إدارة الأخبار
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، أمس الاثنين أن السلطات البورمية قد ارتكبت جرائم ضد أقلية "الروهينغا" المسلمة في البلاد ضمن حملات منظمة بهدف "التطهير العرقي" في يونيو من العام 2012.
وجاء في تقرير نشر على موقع المنظمة الرسمي تحت اسم "ليس بوسعكم إلا رفع الشكوى لله: جرائم ضد الإنسانية وأعمال تطهير عرقي ضد الروهينغيا المسلمين في ولاية أراكان" أن مسؤولين بورميين وقيادات مجتمعية ورهباناً بوذيين أبناء طائفة الأراكان شجعوا بدعم من أجهزة الأمن على شن هجمات منسقة ضد الأحياء والقرى المسلمة في أكتوبر 2012 من أجل إرهاب السكان وتهجيرهم قسراً، ولقد حُرم عشرات الآلاف من النازحين من المساعدات الإنسانية ولم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، بحسب ما جاء في التقرير.
كما أكد التقرير أن السلطات دمرت مساجداً وشنت حملات اعتقال جماعي عنيفة ومنعت المساعدات عن المسلمين النازحين، وفي 23 أكتوبر بعد شهور من الاجتماعات والتصريحات العلنية التي تدعو إلى التطهير العرقي، هاجمت تجمعات مسلحة من الأراكان تجمعات سكنية لمسلمين في تسع بلدات، وأحرقوا قرى وقتلوا سكاناً دون أن تحرك قوات الأمن ساكناً، وقد اقتصر دورها على اتخاذ موقع المتفرج أو مساعدة المعتدين.
وأوضحت المنظمة أن تقريرها جاء بعد زيارة مواقع الهجمات وكل من مخيمات النازحين الكبرى، وكذلك مواقع غير رسمية تجمع فيها النازحون، ويستند التقرير إلى أكثر من مائة مقابلة مع مسلمين من الروهينغيا ومن طوائف إسلامية أخرى، ومع أشخاص من طائفة الأراكان، ممن عانوا جراء الانتهاكات وشهدوا عليها، وكذلك أجرينا مقابلات مع بعض المنظمين لأعمال العنف ومرتكبيه.
وخلص التقرير إلى أن جميع أجهزة الأمن في ولاية أراكان متواطئة في الإخفاق في منع الأعمال الوحشية أو هي شاركت في ارتكابها، بما في ذلك الشرطة المحلية، وشرطة مكافحة الشغب "لون ثين" وقوة حراسة الحدود المعروفة بمسمى "ناساكا"، وقوات الجيش والبحرية.
في الوقت ذاته، نشرت شبكة "بي بي سي" الإخبارية تسجيل بالفيديو يظهر عدم تدخل قوات الشرطة بينما هاجمت مجموعة من مثيري الشغب البوذيين الأقلية المسلمة في بلدة ميكتيلا ويظهر التسجيل حشدا يدمر متجرا للحلي الذهبية يمتلكه مسلمون ويظهر أيضا إضرام النار في المنازل. كما يظهر الفيديو رجلاً يعتقد أنه مسلم وقد اشتعلت النيران في جسمه، وجرى تصوير التسجيل في الشهر الماضي عندما قتل 43 شخصاً على الاقل في ميكتيلا.ً
وفي أحد مقاطع الفيديو لا يحرك رجال الشرطة ساكناً بينما تشعل النيران في رجل ويسمع الحشد المتجمهر وهو يقول "لا تصبو عليه الماء، اتركوه ليموت". ويشهد مقطع آخر رجل يحاول الهرب ولكن عدداً من الاشخاص يمسكون به ويقوم بعضهم بضربه ومن بينهم راهب بوذي. ويتلقى الرجل طعنة حادة بالسيف ويترك ملقى على الأرض ويعتقد أنه توفى. ولا يصور الفيديو سوى لقطة واحدة تقوم فيها الشرطة بمرافقة امرأة مسلمة وأطفالها بعيداً عن منازل محترقة.
في الوقت نفسه، قرر الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين 22/4/2013 رفع كل العقوبات التجارية والاقتصادية والفردية المفروضة على بورما باستثناء حظر السلاح. وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ ان "الاتحاد يرغب في فتح صفحة جديدة في علاقاته مع بورما، باقامة شراكة دائمة".
وأضافوا "تفاعلاً مع التغييرات التي بدأت وأملاً في ان تستمر قرر مجلس الوزراء رفع كل العقوبات باستثناء الحظر على السلاح." ويذكر أن هذه العقوبات قد "علقت" لمدة عام في ابريل 2012 لتشجيع الاصلاحات الديموقراطية التي اجرتها حكومة ثين سين منذ توليه السلطة قبل عام. إلا ان الاتحاد الاوروبي حذر من انه "لا تزال هناك تحديات كبرى" على السلطات البورمية التصدي لها وخاصة انهاء الاضطرابات في منطقية كاشين في الشمال وحل مشاكل اقلية الروهينغيا المسلمة المضطهدة.
المصدر: موقع المسلم