المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

البشير يعد بإصلاحات تضمن سلامة الانتخابات

البشير يعد بإصلاحات تضمن سلامة الانتخابات

تعهَّد الرئيس السوداني عمر البشير بإجراء إصلاحات في الدستور والقوانين واتخاذ إجراءات وترتيبات، تضمن سلامة سباق الانتخابات، ووعد خلال خطاب تابعه ملايين السودانيين بإتاحة الحريات، وحدد أربعة مرتكزات تجعل مما أسماه "الوثبة" ممكنة وبالغة.

وقال الرئيس، في خطاب وجهه للسودانيين، مساء الإثنين، إن المؤتمر الوطني الحاكم الذي يترأسه، "مُقرٌّ بأن مزيداً من الترتيب والإصلاح مطلوب للتقدم بأجندة العمل السياسي طوراً آخر على مستوى الدستور والترتيبات والإجراءات التي تضمن سلامة السباق وإفساح آفاق التهيؤ له والإقبال عليه أمام الجميع".

وأوضح البشير أن هذا يعني "الدستور الكافل والقانون المنظم والحكم المستقل والشاهد العدل والمجتمع المشارك، بلا قيد أو وصاية". وتابع "ليعلم مالك الأمر في النهاية أن قراره هو الفيصل قبل أن يصدر حكماً من الآخرين سواء أكانوا متنافسين أو عدول شهود العالم".

وحُظي خطاب البشير بحضور كبار معارضيه، على رأسهم زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، وأكد الرئيس أن نيته صادقة، وطالب جميع السودانيين بأن يقبلوا عليها بصدق. وأشار إلى أن بسطهم في حجتهم في أمر الحرية والحكم "توعية لا فهلوة".

وأكد أن الفعل السياسي ليس كله متعلق بالانتخابات، لكن هناك أيضاً فضاءً واسعاً للحريات سواء أكانت فردية أو اجتماعية أو اقتصادية.

ودعا البشير المؤتمر الوطني الحاكم وبقية الأحزاب بالتهيؤ للمرحلة القادمة. و"الترفع عن التعامل التكتيكي مع أمهات القضايا"، مؤكداً أن دعوته تشمل الحركات المسلحة شريطة أن تتخلى عن العنف.

وأقر بأن الصراع في دارفور والمنطقتين "ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق" يستدعي تصحيح رؤية السودانيين للهوية. وقال إن الواقع يتطلب اجتماع السودانيين. وقطع بأن الإصلاح ليس من أجل الحزب بل من أجل إصلاح وطني شامل.

وقال الرئيس إن ثمة ظروف ساهمت في تأخير إعلان ما أسماه "الوثبة"، منها فترة الانتقالية بعد توقيع اتفاق السلام، ثم انفصال جنوب السودان. وأضاف أن الانتظار فترة أخرى لم يكن خياراً جيداً "لأنه سيحيل طاقة الوثوب إلى طاقة غير مسددة"

وأشار إلى أن "الشعب السوداني أفلتت من بين يديه الفرصة تلو الفرصة منذ 60 عاماً، والوقت الذي يمر هو وقت الشعب السوداني"

وأوضح أن الوثبة تتطلب أربعة مرتكزات لتصير ممكنة وبالغة، وقال إنها تشمل السلام، المجتمع السياسي الحر، الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر إلى أفق القوة المستطاعة، وإنعاش الهوية السودانية.

وأكد أن وقف الحرب الأهلية خطوة لا بد منها، موضحاً أن ترسيخ السلام ليس بالإجراءات فقط، بل يتطلب إقبال الناشطين، كما أنه يحتاج إلى جهد أكبر من التعارك.

وأبان أن المؤتمر الوطني يرى أن وثبة السودان ليست ممكنة إذا استثنت حزباً أو قبيلة أو قوماً. وقطع بأن المرحلة المقبلة تتطلب حواراً شاملاً وجدياً.

المصدر: شبكة الشروق