا يحتاج إلى تفسير غيرك، أعمل عليه وأكتفي به، وهذا نحو ما قاله الآخر: (علمني شيئاً أعيش به في الناس، ولا تكثر علي فأنسى) فقال: «لا تغضب»، وقيل: (قل لي في الإسلام) أي: في حكمه، ولما كانت أحكامه من الأفعال والتروك، وشرائط ذلك لا تنحصر؛ سأل بحسن نظره بيان جميع ذلك بقول جامع جلي، يستغني بجمعه ووضوحه عن سؤال غيره).

ويوضح أبو العباس القرطبي جامعية هذا الجواب فيقول: (وجوابه بقوله: « آمنت بالله ثم استقم» دليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوتي جوامع الكلم، واختصر له القول اختصاراً، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مخبراً بذلك عن نفسه، فإنه -صلى الله عليه وسلم- جمع لهذا السائل في هاتين الكلمتين معنى الإسلام والإيمان كلها. فإنه أمره أن يجدد إيمانه متذكراً قلبه وذاكراً بلسانه. ويقتضي هذا الاختصار تفصيل معاني الإيمان الشرعي بقلبه التي تقدم ذكرها في حديث جبريل، وأمره بالاستقامة على أعمال الطاعات، والانتهاء عن جميع أنواع المخالفات، إذ لا تتأتى الاستقامة على شيء والاعوجاج، فإنه ضدها، وكأن هذا القول منتزع من قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}).

ويقول الأُبّي: (كان من جوامعه؛ لأنه أجمل فيه ما فصله في ثلاث وعشرين سنة -أو العشرين على الخلاف كم بقي بعد البعثة- وعطف الاستقامة بـ(ثم) لبعد رتبتها عن رتبة الإقرار، فهي للبعد في الرتبة لا في الزمان، وكانت رتبة الاستقامة أعلى لأن الإستقامة هي الدوام على الطاعة، والوقوف على قدم الصدق، وجعلها بعضهم للبعد عن الزمان. وانتزع من الحديث أن الكفار غير مخاطبين بالفروع؛ لأنه لم يأمره بالاستقامة إلا بعد الإيمان، وجاء الحديث في رواية [أحمد، والترمذي، وابن ماجة] قال: قلت: (يا رسول الله، حدثني بأمر اعتصمُ به؟) قال: «قل آمنت بالله، ثم استقم» قلت: (يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليّ؟) فأخذ بلسان نفسه ثم قال: «هذا». وفي رواية [لأحمد، والنسائي، والطبراني] قلت: (مما أتقي؟) فأومأ إلى لسانه. وهذا فيه أن أعظم ما يراعى بعد القلب من الجوارح اللسان؛ فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه، ويحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- غير واحد من أصحابه منه، وينبه عليه هنا عند الوصية بالاستقامة، وأن أكثر ما يخرج الإنسان عن الجادة والصواب هذه الافة، فكم أخرج اللسان أقوالاً عن السداد، وأحوالاً وأفعالاً عن الرشاد).

 

الحديث الثاني:

عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».

هذا الحديث فيه أمر بالسداد والمقاربة، لأن الناس لن يطيقوا الاستقامة حق الاستقامة، وهذا لأن المرء مهما حاول التمام والكمال في الاستقامة فإنه يتعذر عليه، وذلك من وجهين:

* الأول: عجز الإنسان، وما ركب عليه من الضعف في جوارحه؛ فإن الجوارح تعجز أن تحصر كل ما أمر الله تعالى من النوافل والمستحبات، هذا إضافة إلى ما يعرض على الانسان من حاجيات تصرفه في كثير من الأحيان عن القيام بحق الاستقامة على الكمال.

* الثاني: إن شعب الإيمان وخصال مستحبات الإسلام كثيرة، لا يمكن للمرء المسلم أن يداوم عليها جميعاً دفعةً واحدةً؛ لأن الاستقامة من معانيها: الثبات والدوام، وأنى لامرئٍ -مهما كانت قوته وطاعته- أن يداوم على كل ما هو مندوب إليه من العبادات والطاعات. لذا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا في الحديث إلى السداد والمقاربة: «استقيموا ولن تُحصوا»، وفي رواية [لأحمد]: «سددوا وقاربوا، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»، ولكن أرشد -صلى الله عليه وسلم- إلى أهم تلك الأمور التي ينبغي المداومة عليها والعض عليها بالنواجذ على الدوام = ألا وهي: الصلاة، والوضوء.

وللعلامة ابن القيم كلام حسن في بيان الحديث، حيث قال: (وفيه عن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه سلم- قال: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»، والمطلوب من العبد الاستقامة، وهي السداد. فإن لم يقدر عليها فالمقاربة، فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة كما في [صحيح مسلم] من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله» قالوا: (ولا أنت يا رسول الله؟) قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل». فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها، فأمر بالاستقامة وهي السداد، والإصابة في النيات والأقوال والأعمال. وأخبر في حديث ثوبان: أنهم لا يطيقونها. فنقلهم إلى المقاربة، وهي أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم. كالذي يرمي إلى الغرض، فإن لم يصبه يقاربه، ومع هذا فأخبرهم: أن الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة، فلا يركن أحد إلى عمله، ولا يعجب به، ولا يرى أن نجاته به، بل إنما نجاته برحمة الله وعفوه وفضله. فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد والاستقامة، تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات. فالاستقامة فيها: وقوعها لله، وبالله، وعلى أمر الله. قال بعض العارفين: (كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة؛ فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطالبك بالاستقامة)، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله تعالى روحه- يقول: (أعظم الكرامة: لزوم الاستقامة).

 

الحديث الثالث:

عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «استقيموا، ونعما إن استقمتم. وخير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».

والحديث فيه: مدح الاستقامة والمستقيمين. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (نعما إن استقمتم):

(نِعْمَ): فعل ماض جامد لإنشاء المدح.

و (ما): نكرة تامة، بمعنى شيء، في محل نصب على التمييز.

وفاعل (نِعْمَ): ضمير مستتر مفسر بــ(ما).

والمخصوص بالمدح هو: المخاطبون.

وذلك مع شرط أداء الاستقامة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحفصة -رضي الله عنها-: «نِعْمَ الرجل عبد الله، لو كان يقوم من الليل».

 

الحديث الرابع:

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: إن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: (يا رسول الله، أوصني)، قال: «اعبد الله، ولا تشرك به شيئاً». قال: (يا رسول الله، زدني)، قال: «إذا أسأتَ فأحسِن». قال: (يا رسول الله، زدني)، قال: «استقم، ولتحسِّنْ خُلُقك».

إن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- هو أعلم الأمة بالحلال والحرام، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبعثه ليعلم الناس دين الله، كما بعثه إلى اليمن.

وفي هذا الحديث يستوصي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما عزم على السفر، فأوصاه النبي -صلى الله عليه وسلم- بما جاء من أجله للخلق، وهو: عبادة الله وحده، والحذر من الشرك. فاستزاده معاذ، فأمره بإتْباع السيئات حسنات، كما قال له في الوصية الأخرى: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها»، فلما استزاده، ختم بأحسن الختام، فأوصاه بالاستقامة وحسن الأخلاق. ذلك أن الاستقامة لفظة جامعة تعم ما سبق، وكل الطاعات والأخلاق في الإسلام لا تنفك عن الاستقامة، وإنما هي صنوها وتوأمها، كما أوصاه في الأخرى بقوله: «وخالق الناس بخلق حسن».

 

الحديث الخامس:

عن أبي فاطمة الليثي أو الدوسي، واسمه: أنيس، وقيل عبد الله أويس، وهو: صحابي سكن الشام ومصر -رضي الله عنه-، قال: قال: (يا رسول الله، حدثني بعمل أستقيم عليه وأعمله). قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليك بالهجرة؛ فإنه لا مثل لها».

إن هذا الصحابي ألفى شرائع الاسلام كثيرة، وأعماله جمة وفيرة، فاستوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- واحدة منها يستقيم عليها، أي: يعتدل، ويداوم، ويثبت عليها.. فأرشده النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الهجرة، التي أصلها هجر ما نهى الله عنه. كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: «والمهاجر: من هجر ما نهى الله عنه». ونوعها المشهور: هو ترك بلاد الكفر إلىبلاد الإسلام، لعبادة الله وحده. وأما في الرواية الأخرى، فإنه أمر بالصلاة (السجود)، والإكثار منها أفضل العمل.

 

الحديث السادس:

عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: ’أيها الناس، أدخلوا الصراط جميعاً ولا تتفرجوا‘، وداع يدعوا من جوف الصراط إذا أراد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ’ويحك، لا تفتحه؛ فإنك إن تفتحه تلجه‘، والصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله عز وجل، والداعي فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم».

هذا الحديث تصوير نبوي بديع، وتقريب رسالي بليغ للمعاني الإيمانية السامية، في صورة محسوسة تدنو من المتعارف عليه في الأذهان، وحتى لكأنها باتت بأيدينا ملموسة، وحقيقة هذا التصوير إنما هي مثل إلهيٌ أوحي به إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليبلغنا ويعلمنا حقيقتين هامتين ضمهما المثل، وهما:

* الأولى: طبيعة الصراط المستقيم، من حيث الحدود، ومن جهة الدعاة إليه، والأخطار.

* الثانية: كيفية سلوكه، والدخول فيه (الاستقامة)، ودواعيه، وطريقة الثبات عليه، والصعوبات التي تكتنف ذلك ودواهيه، وبذلك نكون ابتداءً قد أحطنا خبراً بالاستقامة، وطريقها.

وإليك بعض ما في هذا المثل الجميل من التفاصيل الرائعة: إن المثل يجسد الصراط المستقيم كأنه طريق على الحقيقة، ممتد مستقيم لا عوج فيه ولا التواء، يحفه من الجانبين حائطان شاهقان، ينفذهما أبواب مشرعة تغري السائرين بجوارها بالولوج من غير حرج، خاصة أنه ليس عليها أبواب من حديد أو خشب لتوصد، وإنما يتدلى عليها ستور مرخاة، لا تحجب ناظراً ولا تصد سائراً، وهذا فيه مزيد إغراء بهتكها، وهكذا يمضي المستقيم في عناء على الصراط المستقيم، إذا التفت يميناً أوشمالاً ألفى محارم قد تزينت، ودعاة لها قد تهيأت، على باب كل حرام منها شيطان من الإنس أو الجن أو من كليهما يغري بالدخول والإبلاد، ولكن داعية الله (القرآن) ينادي من على رأس الصراط: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.

نداء في قوة ممزوجة بشفقة وزجر، يحوطه الرحمة: «يا أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تتفرجوا» فلا مجال للتفرج على المحارم المتبرجة، ولا أسوقت لمتعة النظر والانشغال بزينة الدنيا {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}، ولا حتى إلى ما يشيده الباطلون من آيات العبث {أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}، وعلى الرواية الاخرى: (ولا تعوجوا) فهي دعوة إلى الاستقامة من غير تعوج؛ لأن السير على الصراط يرمي إلى غايتين:

* أولاهما: إصابة الهدف والنهاية المقصودة، وشرطه السداد حتى الغاية.

* والثانية: قرب الطريق وتدنية الهدف، وهذا شرطه عدم التعوج.

ذلك هو الواعظ الخارجي (كتاب الله) يرافقه لحظه سائق داخلي في الضمير يؤنبه ويدفعه (واعظ الله في قلب كل مؤمن)، كلما همت نفسه بفتح باب من تلك الأبواب زجرته نفسه اللوامة، ولا تزال به حتى تصده، ومن الناس من يكون حيران لا يدري لمن يستجيب؟ ألنداء الشياطين ونفسه الأمارة بالسوء؛ فيهتك الستور ويقارف الشرور، أم يلتفت إلى نداء الحق؟ {أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا}. إنه الصراع مع النفس والهوى والشيطان في طريق الاستقامة، فالسعيد من وقي شر نفسه، وقمع الهوى، واخسأ الشيطان، وسار في طريق الإسلام حتى بلغ مأمنه {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. وأما من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، فإنه ربما دخل باباً من تلك الأبواب، فلا يخرج منه أبداً، ولا يدرك الفارط إلا في ضحى يومه، ولات حين مناص.

 

الحديث السابع:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم، رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».

إن من أعظم فوائد هذا الحديث: اعتماد الدعاء وسيلة أساسية هامة لتحقيق الهداية إلى الصراط المستقيم؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان قد اتخذ من النهار أسهماً للاستقامة، كما قال الله له: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً} يتخذ من الليالي أيضاً أسهمها وأعظمها مع الصلاة الدعاء.

أتهــزأ بالدعاء وتزدريه ×× وما تدري بما صنع الدعاء

سهــام الليل لا تخطي ولكن ×× لهـا أمد وللأمد انقضـاء

وكان الحسن البصري -رحمه الله- إذا تلا: قول الله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} يقول: (اللهم، فأنت ربنا، فارزقنا الاستقامة).