أ. سميرة بيطام
في كل صباح طائرٌ يجمع رزقه من هنا وهناك، في سلسلة حركات بارة مع دفء الشمس.
ينطلق سعي الإنسان لضرورة سير الحياة المفروضة في عشقٍ متناه لكل كسب حلال ..
في دليل الصالحين عبرة للواعظين بدءًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاًإلى الجنة )).. أو لم يكن العلم قمة التحرر من عقد الجهل؟..
فحتى لو مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).. إنه الامتداد لعمر الآخرة بين أجنحة دعاء الرحمة ..
هي خصال المرء من بعد موته يثاب فلازمها إذا كنت ذا ذكر
رباط بثغر ثم توريث مصحـف ونشر لعلم غرس نخل بلا نـكر
وحفر لبئــــــر ثم إجـراء نــهر وبيت غريب في التصدق إذ يجرى
وتعليم قرآن و تشييــــــد منزل لذكــر ونجل مسلم طيب الذكر
و في خبر من ذا حج فرضـــه أو الدين عنه قد قضى كامل الفخر
وعن عبد الله بن يسر – رضي الله عنه – :(( أن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به؟ قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ))رواه الترمذي، وقال حديث حسن.
وللسان آثام وكدمات لمن سمع ما لم يكن معقولاً في الكلام .. أو جارحاً في صيغة العمد لإيلام العافي والنزيه من الناس ..
فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي))..
فلم التعمد في قبض القلب بداخل بوتقة الحقد؟.. ولم لا تصفح وتتجاوز وترحم يا ابن آدم؟ ما لك و شأن من ظلمك .. اتركه لخالقه فهو المسيطر عليه ولو في قمة تكبره.. دعه في قسوة قلبه، ولو أن تربيته بحسن الخلق أمر محمود حتى لا تخسر الأمة خسائر الأرواح في المحبة ..
وما أحوجنا لكثرة الشمل في الألفة لأنها زينة الإسلام فينا.. فنحن أمة ميزها الله بأجمل دين.
وللأخوة في الله بحر شاسع من الالتزامات والواجبات في كنف التوادد والمحبة والصدق. فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه– قال:(( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه يوم القيامة )) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
أي أن يمنع من يريد اغتياب المؤمن عنها، إما قبل الوقوع بالزجر والردع عنها، وإما بعده برد ما قال عليه، وإن كان ذلك الإنسان بخلافه كما يأتي: ((رد الله عليه عن وجهه النار يوم القيامة )) وذلك لأنه رد مريد الغيبة عن عذابها لو فعلها.
كانت مني فواصل من نور على درب من نور و بقلم من نور..
فصل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم واترك الشيطان يتخبط في فراغ الفشل بعد أن توصد عليه أبواب الوسوسة بالاستغفار والتقوى والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم..
ولتكن حياتك نورا على نور بفواصل من رضا وحمد وشكر لله.