أحمد يس الياسيني
أحاديث لا أصل لها
أحمد ياسين محمد الياسيني
باحث ومحقق سوداني، متخصص في علوم الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
§ حديث: «يَوْمُ صَوْمِكم يومُ نَحْرِكُم».
لا أصل له.
قال السخاوي: (لا أصل له كما قاله 'أحمد'، وغيره[) المقاصد الحسنة (ص: 745)].
§ حديث: «حُبُّ الوَطَنِ من الإيمانِ».
لا أصل له.
ذكره 'الصاغاني' في [الأحاديث الموضوعة (ص: 105، رقم: 81)].
وقال 'السخاوي': (لم أقف عليه). [المقاصد (ص: 297)].
وحب الوطن فطرة في الإنسان، بل والحيوان، وليس من متعلقات الإيمان.
§ حديث: «النظافةُ مِن الإيمانِ».
لا أصل له.
وعند 'الطبراني' في [المعجم الأوسط، برقم: (7311)] من حديث 'عبد الله' قال: قال رسول الله ﷺ: «تخللوا فإنه نظافة، والنظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة».
قال 'الهيثمي' في [مجمع الزوائد (1/236)]: (رواه 'الطبراني' في [الأوسط]، وفيه 'إبراهيم بن حبان'، قال 'ابن عدي': (أحاديثه موضوعة)).
والنظافة والطهارة مشروعة في الإسلام، كالاستجمار والغسل والوضوء، لكن لا تثبت هذه العبارة عن رسول الله ﷺ.
§ حديث: «لَوْ أَحْسَنَ أَحَدُكُم ظَنَّهُ بِحَجَرٍ لَنَفَعَهُ اللهُ به».
باطل لا أصل له.
قال 'السخاوي': (قال 'ابن تيمية': (إنه كذب)، ونحوه قول شيخنا: (إنه لا أصل له)). [المقاصد الحسنة، (ص: 542)].
§ حديث: «عَلَيكُم بِدِينِ العَجَائز».
لا أصل له.
وانظر [المقاصد، (ص: 464-465)].
§ حديث: «الدِّينُ المُعَامَلة».
لا أصل له.
وليس هو في شيء من كتب الحديث.
ويقصدون بالمعاملة حُسن الأخلاق، وطيب المعشر، ونحو ذلك..
ولم أجد هذا المعنى للمعاملة في معاجم اللغة العربية، ووجدت معنى (المعاملة) هو: السوم بالعمل، أي: التكليف بعمل معيَّن بأجر معيَّن. انظر [ترتيب القاموس المحيط، (3/314)]. فهذا التوسع في معني كلمة المعاملة لم يكن معروفاً عند العرب، مما يؤكد أن قولهم: (الدين المعاملة) ليس من كلام النبي ﷺ.
§ حديث: «الخَيْرُ فِيَّ وفي أُمَّتِي إلى يَوْمِ القِيامةِ».
لا أصل له.
قال 'السخاوي': (قال شيخنا -يعني 'ابن حجر'-: (لا أعرفه، ولكن معناه صحيح)، يعني في حديث: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة»). [المقاصد الحسنة، (ص: 337)].
§ حديث: «مَنْ عَرَفَ نَـفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ».
لا أصل له.
قال 'السخاوي' في [المقاصد الحسنة، (ص: 657)]: (قال 'أبو المظفر بن السمعاني' -في الكلام على التحسين والتقبيح العقلي من القواطع-: (إنه لا يعرف مرفوعاً، وإنما يحكى عن 'يحيى بن معاذ الرازي')، يعني من قوله. وكذا قال 'النووي': (إنه ليس بثابت). وقيل في تأويله: من عرف نفسه بالحدوث عرف ربه بالقدم، ومن عرف نفسه بالفناء عرف ربه بالبقاء).
وقال 'السيوطي' في [القول الأشبهْ في حديث: من عرف نفسه فقد عرف ربَّهْ] من [الحاوي للفتاوي، (2 / 351)]: (هذا الحديث ليس بصحيح).
ونقل الشيخ 'القاري' في [موضوعاته، (ص: 83)] عن 'ابن تيمية' أنه قال: (موضوع).
§ حديث: «المؤمن حُلْوِي».
لا أصل له.
قال 'السخاوي': (قال شيخنا: (إنه باطل لا أصل له)) [المقاصد، (ص: 685)].
وذكر 'الصغاني' في [الأحاديث الموضوعة، (102)]: «المؤمن حلو يحب الحلو».
وفي [الموضوعات، (3/19)] 'لابن الجوزي' من حديث 'أبي موسى' مرفوعاً: «قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة». وفي سنده 'محمد بن العباس بن سهيل'، قال 'الخطيب': (هو الذي وضعه) [تاريخ بغداد، (3/114)].
§ حديث: «رِيْقُ المُؤْمِنِ شِفَاءٌ».
لا أصل له.
قال 'السخاوي': (معناه صحيح، ففي [الصحيحين] أنه ﷺ كان إذا اشتكى الإنسان الشيء أو كانت به قرحة أو جرح؛ قال بأصبعه يعني سبابته الأرض، ثم رفعها وقال: «بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا -أي ببصاق بني آدم- يشفى سقيمنا، بإذن ربنا») [المقاصد، (ص: 373)].
§ حديث: «ما وَسِعَني سمائي ولا أرضي، ولكن وَسِعَني قلب عبدي المؤمن».
لا أصل له.
ذكره 'الغزالي' في [الإحياء، (3/14)] بلفظ: «قال الله: لم يسعني» وذكره بلفظ: «ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع».
وقال مخرِّجه 'العراقي': (لم أر له أصلاً).
وقال 'ابن تيمية': (هذا مذكور في الإسرائيليات، ليس له إسناد معروف عن النبي ﷺ) [أحاديث القُصَّاص (67)].
§ حديث: «اطْلُبُوا العِلْمَ من المَهْدِ إلى اللَّحْدِ».
لا أصل له.
وهو مشتهر جداً على الألسنة، ولم يذكره أحد ممن صنف في الأحاديث المشتهرة.
§ حديث: «عُلَماءُ أُمَّتي كأنبياء بني إسرائيل».
لا أصل له.
قال 'ابن حجر' ومن قبله 'الدميري'، و'الزركشي': (إنه لا أصل له) وزاد بعضهم: (ولا يعرف في كتاب معتبر) [المقاصد الحسنة، (ص: 459)].
§ حديث: «مَنْ أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم».
لا أصل له.
لم أجده في شيء مِن كتب الحديث، وسمعته كثيراً من أفواه جَهَلة الوُعَّاظ وأَدعياء الفقه عندنا في السودان، ينسبونه بكل جرأة إلى رسول الله ﷺ!
وقد نسبه 'النووي' في [المجموع شرح المهذب، (1/20)] إلى الإمام 'الشافعي' من قوله دون آخره، ولم يذكر له إسناداً إلى 'الشافعي'، ولا عزاه إلى كتاب من كتبه.
§ حديث: «اختِلافُ أُمَّتي رحمة».
باطل لا أصل له.
قال 'السبكي': (ليس بمعروف عند المحدِّثين، ولم أقف له على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع!) [فيض القدير، (1/212)].
وقال 'ابن حزم': (وهذا من أفسد قول يكون، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً! هذا ما لا يقوله مسلم، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط) [الإحكام في أصول الأحكام، (5/61)].
§ حديث: «مَنْ تَفَقَّهَ ولم يتصوَّفْ فقد تفسَّقَ، ومن تصوَّفَ ولم يتفقَّه فقد تَزَنْدَقَ».
باطل لا أصل له.
وبعضهم ينسبه إلى الإمام 'مالك' -رحمه الله- وهو كذب عليه.
§ حديث: «مَن أَكَلَ لَحْمَ جَزُوْرٍ فليتوضأ».
لا أصل له بهذا اللفظ.
وهو مشتهر عند كثير من الفقهاء، ويذكرون فيه قصة وهي أن رجلاً كان قد أحدث وهو في مجلس النبي ﷺ ولم يُرِد النبي ﷺ أن يحرجه ويقول له: (أنت أحدثتَ، فتوضأ)، وكان الرجل وجماعة قد أكلوا لحم جزور -يعني: بعير-، فقال: «من أكل لحم جزور فليتوضأ» بصيغة العموم. وهذه القصة لم أجدها في شيء من كتب الحديث.
وقد ثبت أن أكل لحم الإبل ناقض للوضوء من حديث 'جابر بن سمرة' أن رجلاً سأل النبي ﷺ: (أأتوضأ من لحوم الغنم؟) قال: «إن شئت توضأ، وإن شئت فلا تتوضأ» قال: (أفأتوضأ من لحوم الإبل؟) قال: «نعم». [رواه 'مسلم' (360)].
§ حديث: «سِين بلال عند الله شِين».
لا أصل له.
اشتهر على ألسنة كثير من الناس أن 'بلالاً' -رضي الله عنه- كان يبدل الشين في الأذان سيناً بسبب أعجميته فيقول: (أسهد) بدل (أشهد) فقال النبي ﷺ: «سين 'بلال' عند الله شين» وهذا كله لا أصل له.
قال 'السخاوي': (قال 'المزي' فيما نقله عنه البرهان 'السفاقسي': (إنه اشتهر على ألسنة العوام، ولم نره في شيء من الكتب). قال 'ابن كثير': (إنه ليس له أصل، ولا يصح)، ولكن قد أورده الموفق 'ابن قدامة' في [المغني] بقوله: (روي أن 'بلالاً' كان يقول: (أسهد)، يجعل الشين سيناً، والمعتمد الأول). وقد ترجمه غير واحد بأنه كان ندي الصوت حسنه فصيحه، وقال النبي ﷺ 'لعبد الله بن زيد' -صاحب الرؤيا-: «ألق عليه -أي على 'بلال'- الأذان، فإنه أندى صوتاً منك». ولو كانت فيه لثغة لتوفرت الدواعي على نقلها، ولَعَابَها أهل النفاق والضلال المجتهدين في التنقص لأهل الإسلام. نسأل الله التوفيق) [المقاصد، (ص: 190و 397)].
§ حديث: «صَدَقْتَ، وبَرَرْتَ».
لا أصل له.
وهو كلام يقوله كثير من العامة عقب قول المؤذن في الصبح: (الصلاة خير من النوم). وكذا قولهم: صدق رسول الله.
قال 'العجلوني': (وقال 'القاري': (صدق رسول الله: ليس له أصل، وكذا قولهم عند قول المؤذن (الصلاة خير من النوم): (صدقت، وبررت، وبالحق نطقت) = استحبه الشافعية)، قال 'الدميري': (وادعى 'ابن الرفعة' أن خبراً ورد فيه لا يعرف قائله). وقال 'ابن الملقن' في [تخريج أحاديث 'الرافعي']: (لم أقف عليه في كتب الحديث). وقال الحافظ 'ابن حجر': (لا أصل له) [كشف الخفاء: (2/21)].
§ حديث: «الدرجة الرفيعة» في: الدعاء بعد الأذان.
لا أصل له.
هذه عبارة مدرجة فيما يقال بعد الأذان لا أصل لها، قال 'السخاوي': (لم أره في شيء من الروايات، وأصل الحديث عند 'أحمد' و'البخاري' والأربعة، عن 'جابر' مرفوعاً: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت 'محمداً' الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة») [المقاصد، (ص: 343)].
§ حديث: «الكلامُ في المسجدِ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النارُ الحطبَ».
لا أصل له.
وعند 'الغزالي' في [إحياء علوم الدين، (1/136)]: «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش» وقال مخرجه 'العراقي': (لم أقف له على أصل).
وذكره 'تاج الدين السبكي' ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً، وهي في [إحياء علوم الدين] 'للغزالي'، وذلك في ترجمة الإمام 'الغزالي' من كتاب [طبقات الشافعية (4/145-147)].
§ حديث: «وَيْلٌ للقارِئِ مِن المُصَلِّي».
لا أصل له.
§ وكذا: حديث: «ما أَنصَفَ القارئُ المُصَلِّي».
لا أصل له.
قال 'السخاوي': (قال شيخنا: (لا أعرفه)) [المقاصد، (ص: 572)].
ويغني عنه ما رواه 'أبوداود' (1334)، و'ابن خزيمة' (1162)، و'أحمد' (11896) من حديث 'أبي سعيد الخدري' قال: (اعتكف رسول الله ﷺ في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: «ألا إن كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة»، أو قال: «في الصلاة») وإسناده صحيح.
§ حديث: «إِذا حَضَرَ العَشَاءُ والعِشَاءُ فابْدَأُوْا بالعَشَاءِ».
لا أصل له بهذا اللفظ.
وإنما الصحيح: «إذا وُضِع العَشاء، وأقيمت الصلاة، فابدءوا بالعَشاء» [أخرجه البخاري (671)] و [مسلم (558)].
§ حديث: «المَعِدَةُ بَيْتُ الدَّاءِ، والحِمْيَةُ رَأْسُ الدَّوَاءِ».
لا أصل له.
قال 'السخاوي': (لا يصح إلى النبي ﷺ، بل هو من كلام 'الحارث بن كلدة' طبيب العرب) [المقاصد (ص: 611)].
وأورده 'الغزالي' في [الإحياء (3/87)] بلفظ: «البطنة أصل الداء والحمية أصل الدواء، وعوِّدوا كل جسم ما اعتاد». وقال مخرجه 'العراقي': (لم أجد له أصلاً).
وروى 'الطبراني' في [الأوسط (4343)] من حديث 'أبي هريرة' قال: قال رسول الله ﷺ: «المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا فسدت المعدة صدرت العروق إليها بالسقم».
وذكره 'الهيثمي' في [المجمع (5/86)] وقال: (فيه 'يحيى بن عبد الله البابْلُتِّي' وهو ضعيف).
§ حديث: «مَنْ أَخَذَ الأَجْرَ حاسَبَهُ اللهُ بالعَمَلِ».
لا أصل له.
ولكن معناه صحيح، من استوفى أجره ولم يستوف العمل حاسبه الله على ذلك.
§ حديث: «الهَدِيَّةُ لا تُهْدَى ولا تُبَاع».
باطل لا أصل له.
ومن أهدي إليه شيء فقد ملكه، وجاز له أن يتصرف فيه بالبيع وغيره.
§ حديث: «تَزَوَّجُوا فُقَرَاءَ يُغْنِكُم اللهُ».
لا أصل له.
ويغني عنه قول الله تعالى: ﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور:32].
§ حديث: «بارك الله في رجلٍ مُشعِر، وامرأةٍ مُقعِر».
باطل لا أصل له.
وكذلك حديث: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ المشعراني، ويكره المرأة المشعرانيَّة».
باطل لا أصل له.
قال 'العجلوني': (لم أره بهذا اللفظ، لكنه بمعنى ما نقله 'السيوطي' عن [مجمع الغرائب] للشيخ 'عبد القادر الفارسي' حيث قال: (إن الله يحب الرجل الأزب) وسكت عليه (ويبغض المرأة الزباء) انتهى. و(الأَزَب) بفتح الهمزة والزاي وبموحدة: كثير الشعر) [كشف الخفاء (1/251)].
§ حديث: «نَصَرَنِي الشَّبَابُ، وخَذَلَنِي الشُّيُوْخُ».
لا أصل له.
وقد بحثت عنه كثيراً فلم أَجِدْهُ في شيءٍ من كتب الحديث.
§ حديث: «آخِرُ الطِّبِّ الكَيُّ».
لا أصل له.
وقال 'السخاوي': (كلام معناه: أنه بعد انقطاع طرق الشفاء يعالج به، ولذا كان أحد ما حمل عليه النهي عن الكي وجود طريق مرجو الشفاء) [المقاصد (39)].
§ حديث: «الناسُ على دِيْنِ مُلُوْكِهِم».
لا أصل له.
وقال 'السخاوي': (لا أعرفه حديثاً) [المقاصد (689)].
§ حديث: «الفاتِحةُ لِمَا قُرِئَتْ له».
لا أصل له.
وقد ثبت في [الصحيحين] عن النبي ﷺ أنها رقية، أما هذا الحديث بهذا الإطلاق فلا أصل له.
§ حديث: «يس لِمَا قُرِئَتْ له».
لا أصل له.
وقال 'السخاوي': (لا أصل له بهذا اللفظ، وهو بين جماعة الشيخ 'إسماعيل الجبرتي' باليمن قطعي) [المقاصد (741)].
قلتُ: وهو عند كثير من الناس اليوم قطعي، مع أنه لا أصل له!
§ حديث: «رُبَّ تَالٍ للقرآنِ والقرآنُ يَلْعَنُهُ».
باطل لا أصل له.
لم أجده في شيء من كتب الحديث، لا بسند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع!
وقد عزاه 'الغزالي' في [الإحياء (1/274)] 'لأنس بن مالك' من قوله، وما أظنه يثبت عنه. وفسروه بأنه قارئ القرآن الذي يقرأ القرآن ولا يعمل بما يقرأ فيلعنه القرآن، وهذا ليس بصحيح، فالقرآن لا يَلْعَنْ، وإنما القرآن حُجَّة لك أو عليك، وقارئ القرآن يؤجَر على قراءته ولو لم يعمل بما قرأ، ويحاسب على ترك العمل، كلٌّ بحسبه، وما ربك بظلام للعبيد.
§ حديث: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ ألفاً حرَّم الله جسدَهُ على النار».
لا أصل له.
وفي [صحيح مسلم] من حديث 'أبي هريرة' مرفوعاً: «من صلَّى عليَّ واحدة صلَّى الله عليه بها عشراً».
§ حديث: «تَوَسَّلُوا بجاهي، فإنَّ جاهي عند الله عظيم».
باطل لا أصل له.
ولا شك أن جاه النبي 'محمد' ﷺ عند الله عظيم، ولكن ليس هذا من التوسل الذي شرعه الله ورسوله، ولا قال هو ﷺ هذا الكلام.
وقد تكلم شيخ الإسلام 'ابن تيمية' -رحمه الله- في بيان التوسل المشروع وغير المشروع بما يشفي الصدور في كتابه القيِّم: [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة].
§ حديث: «اتَّقُوا البَرْدَ، فإنه قَتَلَ أخاكم 'أبا الدَّرداء'».
باطل لا أصل له.
ويشتهر أيضاً بلفظ: « قتل أخاكم 'أباذر'».
وقال 'السخاوي': (لا أعرفه، فإن كان وارداً فيحتاج إلى تأويل، فإن 'أبا الدرداء' عاش بعد النبي ﷺ دهراً).
قلت: وكذا 'أبو ذر'!
§ حديث: «لا سَلَامَ عَلَى طَعامٍ».
لا أصل له.
وقد ذكره 'السخاوي' في [المقاصد (724)] بلفظ: «لا سلام على الآكل» وقال: (معناه صحيح، إذا كانت اللقمة في فم الآكل كما قيده به 'النووي' في [الأذكار]، وسبقه إليه الإمام مع إطلاق 'النووي' المنع في [المنهاج] تبعاً لأصله، فإن سلَّم عليه والحالة هذه لا يستحق جواباً، أما إذا كان على الأكل وليست اللقمة في فمه، فلا بأس بالسلام، ويجب الرد).
قلتُ: وما المانع إذا سلَّم عليه واللقمة في فمه فيرد عليه بالإشارة أو بعد أن يبلع اللقمة؟! وعليه يُشرَعُ السلام على الآكل ولو كانت اللقمة في فمه.
§ حديث: إسلام اليهودي الذي كان يُلقِي الأوساخ عند باب النبي ﷺ.
لا أصل له.
يشتهر على ألسنة كثير من الوعاظ أن النبي ﷺ كان له جار يهودي، وكان ذلك اليهودي يؤذي النبي ﷺ بإلقاء الأوساخ أمام بيت النبي ﷺ كل يوم، والنبي صابر على ذلك، وذات يوم خرج النبي ﷺ من بيته ولم يجد الأوساخ، فسأل عن اليهودي فقيل له مريض، فذهب النبي ﷺ إليه يعوده، فقال له اليهودي: (أنا أوذيك وأنت تسأل عني وتعودني!) فأسلم اليهودي.
هذا الحديث لم أجده في شيء من كتب الحديث بعد البحث الشديد!
§ حديث: «تَفَاءَلُوا بالخَيرِ تَجِدُوه».
لا أصل له.
ومن تفاءل وأحسن ظنه بربه، يُرجى له أن يعامله ربه حسب ظنه، فإنَّه عند ظن عبده به كما دلَّت على ذلك أحاديث صحيحة، وهي تغني عن هذا الحديث الذي لا أصل له.
§ حديث 'عبد الله بن السلطان'.
باطل لا أصل له.
وهو حديث طويل وفيه أن 'عبد الله بن السلطان' لما توفي مشى النبي ﷺ في جنازته، ونزلت الملائكة مشيعة له، حتى كان النبي ﷺ يمشي على أمشاط قدميه من كثرة الملائكة. وليس في الصحابة من يسمى 'عبد الله بن السلطان'!
هذا حديث كذب من وضع القُصَّاص والوعَّاظ.
§ حديث: «لَوْ تَعَلَّقَتْ هِمَّةُ أَحَدِكِم بالثُّرَيَّا لَنَالَها».
لا أصل له.
وما ينبغي الخلط بينه وبين ما [رواه البخاري (4897)] و [مسلم (2546)] من حديث 'أبي هريرة' أن النبي ﷺ قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من فارس».
§ حديث: «خَيْرُ الأسماءِ ما حُمِّدَ وما عُبِّدَ».
لا أصل له.
وقال السخاوي: (ما علمته) [المقاصد (87)].
وفي [صحيح مسلم (2132)] من حديث 'ابن عمر' قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ أحبَّ أسمائكم إلى الله: 'عبد الله'، و'عبد الرحمن'».
§ حديث: « أَنَا جَدُّ كُلِّ تَقِيٍّ».
لا أصل له.
وسُئل عنه 'السيوطي' فقال: (لا أعرفه) [الحاوي للفتاوي (2/89)].
§ حديث: «أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بالضَّادِ».
لا أصل له.
وقال السخاوي: (معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قاله 'ابن كثير') [المقاصد (167)].
§ وكذلك حديث: «أَنَا أَفصَحُ العَرَبِ، بَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش».
لا أصل له بهذا اللفظ..
ويستشهد به كثير من النحويين!
وعند 'الطبراني' في [المعجم الكبير، (5438)]: «أنا أَعْرَبُ العَرَبِ، ولدتني قريش، ونشأت في بادية بني 'سعد بن بكر'، فأَنَّى يأتيني اللَّحن؟!».
وسنده مسلسل بالضعفاء، وشرهم 'مبشر بن عبيد' وهو: كذاب!
ونحوه عند 'ابن سعد' في [الطبقات الكبرى، 1/ 91] وهو مرسل، ومن رواية 'الواقدي' وهو: متروك، وقد رمي بالكذب!
§ حديث: «من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم».
لا أصل له.
وليس هو في شيء من كتب الحديث.