المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

حماية الأبناء من مشكلات العولمة الحديثة

حماية الأبناء من مشكلات العولمة الحديثة

مع تسارع خطى العولمة وتنوع وسائل تأثيرها السالب على المجتمعات بصورة عامة، والفقيرة والبائسة منها بصورة خاصة.

ازداد انتشار الأفعال والممارسات المنافية لتعاليم الدين الإسلامي والأعراف المحلية وتقاليد المجتمعات السمحة.

وامتد التأثير السالب فانتشرت الجرائم والأفعال الخارجة على القانون والأمن العام.

فكيف يمكن أن نحمي أطفالنا – كمسلمين – من مشكلات العولمة الحديثة والتي باتت بعبعاً مخيفاً وأخطبوطاً – شرساً – يحيط بنا من كل الاتجاهات.

الأستاذ كامل عمر البلال نائب رئيس جماعة أنصار السنة، وإمام وخطيب مسجد فيصل بأمدرمان والباحث والمتخصص في مجالي التربية والإعلام يضع خارطة طريقة من أربع محاور من شأنها حماية أبنائنا من مشكلات العولمة الحديثة.

المحور الأول: التحصين وهو أن نعلمهم توحيد الله عزوجل.. ونعلمهم مراقبة الله عز وجل مركزين في هذا الجانب على تعليم السور والآيات التي تؤسس للقيم المناهضة لقيم العولمة كسورة النور على سبيل المثال.

المحور الثاني: الانتقاء.. وهو أن ننبه أبناءنا على المفيد من وسائل الإعلام المختلفة.

المحور الثالث: المزاحمة وهو أن ننشئ وسائل إعلام هادفة تنشر الخير.. ونستفيد من الوسائل المتاحة لنشر الخير فيها ما أمكن ذلك.

المحور الرابع: الإلزام الذاتي: أي يجب على  كل واحد منا القيام  بمسئولية دعوة الناس إلى الخير وإلى كتاب الله وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بما يستطيع.

ويتفق مع الشيخ كامل الباحث جمال محمد علي وهو باحث متخصص في الدراسات الاجتماعية حيث يرى أن العنصر الأكثر أهمية في حماية الأطفال هو تربيتهم على الانتقاء والقدرة على تمييز الجيد والردئ؛ الغث والسمين فيما يسمعون ويشاهدون.

فمحاولة التصدي بالمنع أمر في غاية الاستحالة فالوسائل متعددة والطرق جاذبة، ولن نستطيع إبعاد أطفالنا عنها مهما بذلنا من جهد.

والرفض المطلق مشكلة أيضاً فهناك اشياء إيجابية كبيرة في العولمة لا بد للاطفال أن يعرفوها ويستفيدوا منها.

وعي ولكن

ويكشف الاستطلاع أن عدد من الأسر، وأولياء الأمور من الجنسين وعى بخطورة العولمة ووسائلها على الاطفال مع العجز التام عن أي فعل يمكن أن يحمي أطفالهم، وهو أمر يستدعي جهد كبير لتوعية الأسر وأولياء الأمور بما ينبغي أن يقوموا به.

 يقول الدكتور محمد راتب النابلسي: " لا أجد موضوعاً ينبغي أن يهتم به المسلمون كتربية الأولاد " فأعط الأمر قدره أيها الأب متذكراً أن التربية عمل شاق تحتاج إلىٰ جهد كبير وذكاء أكبر.

وتتطلب متابعة سبعة أيام في الأسبوع، وأربعاً وعشرين ساعة في اليوم.

أما الأستاذة هالة عبد الوهاب الضرير ناشطة اجتماعية ومعلمة بالمرحلة الأساسية فترى أن لوسائل العولمة أثر كبير فى صياغة الفرد والمجتمع.

وصارت تدخل للبيوت والأسر بلا استئذان و لها آثار منها الإيجابى ومنها السلبى.

وتضيف أ. هالة "نحن في حاجة لحماية أنفسنا أولاً وأسرنا كما أننا في حاجة ماسة لحماية الأطفال فى سن النمو المختلفة من هذه الآثار السلبية.

يحاول البعض المعالجة من خلال المنع – والحديث ما زال لها – ويعملون على عدم ادخال وسائل الإعلام إلى منازلهم أو المشاركة فيها بأي طريق وبعضهم يسمح بها تحت الرقابة المشددة.

لكن هذه قد يكون له مردود سلبى..

بمعنى – متى ما توفرت لديهم، وانعدمت الرقابة عنهم، صار الأمر خطر عليهم -.

وترى الضرير أن أفضل وسيلة من وجهة نظرها هي تربية النشئ على الرقابة الذاتية، بغرس توحيد الله باسمائه وصفاته التى تعينهم على استشعار هذه الرقابة مع الاستعانة بالدعاء.