المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

زيارة سلفاكير للخرطوم.. بين التفاؤل والحذر

زيارة سلفاكير للخرطوم.. بين التفاؤل والحذر

على رأس وفد رفيع حط رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في مطار الخرطوم قادماً من جوبا.

حيث أبرز عدد المستقبلين حجم الحفاوة التي وجدها الوفد الجنوبي، وهو يزور السودان بعد قطيعة بين البلدين سببها قرار الرئيس السوداني عمر البشير وقف ضخ نفط جنوب السودان عبر الأراضي الشمالية.

كما أن العدد الكبير الذي صاحب سلفا يبين تعدد الملفات التي هي محل حوار وإهتمام بين الجانبين.

الزيارة التي أتت بدعوة من المشير عمر البشير في إطار القمم الثنائية التي تنتظم العلاقات بين القطرين جرت خلالها عدد من الفعاليات واللقاءات على المستوى الرئاسي والوزاري والفني.

حيث وصف البيان المشترك للطرفين ما جرى بأنه تم في أجواء إيجابية اتسمت بالصراحة، والإرادة لتجاوز كافة العقبات التي تعترض مسيرة التعاون؛ الأمر الذي مكّن الجانبان، وبحسب بيان القمة من التوصل إلى تفاهمات تمهد الطريق لتنفيذ كافة بنود اتفاقيات التعاون الموقعة وتفعيل الآليات واللجان المشتركة المتفق عليها بما فى ذلك اللجنة العليا.

يذكر أن زيارة رئيس الحركة الشعبية، وجنوب السودان جاءت بعد خطوة سلفاكير التي أقال فيها حكومته بجانب نائبه رياك مشار، وأعفى فيها كبير مفاوضيه مع السودان باقان أموم المعروف بمناهضته للنظام السوداني القائم.

ليفسر كثير من المحليين ما قام به رئيس دولة الجنوب بأنه "عربون" علاقات قوية مع حزب المؤتمر الوطني الذي يحكم الشمال، وتمهيد للانتخابات المقبلة التي يستعد لخوضها قادة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.

وقد أمّن الطرفات على أهمية دعم وتسهيل مهمة الآليات الواردة بمقترح رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الرئيس ثامبو أمبيكي بتأريخ 9 يونيو 2013م بشان تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح.

ووقف الدعم والايواء للحركات المتمردة حتى تستكمل عملها في إطار خطتها في هذا الشأن باعتبار أن مهمتها جوهرية وحيوية لاستباب الأمن على الحدود وتحديد المعابر بما يسمح بانسياب حركة المواطنين والبضائع والنفط بالإضافة إلى تحرك الرعاة والمزارعين.

وأكدت الحكومتان على أهمية الاستمرار في الحوار البناء والفاعل لحل ما تبقى من قضايا، وتشمل قضية أبيي وموضوع الحدود.

إذ أن الطرفين أمّنا على أهمية التوصل إلى إتفاق عاجل بشأن تشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية بمنطقة أبيي بما يمهد الطريق للرئيسين للتوصل إلى تسوية نهائية بشأنها.

كما اتفقا على تسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة لحل قضية المناطق  المتنازع عليها والشروع في ترسيم الحود المتفق عليها.

وأبان الرئيس السوداني عمر البشير  أن زيارة الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، للسودان وضعت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين قائلاً في كلمته التي ألقاها في ختام المباحثات التي جرت بقاعة الصداقة بين دولتي السودان وجنوب السودان:

" تمكّنا واتفقنا على إزالة كل العقبات التي تواجه العلاقة بين البلدين، وذلك بالالتزام الكامل بانفاذ كل اتفاقيات التعاون بصورة متكاملة, والانطلاق بها إلى آفاق أرحب وتطويرها في كافة المجالات".

وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات تتضمن انسياب بترول جنوب السودان عبر السودان والمنشآت السودانية، وميناء التصدير إلى الخارج .

 في غضون ذلك التقى زعماء الأحزاب المعارضة السودانية برئيس دولة الجنوب خلال زيارته للخرطوم يتقدمهم الصادق المهدى رئيس حزب الأمة، ومحمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحاي الديمقراطي.

بالإضافة إلى حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، ومحمد مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعى ،حيث أبان المهدي أنه رحب بالتقدم الذي طرأ على الاتفاق بين الدولتين، وأمّن على ألاّ يخضع لأي خلافات، خاصة ملفات البترول والتجارة والمواطنة فضلاً عن الحريات الأربع.

وقال الصادق المهدي في تصريح لـ "الهداية" أنه اقترح "قيام مفوضية" حكماً لكي تُحوّل لها القضايا التي تشمل طرف ثالث من السكان المحليين، والتي لا يمكن الوصول لاتفاق فيها الآن.

على أن تعطى المفوضية المعنية فرصة كافية لتقرر بشأن هذه القضايا، وعبّر عن أمله في أن تكون الزيارة التي قام بها سلفاكير حاسمةً لكل الملفات بما يضمن عدم عودة البلدين للحرب مرة أخرى.

في غضون ذلك شهدت أسواق الخرطوم انخفاضاً طفيفاً في أسعار الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، كنتيجة للزيارة التي عوّلت عليها الأوساط السودانية لفك الخناق الاقتصادي الذي سببه فقد عائدات البترول الجنوبي.

فيما تخوف مراقبون من تتأزم الأوضاع مرة أخرى نتيجة للخلاف حول قضية أبيي التي تصر قيادات قبيلة دينكا نوك على إقامة استفتائها في أكتوبر المقبل؛ فيما ترفض قبيلة المسيرية ذلك.