المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

الحوثيون يستغلون سيطرتهم على الإعلام في الإساءة للمقدسات

الحوثيون يستغلون سيطرتهم على الإعلام في الإساءة للمقدسات

أثارت قصيدة مسيئة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نشرتها صحيفة “الثورة” الرسمية التي يسيطر عليها تحالف الحوثي – صالح الانقلابي في اليمن، اليوم الأربعاء، أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط الشعبية والإعلامية، داخل اليمن وخارجه.

واعتبرها ناشطون وإعلاميون يمنيون في تصريحات لهم سابقة خطيرة، مؤكدين بأن إقدام الصحيفة الرسمية الأولى في البلد على المجاهرة بسب أم المؤمنين عائشة يكشف مدى تغلل الفكر “الرافضي” في مؤسسات الدولة اليمنية منذ انقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤..

في وقت سارع رئيس تحرير الصحيفة المعين من طرف الحوثيين، تحت ضغط الغضب الشعبي، إلى إعلان براءته مما نشر، كما أعلنت مليشيات الحوثيين فتح تحقيق في القضية.

وكانت صحيفة “الثورة” الرسمية، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ اجتياحهم العاصمة صنعاء، نشرت في صفحتها الأخيرة قصيدة باسم مستعار “همدان اليماني”، تتعرض بالإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها..

وتتهجم القصيدة على المملكة العربية السعودية، لدورها في قيادة التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، والإطاحة بالمشروع الإيراني التدميري في المنطقة، والذي يعد المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم أحد أدواته.

وأبدى الصحافي اليمني محمد العمراني صدمته “بما نشرته صحيفة الثورة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي من إساءة مدانة ومرفوضة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها”، مضيفاً: بأن “هذه الإساءة يرفضها حتى العقلاء من الحوثيين ناهيك عن غيرهم“.

وأضاف العمراني بأنه “إذا كان رئيس تحرير الصحيفة قد اعتذر والجماعة قد فتحت تحقيقاً في القضية كما نشر فهذا شيء جيد، ويحسب لها، لكن الإشكالية أن هذا توجه موجود لدى مرجعية الجماعة ومؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، ففي ملازمه ومحاضراته حملة على الصحابة أمثال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكذلك الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه“.

وتساءل الصحافي العمراني ما إذا “كان لدى جماعة الحوثيين استعداد للبراءة من هذه الأدبيات ومراجعة هذه الملازم ؟!

وكان مسلحو مليشيات جماعة الحوثي اقتحموا، مطلع يناير العام الجاري، منزل رئيس مجلس إدارة صحيفة “الثورة” الرسمية اليمنية، فيصل مكرم، الذي جرى تعيينه بموجب قرار جمهوري من الرئيس المعترف بشرعيته عبده ربه منصور هادي، حيث أجبروا الصحافي مكرم على تقديم استقالته من الصحيفة تحت تهديد السلاح، وصادروا منه ختم الصحيفة، وسط حالة من الرعب والتهديد له ولأطفاله وأسرته..

ثم قاموا بتعيين أحد الموالين لهم يدعى عبدالله صبري، وهو عضو مؤتمر الحوار الوطني وقيادي في حزب اتحاد القوى الشعبية أحد ثلاثة أحزاب إمامية، إلى جانب حزب الحق وحزب الأمة، تمثل رافعات سياسية للزيدية السياسية والفكر الخميني في اليمن.

واعتبر الصحافي ناصر الصانع، لـ”الإسلام اليوم”، بأن ما حصل يعتبر “إساءة علنية لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها”، وأنه “لا علاقة لهذه الإساءة بحرية التعبير والرأي، لسبب بسيط جداً أنهم نشروا تلك الأبيات المسيئة باسم وهمي ومجهول كي يتبرؤون منها بعد ذلك“.

ولم يستبعد الصحافي الصانع بأن يكون “ما نشر في صحيفة الثورة بمثابة توجه مرسوم ومخطط له وتعمد في تغذية الصراعات الطائفية المقيتة واستفزازاً للمجتمع اليمني المحافظ“.

من جانبه، علق الصحافي أمجد خشافة على اعتذار رئيس تحرير “الثورة” المعين من طرف الحوثيين، بقوله: “إن هذا الاعتذار لا يشفع له اطلاقاً، باعتبار أن الصحيفة نشرت الشتيمة بينما لا يزال اسمه موجوداً في الصحيفة..

إضافة أنه لا بد عليه أن ينشر ورقة الاستقالة أمام الرأي العام حتى يعرف الجميع أنه لم يعد مسؤولا عن الصحيفة فيخرج من دائرة الإدانة التي تسببت في استفزاز لمشاعر الغالبية العظمى الشعب اليمني، التي اعتبرتها جزءاً من السلوك الطائفي  الذي تمارسه جماعة الحوثيين“.

وأضاف خشافة بأن “هذه الاستفزازات ليست جديدة على جماعة الحوثي بل فجروا قبلها مساجد سنية كثيرة، واختطفت أئمة مساجد، ودعاة دينيون، وهدموا دور تعليم القرآن الكريم“.

في السياق أيضاً أجرى الكاتب اليمني عمار العولقي مقارنة لاختبار مصداقية الحوثيين في الاعتذار عن هذه الإساءة لمقدسات اليمنيين ومشاعرهم، بالاعتذار الذي خرج به زعيم الحوثيين قبل عدة أشهر عندما أقدم مسلحوه على مهاجمة أحد المعسكرات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح.

وقال العولقي: “عندما هاجم مسلحون حوثيون قيادة القوات الخاصة في منطقة الصباحة (شمال العاصمة صنعاء)، خرج عبدالملك الحوثي -رأس هرم جماعة أنصار الله- ليعتذر للزعيم (صالح) وأنصاره”..

مضيفاً: “اليوم حصلت إساءة لأم المؤمنين عائشة، أمي وأم مليار مسلم، فهل ترقى هذه الخطيئة لأن يخرج زعيم الحوثيين ليعتذر للمسلمين أم يوكّل أحد أدنى أراذلهم ليصرح ان هذه الإساءة -رغم نشرها في صحيفة رسمية- لا تمثل حركة أنصار الله؟!”.

وكان الناشط السياسي والحقوقي المحامي هائل سلام أبدى استغرابه من سلوك الحوثيين، الذين قال إنهم “يغضون الطرف عن شتم عائشة في صنعاء، ويتباكون على إحراق كنيسة في عدن”، كما انتقد هبوط المستوى الفني، بل انعدامه، لما أسمي بالقصيدة، التي تضمنت الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

المصدر: الإسلام اليوم