إدارة الأخبار
خرجت الجمعة مظاهرات في عدد من مدن ليبيا للتنديد بدعوة مجلس النواب الليبي (البرلمان) إلى تدخل أجنبي بحجة حماية المدنيين، وبما وصفت بمحاولات الانقلاب على ثورة السابع عشر من فبراير.
ونظمت المظاهرات في ساحات وميادين عامة بمدن، بينها طرابلس العاصمة ومصراتة والزاوية وبنغازي ونالوت ومسلاتة.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بدعوة مجلس النواب قبل أيام إلى تدخل أجنبي، ورددوا هتافات مناهضة للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن منذ أسابيع عملية عسكرية باسم "الكرامة" شرقي ليبيا.
وبينما يقول حفتر – الذي يقود ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" – إن العملية تستهدف مجموعات "إرهابية" في بنغازي ودرنة على وجه الخصوص، يتهمه الثوار الذين شاركوا في ثورة السابع عشر من فبراير 2011 بالسعي إلى بناء نظام عسكري على شاكلة نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
ويقول الثوار أيضاً إن ما يوصف بعملية الكرامة وسيطرة مليشيات مسلحة على مرافق الدولة ومن بينها مطار طرابلس الدولي يعبر عن "الثورة المضادة".
وفي مواجهة الانتقادات التي تعرض لها، والتي دفعت عدداً من النواب إلى الانسحاب من جلساته في مقره الحالي بمدينة طبرق شرقي ليبيا.
أصدر مجلس النواب الليبي بيانا أوضح فيه أنه دعا إلى تدخل دولي لحماية الليبيين لأن دعوته إلى إنهاء القتال في طرابلس وبنغازي لم تلقَ استجابة.
وفي هذا السياق، اتهم مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني مجلس النواب الليبي باستعداء الأمم المتحدة ضد ليبيا.
وقال في مقال له بعنوان "قرار البرلمان بالتدخل الأجنبي" إن انعقاد مجلس النواب في مدينة طبرق أمر استنكرته الاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي عبرت عن استيائها الجمعة الماضية من انعقاده بهذه الصورة، حسب تعبيره.
مساعٍ للهدنة
في الأثناء، يعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد إلى ليبيا برناردينو ليون زيارة طرابلس مطلع الأسبوع القادم في محاولة للتوصل إلى هدنة تضع حدا للاشتباكات المستمرة منذ أسابيع في بعض مناطق المدينة.
وقال ليون في بيان نشره مكتبه الجمعة إنه يتعين الاتفاق على وقف حقيقي لإطلاق النار في طرابلس، وأن يجري الطرفان محادثات برعاية الأمم المتحدة بنية حسنة، وألا يقع استغلال لتلك المحادثات كي يعيد كل طرف تنظيم صفوفه.
وتدور الاشتباكات في جنوب طرابلس بين ما تسمى قوات "أمن واستقرار ليبيا" المحسوبة على ثورة السابع عشر من فبراير, والتي تشن ما سمي "عملية فجر ليبيا"، وبين كتائب الصواعق والقعقاع والمدني المتهمة بضم عناصر من النظام السابق.
وتسبب القتال الدائر في طرابلس في خسائر بشرية في الطرفين, وفي خروج بعثات دبلوماسية.
على صعيد آخر, قتل مصري الجمعة بالرصاص في الجانب الليبي من معبر رأس الجدير الحدودي بين تونس وليبيا. وقالت وكالة الأنباء التونسية إن المواطن المصري قتل أثناء محاولة أكثر من ألف مواطن ليبي العبور باتجاه تونس.
وأضافت الوكالة أن أكثر من 1200 مصري دخلوا من المعبر ونقلوا على متن حافلات نحو مطار قابس الدولي (جنوب شرقي تونس)، حيث تنقلهم من هناك طائرات مصرية.
المصدر: الجزيرة + وكالات