إدارة الأخبار
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن قوات روسية سيطرت على ثاني مطار عسكري في شبه جزيرة القـرم جنوب أوكرانيا.
وقد أعلن مطار سيمفروبول عن إغلاق المجال الجوي وإلغاء الرحلات.
وقد أعلن الجيش الأوكراني حالة الطوارئ القصوى في صفوف قواته في القـرم بعد اتهامه موسكو بإرسال مزيد من الجنود.
واتهم وزير الدفاع الأوكراني موسكو بإرسال ستة آلاف جندي إضافي إلى الأراضي الأوكرانية.
وكان رئيس حكومة منطقة القرم في جنوب أوكرانيا سيرغي أكسيونوف قد دعا موسكو للمساعدة على إعادة ما وصفه بالسلام والهدوء إلى شبه الجزيرة التي أعلن الجيش الأوكراني حالة التأهب فيها.
وأكدت مصادر في الكرملين أن موسكو لن تتجاهل هذه الدعوة، وسط تحذير أميركي ودعوة لإرسال بعثة وسطاء.
وقال رئيس حكومة منطقة القرم أكسيونوف الذي عيّن أخيراً من قبل البرلمان بشبه الجزيرة في خطاب نقلته وسائل الإعلام الروسية "نظرا لمسؤوليتي عن حياة وأمن المواطنين، أطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة على ضمان السلام والهدوء على أرض القرم".
وفي المقابل، أفادت الأنباء الواردة من الكرملين – بحسب وكالة الصحافة الفرنسية – بأن روسيا لن تتجاهل طلبات المساعدة من قبل قادة القرم، حيث يقوم مسلحون مجهولون بدوريات في محيط مطاري شبه الجزيرة.
انتهاك سيادة
غير أن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أكد أن بلاده لن تنجر إلى صراع عسكري جراء ما وصفه بالاستفزازات الروسية في القرم، ودعا موسكو إلى وقف التحركات العسكرية هناك.
وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت في وقت سابق عن وزارة الخارجية الأوكرانية إعلانها في بيان أنها أرسلت مذكرة احتجاج إلى روسيا بسبب خرق المجال الجوي الأوكراني وانتهاك السيادة الأوكرانية، وعدم التقيد بالاتفاقية الموقعة في 28 مايو 1997.
غير أن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نفى الاتهامات الأوكرانية لبلاده بالتدخل العسكري في شبه جزيرة القرم.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن تحركات المدرعات التابعة للأسطول الروسي في سيمفروبول مطابقة بالكامل للاتفاقيات الروسية الأوكرانية.
وهو ما أكده تشوركين الذي قال إن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتماشى مع الاتفاقية الموقعة بين موسكو وكييف.
وكان مسؤول أوكراني قال أمس الجمعة إن أكثر من ألفي جندي روسي يشاركون في "غزو مسلح" لإقليم القرم بعد أن تم إنزالهم من الجو في سيمفروبول عاصمة الإقليم.
يشار إلى أن مسلحين موالين لروسيا استولوا صباح الجمعة على مطارين في منطقة القرم الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي، في خطوة وصفتها القيادة الجديدة للبلاد بأنها "غزو واحتلال".
وردا على الموقف الروسي، قال مسؤول أميركي إن الرئيس باراك أوباما يبحث مع قادة الاتحاد الأوروبي إمكانية عدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني المقررة في منتجع سوتشي الروسي إذا ما تأكد أن موسكو أرسلت قوات إلى أوكرانيا.
وعلى صعيد متصل، حذر أوباما موسكو من تبعات أي تدخل عسكري في أوكرانيا. وقال البيت الأبيض إن هناك ثمنا ستدفعه موسكو لتدخلها في الشأن الأوكراني.
بعثة وساطة
في هذه الأثناء، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور أن بلادها طلبت إرسال بعثة دولية للوساطة في قضية شبه جزيرة القرم، داعية روسيا لسحب قواتها من هناك.
وأشارت إلى أن بلادها تشعر بانزعاج بالغ بسبب تقارير تتحدث عن انتشار عسكري روسي بمناطق في أوكرانيا.
وقد عقد مجلس الأمن أمس الجمعة اجتماعا طارئا للتعبير عن دعمه وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها وسيادتها، وشدد على أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في البلاد.
وذكر السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك لايل غرانت أن مجلس الأمن "سيجتمع بشكل دوري للبحث في موضوع أوكرانيا بحال استمرت الأزمة"، لكنه لفت إلى أن بعثة الوساطة التي تقترحها واشنطن "لا تتطلب موافقة المجلس".
وفي ما يتعلق بمصير الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، فإن مكتب المدعي العام بكييف أكد أنه بدأ باتخاذ خطوات لطلب تسلمه من موسكو بعد أن ظهر في جنوب روسيا، وأعلن تمسكه بأنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد.
وكان المدعي العام الأوكراني أصدر مذكرة توقيف في حق يانوكوفيتش بتهمة القتل الجماعي بعد سقوط نحو مائة قتيل في اشتباكات بين الشرطة وقوات الأمن أثناء احتجاجات اندلعت عقب رفض حكومته التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي.
المصدر: الجزيرة + وكالات