الأمين الحاج
بسم الله الرحمن الرحيم
التمكين، والتنسيق، والتعاون، والدعوة إلى التقارب مع الرافضة الإمامية
جريمة لا تغتفر، وذنب أكبر
الحمد لله الذي أمر بالتعاون على البر والتقوى، ونهى وحذَّر عن التعاون على الإثم والعدوان، فقال: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (سورة المائدة: 2)، وصلى الله وسلم وبارك وعظم على الذي أمر بمجانبة أهل الأهواء وهجرهم، لا بالتعاون والتنسيق معهم.
أمَّا بعد..
فإنَّ التمكين والتنسيق والتعاون والدعوة إلى التقارب مع الرافضة الإمامية الإثنى عشرية، الجعفرية من الجرائم العظام، والخيانة لهذا الدين بسبب الدعائم والأسس التي تقوم عليها هذه النبتة الشيطانية، والفرقة الشعوبية.
الدعائم والأسس التي تقوم عليها الرافضة الإمامية، أخطرها:
مدخلهم إلى السذج والمغفلين من أهل السنة:
الرافضة الإمامية الاثنا عشرية لهم مداخل شتى لخداع السُّذَّج والمغفلين، منها:
ولكن مما يحمد له رجوع البعض عن ذلك، وكفَّر عن هذه الخطيئة نحو ما فعل الشيخ سعيد حوى رحمه الله بتصنيفه: (الخمينية شذوذ في العقائد، شذوذ في المواقف).
لهذه الدعائم وغيرها كثير، ولهذه الوسائل الخبيثة الخسيسة، فإنه لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر، مسؤولاً كان أم غير مسؤول أن ينسق أو يتعاون، دعك من أن يمكن لهذه الفرقة، أو يدعو للتقارب معها.
هل تعلمون أيها الممكنون للرافضة في بلادنا، الفاسحون المجال لهم، المتعاونون المنسقون معهم في الاحتفالات التي ظاهرها البدعة، وباطنها نشر تكفير وبغض الصحابة، وتأليه وادعاء العصمة لأهل البيت أنكم محاربون ومحادون وخائنون لله ولرسوله ولصحابته وللمسلمين، بحكم الله عز وجل، فقد صح في الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" (البخاري)، فهل عندكم طاقة لحرب الله ورسوله؟!.
أيها المسؤولون، أيها المفتونون، أيها المدافعون عن الرافضة، الغافلون الجاهلون، بعقائد الرافضة الإمامية، وأخص بالذكر:
وغيرهم كثير ممن شارك في هذا الاحتفال (بذكرى ميلاد فاطمة رضي الله عنها) كما يزعمون وغيرهم ممن يتعاونون مع المستشارية الثقافية الإيرانية، ويلبون الدعوة لزيارة إيران.
هل تعلمون أن تمكينكم للرافضة وتنسيقكم معهم، للتمكين لهذه النبتة الشيطانية، والعقيدة الوثنية، والفرقة الشعوبية، الرافضة الاثني عشرية لا يقوم إلاَّ على أنقاض الإسلام، وعلى القضاء على شرعة ولد عدنان؟.
هل تعلمون أن فاطمة وابنيها رضي الله عنهم في أعلى الجنان، فماذا تصنع باحتفالكم هذا، فهو وبال عليكم وحسرة.
أيها المفتونون الغافلون، هل تعلمون أن الرافضة الإمامية عقيدتهم تختلف عن عقيدة المسلمين، وأدلتهم تختلف عن أدلتهم كما قال ذلك الإمام محمد الأميـــن الشنقيطــــي المالكـــي –صاحب أضواء البيان– رحمه الله لبعض المعممين في موسم من مواسم الحج عندما جاءوا إليه وطلبوا مناظرته فقال لهم: ديننا يختلف عن دينكم، وأدلتنا تختلف عن أدلتكم، فعلام نتناظر؟!.
أيها المفتونون باللملمة والتجميع الغثائي، هل تعلمون أن السلفيين في بيانهم لضلال الرافضة الجعفرية ليسو بدعاً عن سلفهم الصالح بل الذي ينادون به، فقد نادى به السادة العلماء من لدن الصحابة والتابعين والأئمة المقتدى بهم. هذا ما قالته عائشة، والشعبي، والسفيانان: الثوري، وابن عيينة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم.
قال سفيان الثوري: (من قدَّم علياً على أبي بكر وعمر، فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، وأخشى أن لا ينفعه مع ذلك عمل)، الذي لا ينفعه عمله فهو الكافر.
وقال مالك الإمام: من أصبح وفي قلبه غل على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية: "لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ" (سورة الفتح: 29)، وليس له حق في فيء المسملين، ووافقه على ذلك طائفة من أهل العلم كما قال الحافظ ابن كثير.
أيها الحكام اعلموا وعوا هذا المثل:
المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار
أن تنسيقكم مع الرافضة الإمامية في إيران، الذين خذلوا علياً وأبناءه لأنَّ شعارهم الكذب، ودثارهم النفاق، لا يمكن أن ينصروكم أو يعينوكم.
ولو فرضنا جدلاً إعانتهم لكم فلا يحل لكم أن تجعلوا ذلك عوضاً وبدلاً عن دينكم، ولهذا يتحتم عليكم موالاة إخوانكم أهل السنة في سوريا، وأن تتبرأوا من عدو دينكم الرافضة الإمامية وغيرهم.
إن موقفكم من محنة أهل السنة في بلاد الشام، مخزى وعار في مقابل محافظتكم لعلاقتكم بالحكومة الرافضية في إيران.
كما يجب عليكم فوراً تجاه الرافضة وسفارتهم ما يأتي:
يا حكام السودان تذكروا قوله تعالى: "إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (سورة محمد: 8)، "وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ" (سورة آل عمران: 126)، فمن كان خاذلاً لدين الله، غير محكم له بل محادٍ لله ورسوله، يَحْتَكم للقوانين الأرضية، والتشريعات الجاهلية، وممكناً للرافضة، والمنصرين، والملحدين، والمفسدين في الأرض، فأنَّى يُنصر؟، " إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (سورة الرعد: 11).
أيها المسلمون حكاماً وعامة، اعلموا أن العاقل من اتعظ بغيره، والجاهل الغافل من اتعظ بنفسه، استصحبوا الدمار والخراب، والقتل والتعذيب الذي أصاب أهل السنة قديماً وحديثاً، كلما قامت للرافضة بفرقها السبعين دولة: تدمير بغداد الأول على يد التتار، كان بمعاونة الوزير الطوسي، وابن العلقمي الرافضيين لعنهما الله.
قتل أبو طاهر القرمطي أكثر من عشرين ألف حاج يوم التروية بمكة 317هـ، وهدمه لبئر زمزم، وقلعه للحجر الأسود، والذهاب به للأحساء حيث لم يحج في هذا العام أحد، وما فعله العبيديون في شمال أفريقيا، ومصر، والتاريخ يُعيد نفسه فما غزيت أفغانستان إلاَّ بخيانات الرافضة، وبرويز مشرف، وكذلك لم يُغزَ العراق ويدمر تدميراً، ويُقتل أهل السنة فيه إلاَّ بتدبير من الرافضة في العراق، وإيران، وغيرهم.
والمجازر والمذابح التي يمارسها بشَّار وأعوانه من حزب الشيطان، والحرس الجمهوري الإيراني، وما قام به الحوثيون في اليمن ليس عنا ببعيد في هذا العصر الحديث ثمرة من الثمار الخبيثة لقيام الدولة الخمينية التي رحَّب بها السُّذج والمغفلون من أبناء جلدتنا.
رحم الله الإمام القحطاني المالكي عندما قال محذراً إخوانه المسلمين من هؤلاء الروافض:
إنَّ الروافضَ شرُّ من وطئ الحصـى من كل إنــــس ناطــــق أو جــان
مدحـوا النبي وخوَّنـــوا أصحابـــه ورموهــــم بالظلــــم والعــــدوان
حبـــوا قرابتــه وسبــــــوا صحبــه جدلان عنــد اللـــــه منتقضــان
فكأنمـــــا آل النبـــي وصحبُــــه روح يضــــم جميعهـــا جســدان
واحفظ لأهــل البيـــــت واجب حقهم واعــــرف عليــــاً أيمـــا عرفـان
لا تنتقصــــه ولا تـزد في قــــــدره فعليــــه تصلى النار طائفتــــــان
إحداهمــا لا ترتضيــــه خليفــــة وتنصـــه الأخـــرى إلهــاً ثانـــي
والعــــــن زنادقـــة الجهالة إنهـم أعناقهــــم غُلَّـــت إلى الأذقـان
جحـدوا الشرائع والنبـوة واقتــــدوا بفساد ملـــة صاحـــب الإيــــوان
لا تركنـــنَّ إلى الروافــــض إنهــــــم شتمـوا الصحابـة دونمـا برهــان
لعنوا كمــــا بغضوا صحابــــة أحمـد وودادهـــم فرض على الإنســان
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد!.
اللهم احفظ بلادنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم احفظ علينا ديننا، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام وبلادنا بخير، اللهم فأجر الخير على يديه، ومن أراد إسلامنا وصحابة نبينا بسوء، اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، ودمره تدميراً، يا سميع الدعاء، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا من لا يخيب رجاء.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه، والتابعين لهم الذين يقولون: "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (سورة الحشر: 10).
ولعائن الله المتتاليات، مصحوبة بغضبه ومقته على من أصبح وفي قلبه غل على أحد من الصحابة الكرام، وأمهات المؤمنين العظام.
وكتبه
الأمين الحاج محمد
رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة 1434هـ