انهارت المفاوضات المباشرة بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بالعاصمة الإثيوبية بعد ثلاثة أيام من انطلاقتها. ووصلت المفاوضات لطريق مسدود في أعقاب خروج قطاع الشمال عن مسار القضية والتفويض المحدد لمعالجة الأزمة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي. وأعلن رئيسا الوفدين توقف المفاوضات المباشرة بينهما بعد اجتماع عقد أمس ولم تتجاوز مدته نصف ساعة، وأعلنا أن طريقة […]
انهارت المفاوضات المباشرة بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بالعاصمة الإثيوبية بعد ثلاثة أيام من انطلاقتها.
ووصلت المفاوضات لطريق مسدود في أعقاب خروج قطاع الشمال عن مسار القضية والتفويض المحدد لمعالجة الأزمة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.
وأعلن رئيسا الوفدين توقف المفاوضات المباشرة بينهما بعد اجتماع عقد أمس ولم تتجاوز مدته نصف ساعة، وأعلنا أن طريقة الحوار بينهما غير مجدية.
ورفعا الأمر للوساطة الإفريقية التي بدأت اجتماعاً مع كل طرف على حدة للاستماع لوجهة نظره، وتحديد إعلان توقف المفاوضات أو استمرارها بشكل غير مباشر عن طريق تبادل المذكرات عبر وسيط.
تراجع مفاجئ
أطلقت الحركة الشعبية قطاع الشمال رصاصة الرحمة على المفاوضات المباشرة بتراجعها المفاجئ عن الموقف المتفق عليه مع الحكومة وتنصلها من المواقف السابقة في التفاوض، والتراجع عن النقطة المشتركة في تحديد الأجندة التفاوضية المتعلقة بالمنطقتين والملفات الثلاثة الإنسانية والأمنية والسياسية.
وعلمت "الإنتباهة" أن الحركة الشعبية قطاع الشمال تراجعت عن الموقف والطلب الخاص من الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بالجلوس كسودانيين لمناقشة القضايا.
وأن الوساطة الإفريقية وعدداً من الوسطاء وبعض المبعوثين يحاولون إنقاذ المفاوضات من الانهيار الكامل بعقد سلسلة من اللقاءات المتواصلة مع الوفدين استمرت حتى وقت متأخر من الليل.
ضغوط الحلفاء
وعزا رئيس وفد الحكومة البروفيسور إبراهيم غندور التغيير المفاجئ في موقف الحركة لضغوط مُورست عليها من حلفاء الحركة في الجبهة الثورية.
وأبلغ رئيس الوفد الحكومي إبراهيم غندور الصحافيين أن وفد الحركة فاجأهم بموقف مغاير وأعلن رفضه الاتفاق الثلاثي بشأن الوضع الإنساني.
واشترط القبول باتفاق "نافع ــ عقار"، كما رفض حصر التفاوض حول المنطقتين.
وأوضحت الحكومة أن وفد الحركة الشعبية المفاوض بقيادة ياسر عرمان طرح ورقة لا علاقة لها بالقضية من حيث جذورها ومرجعيتها ومحاورها المحددة من قبل الوساطة، واقحم قضايا لا علاقة للمنطقتين بها.
(20) دقيقة
ومن جانبه قال مبارك أردول الناطق باسم الوفد التفاوضي للحركة الشعبية إن الوفد الحكومي رفض ايصال المعونات الإنسانية للمنطقتين إلاّ عبر الآليات التي تسيطر عليها الحكومة.
ورفض الحل الشامل وتمسك باستبعاد القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وتقديم منظور جزئي لتجميد الحرب في المنطقتين واستمرارها في شمال كردفان ودارفور.
وأضاف الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية مبارك اردول قائلاً: "استغرقت جلسة صباح أمس مدة 20 دقيقة فقط، وانتهت بتباعد تام بين موقف الطرفين، حيث تمسكت الحركة الشعبية بوقف عدائيات إنساني وفق معايير دولية.
وأيضاً تمسكت بالحل الشامل الذي يشمل كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني عبر حكومة انتقالية جديدة يتفق عليها، ومن مهامها عقد مؤتمر قومي دستوري يجيب على السؤال التاريخي كيف يحكم السودان؟ قبل مَنْ يحكم السودان؟ واقامة دولة المواطنة بلا تمييز وفق مشروع وطني جديد متراضٍ عليه".
ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس ثامبو أمبيكي مع الطرفين في محاولة أخيرة لإنقاذ التفاوض بشكل كامل من الانهيار.
الذهاب للمنشية
قال رئيس وفد الحركة المفاوض ياسر عرمان إن المؤتمر الوطني أخطأ العنوان ولا يعترف باسم الحركة الشعبية.
ورأى في تصريحاته أمس أن الوطني يفتقر للرؤية وأصبح "كمن يريد الذهاب من القصر إلى المنشية"، وأعلن تمسك وفده بالورقة التي طرحها وأضاف قائلاً: "لا مناقشة إلا في إطار القضايا القومية"، وطالب عرمان بتشكيل حكومة انتقالية.
خبراء من الخارج
أفادت متابعات الصحيفة أن وفداً من الخبراء الإسرائيليين ويصل عددهم إلى ثلاثة درس وراجع يومي أمس وأمس الأول الورقة التي قدمتها الحكومة.
وكشفت مصادر قريبة من ملف التفاوض في الوقت نفسه عن دعم مجموعة أخرى من الخبراء الإسرائيليين لوفد الحركة من الخارج، فيما أوضحت المتابعات أن السبب الرئيس في تغيير موقف الحركة الشعبية يتمثل في خبراء سودانيين وغربيين وإسرائيليين وصلوا أديس أبابا واجتمعوا بعرمان، وكانوا السبب الرئيس في تغيير موقف الوفد المفاوض من جانب الحركة.
لقاء عاجل
التقي المبعوث الأمريكي دونالد بوث رئيس وفد الحكومة إبراهيم غندور في اجتماع عاجل بغية تقريب وجهات النظر وبحث الصعوبات التي تعتري المفاوضات وموقف الحركة الشعبية.
وضم الاجتماع اثنين من أبناء النوبة.
المصدر: الانتباهة