إدارة الأخبار
اختتمت مساء اليوم بمدينة مونترو السويسرية الجلسة الثانية لمؤتمر جنيف2 وسط خلافات كبيرة وتصريحات علنية عن انخفاض سقف التوقعات.
فيما انتقدت فيه الولايات المتحدة بشدة ما وصفته بالخطاب التصعيدي لوفد النظام السوري خلال افتتاح المؤتمر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" في ختام الجلسة المسائية إنه أوضح في دعوته للمؤتمر أن الهدف هو تنفيذ بيان جنيف1 عن طريق التوافق المتبادل بين الحكومة والمعارضة السورية وتشكيل هيئة حكومية انتقالية كاملة الصلاحيات.
مشدداً على ضرورة أن يعمل الجانبان على احترام حقوق الإنسان في سوريا.
وفي مؤتمر صحفي عقده بعد ذلك شكر بان بشكل خاص وفديّ الحكومة السورية والمعارضة على مشاركتهما في المؤتمر، وأعرب عن أمله في انطلاق المفاوضات بجدية وبسرعة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.
وجدد التأكيد على أن الهدف من المؤتمر هو تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تكون لها السيطرة على الجيش وباقي مؤسسات الدولة، يعقب ذلك حوار وطني وتشكيل دستور جديد وإجراء انتخابات.
أما الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي فأكد في المؤتمر الصحفي نفسه أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية، مشيرا إلى أن الحل السياسي هو الخيار الأفضل.
وشدد الإبراهيمي على عدم وجود أي شك لديه أن المفاوضات التي ستبدأ الجمعة ستكون صعبة، لكنه تعهد ببذل قصارى جهده لإنجاحها.
وقال مراسل الجزيرة في مونترو عامر لافي إن تمسك المعارضة السورية وداعميها والنظام السوري والمتحالفين معه بمواقفهم ألقى بظلاله على المؤتمر.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد الروسي المرافق له غادروا مونترو عائدين إلى موسكو، دون أن يتضح بعد سبب هذه المغادرة.
وفي مستهل الجلسة المسائية، ألقى وزير الخارجية القطري خالد العطية كلمة بلاده وهاجم فيها النظام السوري قائلاً إن من يتخذ شعار مكافحة ما يسمى الإرهاب هو من يمارس الإرهاب.
وشدد على ضرورة وقف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري.
وأضاف العطية أنه من أجل تحقيق أهداف جنيف2 لا بد من تحقيق عدد من المتطلبات الأساسية وفي مقدمتها تنفيذ مقررات جنيف1 والوقف الفوري للعمليات العسكرية داخل سوريا.
أما وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور فأكد من جهته أن تداعيات الأزمة السورية انتقلت إلى دول الجوار، حيث أصبح ما سماه الإرهاب يتحرك في المنطقة برمتها – ومن بينها لبنان – ويصبح عاملاً يعقد الوضع فيها.
وأعتبر أن الذين ينتقدون مشاركة حزب الله في سوريا يريدون صرف الأنظار عما سماهم الإرهابيين.
وطالب منصور بتضافر جهود الجميع لمحاربة الإرهاب وكشف الداعمين والمنظرين له، ورأى أن مؤتمر جنيف2 هو المخرج الوحيد لحل الأزمة في سوريا وانطلاق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري وإرساء السلام وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
خلافات كبيرة
وكانت الجلسة الافتتاحية شهدت خلافات كبيرة مع إصرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تدخل قوى خارجية في الشؤون السورية، كما شهدت الجلسة اتهامات متبادلة بين ممثلي النظام والمعارضة بالمسؤولية عما يسمى الإرهاب.
وأشار بان في كلمته إلى انتهاك جميع الأطراف حقوق الانسان، ودعا إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية بالكامل لكل المناطق المحاصرة.
وحث بان الجانبين على التوصل لتسوية شاملة تعتمد على إعلان جنيف1، وأقر بوجود تحديات عظيمة لكنها ليست من التحديات التي لا يمكن تخطيها.
أما كيري فقال في كلمته إن الأسد ليس له مكان في الحكومة الانتقالية لأنه فقد شرعية القيادة، معتبرا أن هناك خيارا واحدا فقط هو التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل.
وفي المقابل كرر لافروف موقف موسكو بضرورة عدم تدخل لاعبين خارجيين في شؤون سوريا الداخلية، وأقر أن المفاوضات لن تكون سهلة ولا سريعة، ولا ضمان لنجاحها مائة في المائة.
وشدد لافروف على ضرورة إشراك كل فئات المجتمع السوري ومنهم معارضة الداخل في هذا المؤتمر، وشدد على أهمية أن تكون إيران جزءا من الحوار الدولي.
أما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فرسم صورة لأعمال وحشية يرتكبها مقاتلو المعارضة الذين وصفهم بإرهابيين مدعومين من دول تحضر مؤتمر جنيف2.
وأصر على أن أي قوة خارجية لا يمكنها أن ترغم الأسد على التنحي. ودعا المعلم القوى الأجنبية إلى الكف عن مساندة ما سماه الإرهاب ورفع العقوبات المفروضة على دمشق.
وفي المقابل، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إن قوات الأسد هيأت الأوضاع لتنظيم القاعدة لينمو عن طريق استهداف جماعات المعارضة.
وأكد الجربا موافقة المعارضة بشكل كامل على مقررات جنيف1، ودعا الوفد الحكومي للتوقيع على هذه الوثيقة ليتم بعد ذلك نقل صلاحيات الأسد كاملة إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سوريا الجديدة.
آليات التفاوض
وكشف مصدر دبلوماسي غربي أن كيري ولافروف بحثا بعد كلمات افتتاح المؤتمر آليات التفاوض بين وفدي السلطة والمعارضة في سوريا.
وركز الوزيران في المحادثات بينهما على إعطاء الأمم المتحدة دورا بارزا في هذا الصدد.
وقال المصدر إن "كيري طالب الروس بموقف أكثر مرونة تجاه دعم حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات لا يكون للأسد دور فيها".
وأشار المصدر إلى أن "لافروف اعتبر أن الحل السياسي يجب أن يكون من الشعب السوري، وأنه لا بد من محاربة الإرهاب الذي سيكون خطرا على الجميع".
يأتي ذلك في وقت انتقدت فيه الولايات المتحدة بشدة ما وصفته بالخطاب التصعيدي لوفد النظام السوري خلال افتتاح المؤتمر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي "بدلا من تحديد رؤية إيجابية لمستقبل سوريا متعددة تضم كل الأطراف وتحترم حقوق الجميع، فضل النظام السوري إلقاء خطاب تصعيدي".
من جهته، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي مندوبين حضروا مؤتمر جنيف2 بنشر ما وصفها بأكاذيب ومعلومات مضللة، والتلاعب بالحقيقة، وقال للصحفيين في مونترو إنه كيف يمكن أن نتوصل إلى اتفاق ناجح إذا كان كل من يجرون المفاوضات يقفون في جانب طرف واحد.
واعتبر الزعبي أن "بعض الكلمات بدا متحدثوها وكأنهم سفراء تنظيمات إرهابية وليسوا سفراء دول أو حكومات دول"، مشددا على أن الرئيس الأسد لن يتنحى عن منصبه.
المصدر:الجزيرة + وكالات