المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

طرق تخريج الحديث

طرق تخريج الحديث

 

بسم الله الرحمن الرحيم

للتخريج خمس طرق:

الطريقة الأولى:

عن طريق معرفة راوي الحديث من الصحابة..

وهذه الطريقة نرجع إليها حينما نعرف اسم الصحابي الذي روى هذا الحديث. وعند تخريجنا لهذه الطريقة نستفيد من مجموعة من الكتب وهي: (المسانيد)، والمسانيد: هي الكتب التي تجمع أحاديث مسند كل صحابي على حدة. مثل [مسند أحمد]، والحميدي، والطيالسي، وأبي يعلى. وكذلك [معجم الطبراني الكبير] فهو مرتب على حروف المعاجم. وكذلك كتب الأطراف مثل [تحفة الأشراف]، و [إتحاف المهرة]، وكذا [المسند الجامع]، و [جامع المسانيد].

 

الطريقة الثانية:

عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث..

وهذه طريقة نلجأ إليها حينما نعرف أول متن الحديث. وأفضل كتاب لهذه الطريقة هو كتاب [موسوعة أطراف الحديث]. وكذلك الكتب التي فيها فهارس، والكتب المطبوعة حديثاً. وهناك كثير من الكتب ألفت مرتبة على الفهارس المعجمية مثل [صحيح الجامع الصغير]، و [ضعيف الجامع الصغير]، و [المقاصد الحسنة]، و [كشف الخفاء].

 

الطريقة الثالثة:

عن طريق معرفة كلمة مشتقة من فعل ثلاثي.

مثل «إنما الأعمال بالنيات»، فالأعمال أصلها (عمل)، والنيات أصلها (نوى)، ونستعين على هذه الطريقة بـ [فهارس صحيح مسلم] للمرصفي. و [المعجم المفهرس لألفاظ الحديث] لونسك، ولـ [مسند أبي يعلى] لحسين سليم أسد فهرس في مجلدين.

 

الطريقة الرابعة:

عن طريق معرفة موضوع الحديث.

وهو أن نبحث عن الحديث في بابه الفقهي. ونلجأ إليها بالكتب المؤلفة على هذه الطريقة. مثل الجوامع، والمستخرجات، والمستدركات، والسنن. وأحسن شيء لهذه الطريقة. الرجوع لكتب شملت عدة كتب. مثل [جامع الأصول]، و [مجمع الزوائد]، و [المطالب العالية].

 

الطريقة الخامسة:

عن طريق النظر إلى نوع الحديث.

فإذا كان الحديث مرسلاً = بحثنا عنه في كتب المراسيل. وإذا كان متواتراً بحثنا عنه في الكتب المتخصصة في ذلك. وإذا كان مشتهراً على ألسنة الناس نبحث عنه في [المقاصد الحسنة] و [كشف الخفاء]. وإذا كان الحديث من أحاديث الأحكام نبحث عنه في الكتب التي تعتني في هذا. مثل [إرواء الغليل]، و [التلخيص الحبير]، و [نصب الراية]. وإذا كان الحديث من أحاديث التفسير يبحث عنه في كتب التفاسير المسندة مثل [تفسير الطبري]، وابن أبي حاتم، والبغوي، وكتب الواحدي.

فعلى المخرج أن يخرج على إحدى هذه الطرق حسب الحال.

 

الحكم على الأحاديث:

عند تخريج أي حديثٍ: يحكم على الأحاديث؛ لأنا لا نستطيع أن نعمل بالحديث حتى نعرف صلاحيته من عدمها، ونحن نبحث عن حكم المتقدمين. فإذا كان الحديث في الصحيحين، أو في واحد منهما = فهو صحيح. وما دون ذلك يبحث عن أقوال أهل العلم في تصحيح الأحاديث وتعليلها. من ذلك كتب العلل، وكتب التخريج القديمة، وبعض الكتب التي شملت أحكاماً مثل [جامع الترمذي]، و [سنن الدارقطني].

أما إذا لم نجد لأهل العلم تصحيحاً ولا تضعيفاً في ذلك الحديث المبحوث عنه = فنعمل قواعد الجرح والتعديل، وقواعد المصطلح. وهو أمر صعب. نحن نعلم أن شروط صحة الحديث الاتصال، والعدالة، والضبط، وعدم الشذوذ، وعدم العلة. فإذا تخلف شرط من هذه الشروط عن الحديث فالحديث ضعيف. والشروط الثلاثة الأولى تكون في الإسناد، ونستطيع أن نبحث عنها بمراجعة كتب الرجال. أما الشرطان الأخيران فهما يحتاجان إلى الحفظ. ولمعرفة عدالة الراوي وضبطهم، نستفيد أكثر شيء من [تهذيب الكمال]، و [ميزان الاعتدال]، و [التقريب]، وغيرها من كتب الرجال..

 

والحكم على الأسانيد على النحو الآتي:

أولاً: (إسناده صحيح):

إذا كان السند متصلاً بالرواة الثقات، أو فيه من هو صدوق حسن الحديث، وقد توبع فهو يشمل السند الصحيح لذاته والسند الصحيح لغيره.

ثانياً: (إسناده حسن):

إذا كان في السند من هو أدنى من رتبة الثقة، وهو الصدوق الحسن الحديث ولم يتابع، أو كان فيه (الضعيف المعتبر به) أو (المقبول) أو (اللين الحديث) أو (السيء الحفظ) ومن وصف بأنه (ليس بالقوي) أو (يكتب حديثه وإن كان فيه ضعف)، إذا تابعه من هو بدرجته أو أعلى منـزلة منه، فهو يشمل السند الحسن لذاته والحسن لغيره.

ثالثاً: (إسناده ضعيف):

إذا كان في السند من وصف بالضعف، أو نحوه، ويدخل فيه: المنقطع، والمعضل، والمرسل، والمدلس.

رابعاً: (إسناده ضعيف جداً):

إذا كان في السند أحد المتروكين، أو من اتهم بالكذب.