إدارة الأخبار
في خطاب لافت لم يثبت صدقه على الأرض قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “جماعة الإخوان المسلمين هي جزء من الشعب المصري”، متناسيا ما أقدم عليه إبان الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب ينتمي للجماعة ذاتها والأفعال التي رافقت الاحتجاجات على ذلك الفعل، إذ راح ضحية اعتصامي ميداني رابعة والنهضة الآلاف من المصريين.
وبعد أكثر من عامين على الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، يخرج اليوم علينا ملمَحا إلى إمكانية عودة الجماعة التي قتل الآلاف منها وأدرجها على لوائح الإرهاب، إلى الحياة السياسية والمشاركة في عملية صنع القرار!
تصريحات السيسي جاءت بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أسابيع قليلة ومنيت بفشل ذريع، إذ لم تتجاوز نسب التصويت الـ10%، في إشارة إلى أن الشعب المصري يرفض المشاركة في انتخابات تحت إمرة رئيس انقلابي يعوم نظامه على كم هائل من الفساد المالي والإداري.
ويمضي السيسي في تصريحاته التي أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، ونشرت اليوم الأربعاء، بالتأكيد على أن “المئات من الذين حكم عليهم بالإعدام في القضايا المتعلقة بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي لن تنفذ بحقهم الأحكام”، معقبا “إما لأنهم سيستأنفونها أو لكونهم حوكموا غيابيا”، وهو ما يشي بأن النظام الانقلابي يمر بمرحلة مأزومة سياسيا واقتصاديا وحتى أمنيا.
السيسي الذي فشل في نظر الكثيرين بأخذ البلاد إلى بر الأمان، يمر نظامه اليوم بمرحلة استثنائية ومنعطف حرج، فهو وصل بحسب كثيرين إلى مرحلة أصبح فيها يغازل جماعة انقلب على رئيس خرج من رحمها، واعتبرها بأنها العدو الوحيد له ولأركان نظامه وقت إذ.
وفيما يجهد السيسي لإنقاذ نفسه ونظامه من مستنقع الفساد والأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر، والتي وصلت إلى مرحلة سيئة جدا، يستجدي الغرب بتصريحاته الأخيرة بالقول على “الغرب تفهم التهديدات التي تواجهها مصر حيث قتل المسلحون الجهاديين 600 على الأقل من رجال الأمن في السنتين الأخيرتين”.
ويأتي نشر تصريحات السيسي، في أعقاب مغادرته، صباح الأربعاء، القاهرة متجها إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، وسط انتقادات كبيرة للزيارة من قبل مجلس اللوردات الأحزاب البريطانية، حيث يعتبره البعض “سفاحا” بحق شعبه.
وشهدت الفترة الماضية، توالي دعوات من نشطاء حقوق الإنسان في بريطانيا، إلى سحب الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، للسيسي لزيارة البلاد، كما شهدت زيارات سابقة للرئيس المصري، لبلدان غربية تجمعات مستمرة من مناهضين لنظامه، لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية التي زارها مؤخرا.
ومنذ الانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي على أول رئيس مدني منتخب بمصر في 3 يوليو/تموز 2013، واجهت جماعة الأخوان المسلمين أزمة كبيرة مع السلطات وصلت لاعتبارها “جماعة إرهابية” في ديسمبر/ كانون أول 2013، وهو ما اعتبره “الإخوان” قرارا سياسيا ردا على موقفها من رفض الاعتراف بالسلطة القائمة واعتبارها وليدة انقلاب عسكري على الرئيس مرسي.
ومنذ ذلك التاريخ يحاكم الآلاف من قيادات وكوادر جماعة الإخوان، أمام المحاكم المصرية بتهم “ارتكاب العنف والتحريض عليه”، فيما تعتبرها الجماعة تهمًا سياسية غير عادلة، وتؤكد التزامها المسار السلمي في مواجهة الانقلاب، رغم قتل النظام الذي يقوده السيسي للآلف من كوادرها ومن أبناء الشعب المصري إبان رفضهم الانقلاب على الرئيس مرسي.
المصدر: الإسلام اليوم