المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

طهران تمتدح المالكي.. والسلفيون يطالبون بطرد “أماني”

طهران تمتدح المالكي.. والسلفيون يطالبون بطرد “أماني”

تقرير إخباري

أثنت طهران في تصريحات لوزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي علناً للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003، على جهود حكومة نوري المالكي في نشر التشيع في المنطقة، – وبحسب تقرير موقع المستقلة – أكدت على تنسيق المواقف الإيرانية ـ العراقية لدعم نظام بشار الأسد الحليف الاستراتيجي الأبرز لإيران، في حين نددت القائمة العراقية (بزعامة أياد علاوي) بتحركات ما وصفته "بالإرهابي مصلحي" لضمان النفوذ الإيراني بعد سقوط النظام البعثي في دمشق.

ونقلت الوكالة الإيرانية "أرنا" في تصريحات عن وزير أمنها مصلحي خلال لقائه المالكي قوله: "أن اقتدار الدولة المسلمة الشيعية في العراق إلى جانب سائر البلدان الشيعية في المنطقة، أسهم في تعزيز قدرة التشيع في المنطقة والعالم"، مؤكداً استعداد بلاده لـ "مساعدة العراق في تحقيق الأمن والاستقرار، ووضع كل خبرات إيران تحت تصرف الحكومة العراقية". وقال المالكي للمصلحي إن "موقف العراق وإيران بشأن القضية السورية متطابق تماماً"، معرباً عن "اعتقاده بأن الحل السياسي هو الوحيد الذي يستطيع تسوية الأزمة السورية".

ويذكر أن نوري المالكي واسمه الحركي جواد المالكي الذي أصبح رئيساً لوزراء حكومة العراقية في 20 مايو 2006، وهو زعيم (حزب الدعوة) أقدم حزب شيعي في العراق. وشغل المالكي منصب نائب رئيس "هيئة اجتثاث البعث" التي شكلها الحاكم الأميركي على العراق "بول بريمر". بالإضافة إلى شغله العديد من المناصب منها رئاسة "اللجنة الأمنية" في الجمعية الوطنية العراقية و"المتحدث الإعلامي" باسم الائتلاف العراقي الموحد، وهو من الذين عملوا بقوة من أجل سن "قانون مكافحة الإرهاب" في البرلمان العراقي.

وعلى صعيد متصل بالمد الشيعي احتشد عدد من شباب التيار السلفي في مصر، احتشدوا بالقرب من منزل رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية والقائم بأعمال السفير الإيراني بالقاهرة بمنطقة مصر الجديدة مجتبى أماني، وطالبوا بطرده من مصر، ووقف المد الشيعي الذي يخطط له من قبل إيران.

وذكر "موقع المسلم" أنّ المتظاهرين رفعوا علم الجيش السوري الحر أمام منزل "أماني" قبل أن تتدخل قوات الأمن المركزي وتتصدى لهم. وفيما قامت قوات الأمن المركزي بفرض طوق أمني حول منزل القائم بالأعمال. وقد ردد المتظاهرون هتافات معادية لإيران والمذهب الشيعي، وأخرى مؤيدة للثورة السورية والجيش الحر.

من جهة أخرى قال ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحابة والآل وحركة ثوار مسلمون وحركة أمتنا في بيان مشترك لهم، مخاطبين مجتبى أماني "اخرج أولاً من دولة الأحواز العربية التي تحتلها بلادك وتنهب خيراتها منذ عام 1924، ثم ارفع يدك واسحب جنودك من سوريا واغسل يدك من دم إخواننا الأبرياء السوريين، ثم انزع انفك الطويل الذى يتدخل في البحرين، وكف عن دعم حزب الله اللبناني بالمال والسلاح في مواجهة السنة في لبنان، وأعد العراق الشقيق إلى أهله، وتوقف عن حماية إسرائيل بالهلال الشيعي الخصيب، وتوقف عن مساعدة أميركا التي لولا بلادك ما استطاعت دخول أفغانستان ولا العراق باعتراف أفطحي ورافسنجاني، وتوني ترامسفيلد".

فيما انتشرت في الأيام القليلة الماضية أخباراً في وسائل الإعلام عن صفقات بين طهران والنظام المصري من أجل انقاذ الاقتصاد المصري من خلال مشاريع إيرانية وأموال تتدفق على القطاع المصرفي الذي يعاني من نقص السيولة مقابل أن تفتح مصر أبوابها لشيعة إيران من أجل زيارة ما يسمى بـ "عتباتهم المقدسة" وصيانتها والإشراف عليها، وهو ما أقلق الكثيرين ممن يعرفون نوابا إيران التوسعية ومخططاتها لبناء إمبراطورية فارسية شيعية والأمثلة في العراق واليمن والبحرين ولبنان أكبر دليل على هذه النوايا ..

ويقول الأستاذ خالد مصطفى في تقريره بعنوان "المد الشعي في مصر إن "النظام المصري أكدّ عدة مرات أنّ العلاقات مع طهران لن تكون أبداً على حساب العلاقات مع الخليج ولا أمن الخليج، ويبدو أنه يشير في ذلك إلى العلاقات الإيرانية ـ الخليجية التي تحتفظ بحد أدنى لها رغم التوتر الدائم بين الجانبين، ولكن هذا لا ينفي أن نظرة طهران لمصر كقلب العالم العربي والكثافة السكانية الكبيرة فيها والبعد الثقافي البارز لعاصمتها القاهرة وتأثيره على بقية العواصم العربية كل هذا يعد صيدا ثمينا لإيران وشيعتها ومخططاتها خصوصا مع وجود طرق صوفية تقترب في أفكارها من بعض المعتقدات الشيعية الإثنى عشرية، وهي ترحب بهذا التقارب بل أن المعارضة العلمانية ـ التي لا يفرق معها السني من الشيعي ـ تنظر للأمر بإيجابية على اعتبار محددات التاريخ والجغرافية كما تقرأها ، خاصة في الوقت الذي تعيش إيران أوضاعاً صعبة وهي تكاد تخسر أكبر حليف لها في العالم العربي وهو بشار الأسد ويهمها أكثر من أي وقت مضى أن تكسب صديقاً جديداً.

ولا يزال الحديث لـ"مصطفى": "وليس من المتوقع أن تظهر إيران نواياها سريعاً فهي تعلم مقدار التحفظ تجاهها داخل مصر، لذا فهي تستخدم التقية كسلاح تراه ناجعاً في ظل هذه الأوضاع مما يلقي بتبعة كبيرة على الدعاة الذين ينبغي أن يكشفوا بشكل واسع عن حقيقة العقائد الشيعية والمخططات الإيرانية واضطهادها لأهل السنة، وهو ما سيمثل أكبر حائط صد ضد أي غزو شيعي قادم.