من أقدار الله الحانية على هذه الأمة وإعمالاً لسنة التدافع القائم بين الحق والباطل فقد صادفت هذه الموجة الكاسحة من الغزو الفكري عبر الوسائط التي تعددت، وكثر استخدامها وخف على الناس حملها؛ مع الكثير من المؤامرات الموجهة تجاه العقائد والأخلاق. صادف كل ذلك ما يوازيه من صحوة شبابية ووعي متوثب لهذه الأجيال بقيم الدين الحنيف، […]
من أقدار الله الحانية على هذه الأمة وإعمالاً لسنة التدافع القائم بين الحق والباطل فقد صادفت هذه الموجة الكاسحة من الغزو الفكري عبر الوسائط التي تعددت، وكثر استخدامها وخف على الناس حملها؛ مع الكثير من المؤامرات الموجهة تجاه العقائد والأخلاق.
صادف كل ذلك ما يوازيه من صحوة شبابية ووعي متوثب لهذه الأجيال بقيم الدين الحنيف، وتمسك بأوامره مع تعالي واضح فوق الخرافة والدجل.
شاع بين طبقات المجتمع وخصوصاً فئات الشباب منهم استخدام المصطلحات والمفردات الدينية، وكثر تزين خلفيات الأجهزة المحمولة والحواسيب بالآيات القرآنية، أو نصوص الأحاديث النبوية أو بعض الحكم الموروثة من السلف.
مع نغمات تؤكد حقيقة إنتماء هؤلاء الناس للدين كما وظفت خدمة لحنها بصورة أكبر للأدعية والأناشيد الدينية والمدائح النبوية كل هذا مع وجود القدر الأكبر من القنوات الفضائية الداعية للموجون والتبرج وإقامة العلاقة العاطية خارج إطار الشرع ونشر للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ولكن في المقابل أصبح هذا المجون المتكلف لقاح ضد الانحراف، وانقلب السحر على الساحر، وصار الكذب الصراح رصيد في حق الدعاة، وأصبح عند العقلاء وما أكثرهم بفضل الله مشاهدة القنوات الفضائية تندراً تحت مظلة من لا يعرف الشر يقع فيه.
لا شك أن المؤامرة كبيرة تقد تصيب من يدرك أبعادها بالإحباط ولكن اتباع المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لا تبلغهم روح اليأس أبداً، ولا يدخلون سرداب العزلة، ولن يكونوا ضحية تنتظر الجزار.
ولن يتقي أحدهم السيف بثوبه لأن الأمر من الوضوح بمكان قتال بين إسلام وكفر وليس فتنة يلتبس فيها على الناس الأمر، بل يعملون ما وسعهم العمل ويحتالون لدينهم ما طابت لهم الحيل بعيداً عن ما يسخط الله فيدورون بفكرهم حول هذا التنين ليعرفوا من يأين يمكن أن ينفذ السهم في مكان قاتل.
وهم مع ذلك يتيقنون في نصر الله ومعيته، ولو بعد حين ومن الكيد العظيم الذي اهتدى له العلماء العاملون في حقل الدعوة أن يزاحموا الباطل منازلة ومفاصلة من خلال إنشاء القنوات الفضائية، وخذ لذلك مثلاً قناة الرحمة والمجد بكل تفرعات والبصيرة والأصالة والبرهان وطيبة والفجر والحوار والأحواز وصفاء وغيرها.
مما كان له أطيب الأثر على نفوس المسلمين في أنحاء العالم خصوصاً في أوربا والأمريكتين.
وكذلك من الكيد العظيم والحيلة الجليلة فكرة إنشاء الأحزاب لتمثل تنظيم للصفوف المبعثرة وتوظيف للجهود المهدرة، وأنا هنا لا أشك أن القائمين على أمر هذه الأحزاب صانوها من رجس الجاهلية وحادوا بها عن لوثة الجبت والطاغوت وجعلوها كالسفينة وسيلة للنجاة وإن كانت تمشي على الهلاك بعينة .
على هذا الأساس من متانة الخلق وسلامة الدين أنا مع قيام حزب يدع للعمل من أجل إعادة الدين لقواعده سلاماً حزب يمثل داراً يأوي إليها المهاجرون، ويحتمي بها الخائفون من هجير القبلية ولفيح الوطنية.
حزب يستصحب معه صلاح المجتمع بكل فئاته خصوصاً تلك التي عزلت عمداً في زيها وطبعها ونظامها أعني المؤسسة العسكرية والشرطية فلا صلاح لأمة إلا بصلاح حراس الفضيلة وحماة الحدود.
كذلك العناية بالتعليم فعليه تنهض الأمة في الصناعة والاقتصاد والزراعة والمهن الطبية، بل كل مرافق الخدمة المدنية، حزب يقوده الإصلاح لا المصلحة، والوسيلة عنده ما كانت مع الشرع، داره الإسلام بحدوده العقدية والتعبدية والأخلاقية مكتوب على مدخلها (يا أيها الناس ادخلوا في السلم كافة…) سفيره : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيينا …)
برنامجه لكل وزارة آية تعمل تحت ظلالها الوارفة حزب نتداعى إليه بقوة جذب تنسيناً مرارة الأحزاب الدينية ذات التجارب الفاشلة حزب لا ينسخ خيار العمل المسلح، ويحترم خيار المجاهدين فإن حماية الدين تعد من أولى الأولويات ويسعى لترتيب ذلك وفق ما تقضتيه المعارك من ظروف ومناخات.