يبدو أن الصحفيين أرادوا أن يصلحوا ما أفسده السياسيون بصمتهم، وإهمالهم للنزاعات القبلية في دارفور، وما تسببت في تخريبه الصحف بنشرها السالب عن هذه الحروب. فتحركوا مطلقين مبادرة اسموها "صحفيون ضد العنف القبلي في دارفور" تهدف للمساهمة في تحجيم الحروب القبلية عبر النشر الإيجابي في وسائل الإعلام خاصة الصحف، وتبني مبادرات صحفية في شكل مواد […]
يبدو أن الصحفيين أرادوا أن يصلحوا ما أفسده السياسيون بصمتهم، وإهمالهم للنزاعات القبلية في دارفور، وما تسببت في تخريبه الصحف بنشرها السالب عن هذه الحروب.
فتحركوا مطلقين مبادرة اسموها "صحفيون ضد العنف القبلي في دارفور" تهدف للمساهمة في تحجيم الحروب القبلية عبر النشر الإيجابي في وسائل الإعلام خاصة الصحف، وتبني مبادرات صحفية في شكل مواد تساهم في تهدئة الأوضاع والسلام الاجتماعي والتعايش السلمي.
ونصت المبادرة التي وجدت ترحيباً كبيراً من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، والإتحاد العام للصحفين السودانيين، بجانب الصحفيين، ورؤساء تحرير والصحف، ومُدرا الاذاعات على الالتزام بالتحري والدقة في توثيق المعلومات ونسبة الأقوال والأفعال إلى مصادر معلومة طبقاً للأصول المهنية السليمة التي تراعي حجم الماساة والمعاناة في دارفور، وتأثير النشر الصحفي عليها، و تجنب النزوع للإثارة والتسويق للصحف بنشر الأخبار والخطوط والمواد والصور التي تعزز العنف القبلي والعرقي والجهوي ولا تخدم في حل المشكلة.
ومما جاء في مبادرة صحفيون عدم الانحياز إلى الدعوات العنصرية، أو المتعصبة، أو المنطوية على التحريض على العنف القبلي والعرقي والجهوي، أو تلك التي تؤدي إلى تأجيج الصراع، أوإطالة أمده، أو تعطيل أو إعاقة الوسائل السلمية في إيقافه.
وإفساح مساحة نشر أوسع للمبادرات الأهلية والمدنية والرسمية في التوفيق والمصالحة، ومنح حكماء المجتمع الأهلي والنشطاء المدنيين المستقلين، والمثقفين، والرموز الوطنية في درافور العون الكافي في تبليغ رسالتهم وجهودهم في إيقاف العنف.
ودعت المبادرة لتأسيس آلية مدنية مستقلة من الصحفيين، والتواصل مع كل الآليات والاجسام الموجود لرعاية وتطبيق هذا الميثاق على أن تؤسس هذه الآلية بكل شفافية.
ومع إغلاق الباب على كل محاولات الإستقطاب، والتوظيف السياسي للآلية بالاضافة إلى دعوة كتّاب الرأي، وأصحاب الأعمدة لتبنى مواقف داعمة للسلام والمصالحة في دارفور ومجافية للعنف والإقتتال القبلي، والإلتزام بعدم الإنحياز الجهوي والقبلي.
في غضون ذلك رحبت حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وجبهة القوى الثورية بقيادة حافظ عبد النبي بمبادرة صفيون ضد العنف القبلي في دارفور.
فيما أصدرت قبيلة السلامات بياناً جاء فيه: "نعلن دعمنا مباركتنا لهذه المبادرة، باعتبارها تتماشى مع قناعاتنا وأهدافنا وأفكارنا التي نأمل أن تلعب وسائل الإعلام المختلفة دوراً مسئولاً في طرحها وتقديمها بكل مهنية وحرفية دون المساس بثقافة وعادات و تقاليد أهل دارفور، و ندعوا كل أهلنا بدارفور بكل مكوناتهم دعم هذه المبادرة، والوقوف خلفها، حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها المنشودة".
الى ذلك ستعكف سكرتارية المبادرة خلال الأيام القادمة عقب إنهاء اللقاءات مع قيادات العمل الإعلامى على تدريب الصحفيين على الصياغة الصحيحة والمهنية لأخبار النزاعات القبلية بالتركيز على مراسلي الولايات الذين يفتقد غالبيتهم إلى الخبرة التحريرية.
كما أنها ستجلس إلى الإدارات الأهلية بولايات دارفور، والمؤسسات المعنية لاطلاعها على أهمية نبذ العنف، وانتهاج الحوار في حل القضايا مع بحث امكانية التوسط بين المتنازعين في بعض ولايات دارفور.
وبحسب القائمين على أمر مبادرة "صحفيون ضد العنف القبلي في دارفور" فإنها غير محصورة على دارفور فقط، وإنما تهتم بالنزاعات القبلية في كل السودان..
وسميت دارفور نسبة لحجم الدمار الكبير الذي أحدثه الاقتتال الكبير في شمال وجنوب وشرق دارفور، ومن المخطط أن تتطور المبادرة إذا كُتِب لها النجاح في خفض وتيرة الصراع القبلي إلى مبادرة لحل مشكلات السودان سيما الحروب في الأطراف نسبة للاحترام الكبير الذى يجده الإعلاميون في أوساط السودانين باعتبارهم طرفاً محايداً وغير محسوبين على أي جهة.