أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني الجديد الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، كشف عن ترتيبات لإجراء حوار شامل مع القوى السياسية لتحقيق الوفاق الوطني، والاستقرار والتعاون من أجل مصلحة الوطن. وفي الأسبوع الماضي قال أحمد إبراهيم الطاهر إن المؤتمر الوطني سيفاجئ الجميع بحوار مفتوح مع كل القوى السياسية، ومما فهمناه من الحوار المفتوح أنه بلا شروط ولا […]
أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني الجديد الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، كشف عن ترتيبات لإجراء حوار شامل مع القوى السياسية لتحقيق الوفاق الوطني، والاستقرار والتعاون من أجل مصلحة الوطن.
وفي الأسبوع الماضي قال أحمد إبراهيم الطاهر إن المؤتمر الوطني سيفاجئ الجميع بحوار مفتوح مع كل القوى السياسية، ومما فهمناه من الحوار المفتوح أنه بلا شروط ولا سقوف ولا ترتيب أجندة..
صحيفة "الحياة" اللندنية أيضاً نقلت عن مصادر بالحزب الحاكم حديثاً عن ترتيبات واتصالات سرية للحوار مع القوى السياسية من أجل الوفاق وتكوين حكومة ذات قاعدة عريضة تسبق الانتخابات وربما المقصود "تدير الانتخابات"..
هكذا هم دائماً رجال المؤتمر الوطني يتسابقون نحو ميدان "التخدير" حتى لا يسبقهم "الآخرون" نحو ميدان "التحرير"، هكذا هم دائماً عندهم لكل مرحلة "مسكناتها" الخاصة بها وغرف التخدير الملحقة بهكذا "عمليات".
فكم مرة سمع الناس عن الحوار مع القوى السياسية، وعبارات الوفاق الوطني ولم الشمل ووحدة الصف وتماسك الجبهة، وما إلى ذلك من الحديث الممجوج الذي أصبح لا طعم له ولا رائحة من كثرة تكراره ونهاياته المبتورة والموتورة..
المؤتمر الوطني لن يستطيع تجاوز العقدة، فهو حزب مسكون بمرض الشعور بـ (الأبوية) والوصايا على الآخرين، وهو شعور يصوّر له الآخرين أشبه بـ (القُصَّر) الذين هم بحاجة ماسة لـ (وصي) يرسم لهم خريطة طريق المستقبل..
المؤتمر الوطني ينظر إلى القوى السياسية التي يبشر بالحوار المفتوح معها بلا سقوف وبلا شروط على أنها أحزاب "عميلة" ومجموعة خونة ومارقين أو أنها أحزاب ميتة بلاحراك، فإذا لم تتغيّر هذه النظرة "الاستعلائية" للقوى السياسية لن يكون هناك حوار جدي ومتكافئ يفضي إلى نتائج مرضية لكل فرقاء السياسة..
المؤتمر الوطني بذاك الفهم يريد أحزاباً "مهلهلة" وهلامية وممزقة يقطُرها حيث يشاء، تسير وراءه أينما سار، تبصم حيث يريد، لا تسؤها تبعية، ولا يقلق مضجعها السير خلف عربة "القندران"، ولا شك أن هناك من يرتضي هذا الوضع، ومن يرتضي فلن يشرف أهل السودان أن يكون ممسكاً بخطام قيادته، وهناك بالطبع من يرفض ويلوي سوالف العز إباءً وكرامة، لأنه يمثل شعباً كريماً وليس مجموعة أشخاص نفعيين وعناصر انتهازية..
التدثر بثياب (الأبوية) والوصايا وضع مرفوض لا يقبله الوجدان السليم، والإصرار عليه استبداد ممقوت يتناقض مع الفطرة السوية التي ترفض الوصايا، والرضوخ له حالة انتهازية، ولهذا كله لا بد من مراجعة ووقفة حقيقية حتى لا تصبح الدعوة للحوار كسابقاتها، لا يقبل عليها إلا الانتهازيون وصائديو الفرص الثمينة والوصوليون الذي أقعدوا هذه البلاد كثيراً لأنهم منافقون مردوا على النفاق لا تهمهم إلا أنفسهم..
نريد نظرة إستراتيجية للحوار لا تلك التي لا تتجاوز موضع القدمين وأرنبة الأنف..
نريد تجرداً من أجل أن يحيا الوطن عزيزاً كريماً..
نريد تنازلات من "الوطني" لـ (الوطن) وليس لأشخاص ومحاصصة وترضيات، فربع قرن من الزمان يكفي ولو كان في حكمه صلاح للبلاد والعباد فقد أصابنا خير كثير.
المصدر: الانتباهة