أحمد إسماعيل
بعد أن دكت جيوش (هولاكو) الغرب !! بغداد.. وحولتها إلى أرض محروقة .. ها هي الحملات الصليبية تنطلق من أوروبا .. لتحرق الأندلس الجديدة !!.. وكلهم يعمل بجد على طمس معالم الهوية الإسلامية، ويدفن العلم والثقافة والتراث الإسلامي!!
الأمريكيون دخلوا بغداد، فأهلكوا الحرث والنسل، ودمروا المتاحف، ومستودعات الحضارة.. ودخل الفرنسيون مالي، فدمروا وأهلكوا، وأحرقوا مكتبات تمبكتو ونفائس مخطوطات الحضارة الإسلامية المستودعة فيها!!..
إن الذي يجري في مالي اليوم هو حملة جديدة من حملات الحروب الصليبية ..
ما أن وطئت أقدام جنود فرنسا أرض تمبكتو (لؤلؤة الإسلام) في الغرب الإفريقي، حتى حملت وكالات الأنباء، وصفحات الإسفير نبأ إحراق مركز أحمد بابا للمخطوطات، أكبر مكتبات التراث الإسلامي في تمبكتو، الذي يضم نفائس المخطوطات الإسلامية في الغرب الإفريقي.. ومكتبة سيدي يحيى العريقة!!.
ولأن هذا الفعل فضيحة كبرى لمدعي الحضارة، وفقاً للمعايير العالمية، فنفائس تمبكتو مسجلة في اليونسكو ضمن محميات التراث العالمي، سرعان ما ألصقت التهمة بالإسلاميين!!..
ولوَّثت كل الصحف والمواقع والوكالات الغربية، والعربية، صفحاتها، بغباء تام؛ (الجنود الفرنسيون والجيش المالي يسيطرون على منافذ تمبكتو، وإسلاميون فارون يحرقون مكتبة للمخطوطات) !! ..
وسارعت منظمات وهيئات إسلامية دولية، مثل التعاون الإسلامي، والأيسيسكو، إلى إدانة ما قام به (المتطرفون) من إحراق مخطوطات التراث!!..
الجميع تداولوا الخبر على نطاق واسع استناداً إلى شهادات مجروحة!!.. بسند بائس عن صحيفة غارديان البريطانية، عن عمدة مدينة تمبكتو – الذي كان في العاصمة باماكو قبل أن يعود للمدينة مع القوات الفرنسية والمالية والأفريقية – عن أحد الفارين من المدينة (مجهول) !!.
ولكن يشاء الله أن يبطل الباطل، ويكشف كذب الكاذبين ..
قالت قناة الجزيرة : (غير أن قادمين من مدينة تمبكتو إلى الحدود الموريتانية في الليلة ذاتها التي دخلها الفرنسيون نفوا تلك الاتهامات، وقال الكنتاوي ولد محمد – وهو أحد سكان المدينة الذين غادروها متأخرا ساعات قبيل دخول الفرنسيين إليها- إن تلك الأنباء كاذبة ولا أساس لها من الصحة، وإنه غادر المدينة بعد أن أخلاها المقاتلون الإسلاميون بشكل كامل، وقبيل ساعات من دخول الفرنسيين لها، وترك مكتباتها بخير).
إذن فقد كانت المكتبات والمخطوطات سليمة، حتى مغادرة المقاتلين الإسلاميين المدينة!!.. ثم أحرقت بعد ذلك!!.. فمن يجرؤ على إحراق تراث القرون، غير الغاليون البرابرة ؟!! ..
وما مصلحة جماعة أنصار الدين التي كانت تسيطر على المدينة، مهما بلغ تطرفها، أن تحرق مخطوطات تضم كتباً للفقه والشريعة، تشهد بإسلامية مالي، التي تنادي بها تلك الجماعة ؟!!
ولو كانوا فاعلين، لفعلوها في غضون الأشهر العديدة التي كانوا فيها سادة على المدينة، ولما انتظروا حتى أوان مغادرتهم إياها !! ..
بل إن الشهود، يؤكدون عكس ما يفتريه القوم، فقد قال موقع الجزيرة نت إنهم لاحظوا في أبريل الماضي، خلال زيارة قاموا بها إلى مكتبة أحمد بابا بوسط مدينة تمبكتو، أن هناك حارسا يحتفظ بخطاب تكليف خطي من حركة أنصار الدين موقع من طرف المسؤول الأمني في المدينة يتضمن تكليف الحارس بحماية وتأمين المكتبة والحفاظ على محتوياتها.
إنه نمط الغزو الفرنسي الصليبي المتعنت، الذي يستهدف أول ما يستهدف طمس الهوية، وتغيير الوجه المسلم !!.. أليست هي فرنسا، صاحبة سياسات الأرض المحروقة في الجزائر.. أليست هي فرنسا رائدة الحرب على الحجاب ؟!! ..
وأخيراً، هي التي قالت عن مواطني المدن المدنيين في أزواد إنهم يعتقدون عقيدة الجهاديين.. تمهيداً لما يجري الآن من انتهاكات، وتصفيات عرقية، إجلاء قسري لبعض مكونات الشعب المسلم في إقليم أزواد !!.