المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

كوسوفو: المحكمة الدولية تصدر حكماً يدين القوات الصربية واليوغسلافية

كوسوفو: المحكمة الدولية تصدر حكماً يدين القوات الصربية واليوغسلافية

أصدرت "محكمة العدل الدولية" حكمًا في ٢٣ يناير الجاري يدين الجرائم التي ارتكبها المسؤولون الكبار في "يوغسلافيا" و"صربيا" خلال الحرب على "كوسوفو" ويحملهم المسؤولية.

وقد أكد ذلك الحكم أنه كانت هناك حملة عنف واضطهاد منظم وممنهج تحت إشراف السلطات والقوات اليوغسلافية والصربية ضد ألبان "كوسوفو"؛ حيث كانت هناك حوادث قتل متعمد واغتصاب، وتدمير مُمنهج للجوامع.

ومن جهتها رحَّبت رئاسة المشيخة الإسلامية في "كوسوفو" بقرار المحكمة الدولية الذي أكد القرار الصادر سابقًا في عام ٢٠٠٩ ضد المسؤولين الصرب.

وأصدرت رئاسة المشيخة الإسلامية بيانًا جاء فيه: "إن هذا القرار هو قرار صائب وأمل لتحقق العدالة؛ لذا نهنئ العدالة الدولية على اتخاذ هذا القرار، ولا زال الشعب الكوسوفي يعاني من آثار الحرب الأخيرة التي انتهت منذ ١٤ عامًا؛ حيث لا زال هناك أكثر من ١٧٠٠ مفقود، وما زال أهاليهم يعانون من عدم معرفة أماكن ذويهم".

ثم تابع البيان عرض بعض الجرائم التي سببتها تلك الحرب للمشيخة:

"لقد كانت المشيخة الإسلامية في "كوسوفو" – وخاصةً مساجدها – هدفًا للهجمات الممنهجة والهمجية للقوات العسكرية الصربية والميليشيات الصربية، ولقد قمنا باستمرار وخلال ١٤ عامًا بالتعبير عن قلقنا حول هذا الأمر الذي أكدته المحكمة الدولية اليوم.

لقد سجلت المشيخة الإسلامية ٢١٤ جامعًا مدمرًا ومحروقًا، وعشرات من الأئمة والمؤذنين والخطباء، وطلاب كلية الدراسات الإسلامية وطلاب "مدرسة علاء الدين الشرعية" الذين قُتِلوا.

العالم المتحضر اليوم يعتبر المساجد في أي مكان وفي "كوسوفو" أيضًا مكانًا للأمن والسلام والرحمة؛ لذا أي تعرض لها هو جريمة كبيرة.

ومنذ ذلك الوقت طالبت المشيخة الإسلامية بالعدالة للأضرار التي لحقتها خلال الحقبة الشيوعية؛ حيث اغتصبت الكثير من أملاكنا من الأوقاف، ومن ثَم خلال الهجوم الصربي المستمر الذي تسبب في تدمير وإحراق للمباني التابعي لها؛ حيث ترك هذه المؤسسة في ظروف صعبة جدًّا نعاني منها حتى الآن، ولم نتمكن من إزالتها".

وطالب بيان رئاسة المشيخة الإسلامية العدالة الدولية وجميع المؤسسات الدولية بالتعويضات اللازمة عن تلك الأضرار الناتجة، انطلاقًا من جميع الحقوق المضمونة دوليًّا، التي أكدتها المحكمة الدولية بهذا الحكم.

كما طالب البيان الحكومة الكوسوفية بأن ترفع صوتها لدى الأصدقاء الدوليين لإيصال هذا الطلب العادل للمشيخة الإسلامية في تعويض الأضرار التي سببها النظام المتسلط الصربي اليوغوسلافي.

وختمت المشيخة الإسلامية بيانها بالتأكيد على أنها تؤمن بأن الطريق تجاه السلام والهدوء والتطور والازدهار، إنما يتم بتحقيق العدالة للجميع، بغض النظر عن الانتماء.

المصدر: شبكة الألوكة