المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

أزمات السودان.. من وراءها

أزمات السودان.. من وراءها

السودان الدولة التي تشهد تدهوراً اقتصادياً مريعاً، كلما أراد أن يخرج من أزمة وقع في أخرى أكبر منها.

والغريب في الأمر أن هذ الأزمات كلها مصطنعة، بيد أنه الدولة الغنية التي عرفت منذ قديم الزمان بتعدد مواردها، من ذهب وعاج وثروات زراعية وحيوانية؛ مما جعله محط أنظار العالم وقبلة لهجرة جميع القبائل العربية قبل الإسلام وبعده.

إضافة لموقعه الجغرافي، حيث يحتل موقعاً إستراتجياً مهماً في القارة السمراء يؤهله لأن يكون على رأس قائمة الدول المنتجة المحلية والإقليمية.

لا يمكن لمثل هذا البلد أن يعيش ضائقة ما أو أزمة من الأزمات الاقتصادية إذا أستقلت ربع موارده، فضلاً عن  بقية الموارد، وبالرغم من أنه  يحتل  المقعد الأول على مستوى العالم  في بعض المحاصيل والموارد.  

لكنه فجأة يتراجع ويتدنى إنتاجه، فيستورد بدلاً من أن يصدر، مما يثير كثيراً من علامات التعجب والاستفهام!!؟؟

حول هذه الأزمات المستمرة والتراجع القهقري للوراء في جميع المستويات حتى استعصى أمره واستفحل، ومن بين تلك الأمثلة  التدني الكبير في الاقتصاد وانخفاض الصادر الذي يقفز دائماً إلى الأسفل، ونضرب بعض الأمثلة التى تؤكد ذلك، فمنها:

– خرج السودان من سوق الصمغ العربي بعد أن كان يتصدر 70% من إنتاج العالم، وتم تهريب شتول الهشاب إلى اليابان، وأصبح اليابان من ضمن البلاد المصدرة.

– خرج من سوق الكركديه بعد أن كان أول دولة تصدره، وتم تهريب بذوره إلى اليابان.

– تم محاربة مصانع السكر واستيراد سكر من الخارج باسم سكر الصناعات.

– في موسم 1429هـ  فشل السودان في تصدير الحيوانات إلى السعودية بسبب شائعات عن انتشار حمى النزفية في الماشية السودانية في موسم  من المواسم طلبت فيه السعودية أكثر من مليون رأس من الماشية السودانية لم تصدر سوى 300.000 فقط.

– إقامة مشاريع دون جدوى وإدخال السودان في قروض ربوية كبيرة تنهك كاهل الدول والمواطن، مثل إقامة  مشروع القرن (السد) وبعد  هنيهة من افتتاحه  يتضح أنه بلا جدوى ولم يحقق  ما أريد له وما خطط له من قبل، فبدلاً من أن تخفض فاتورة الكهرباء ارتفعت، وتتضح سلبياته فيما بعد كتأثيره على التمر وغيره.

– زراعة القمح في السودان والاكتفاء الذاتي والذي  يمكن في موسم واحد إذا استصلحت الأراضي أن يكتفى السودان من استيراد القمح نهائياً، ومع ذلك لم تُستغَل هذه المساحات، وتم تدمير مشروع الجزيرة الذي كان بمثابة السلسلة الفقرية  للاقتصاد السوداني.

– تقوم  بعض الجهات بإدخال أدوية غير مطابقة للمواصفات الطبية من دولة شقيقة بغرض إبادتها في السودان، وبعد قليل تُباع هذه الأدوية في الصيدلية، والسلطات تطلع على هذا الملف، ولم يحاكم أحد!

– يمتلك السودان أكبر مصنع لتدوير النفايات في إفريقيا ومع ذلك يعيش في بيئية ملوثة بالأوساخ، وأما المصنع الكبير فلم يتم التشغيل حتى صار خاوياً على عروشه.

– تجفيف السودان من كافة الكفاءات العلمية، يفتح الآن أبواب الهجرة لجميع أساتذة الجامعات، وفي يوم واحد فقدت جامعة عميد كلية ونائبيه إلى خارج البلاد!!  وتستمر الهجرة  يومياً بأعداد كبيرة من الأطباء والمهندسين ذوي الخبرات إلى عديد من الدول.

هذا غيض من فيض وغيرها من القضايا الأمنية والاجتماعية وغيرها.

وبإمعان النظر فيما سبق  يمكن طرح سؤال استفهامي؟ من وراء هذا كله، هل هو من باب الصدفة؟ أم من باب الغفلة في كل مرة؟ أم أننا أدمنا الفشل؟ أم هل من وراء ذلك أيدٍ تحرك هذه اللعبة في الظلام ومن خلف الكواليس؟

نقول: نعم!! إن من وراء ذلك مؤامرة قذرة!! من وراء ذلك حكومة العالم الخفية!!

التى تتحكم اليوم في كل شيء، وتمتلك المال والسلطة والجاه والقوة، وتستطيع أن تنفذ إلى مواقع اتخاذ القرار، وأن تغير اتجاه كيفما شاءت!!

وهي التي تتحكم في البيت الأبيض!!  وحتى حركات  الجهادية في داخل كهوف أفغانستان!! وفي لبنان، وفي …. وفي ….

إنها الملعونة  الماسونية!! السرطان الداء الفتاك.

وينشأ سؤال آخر وهو لمصلحة من يعملون ؟؟ الإجابة معروفة!! وهذه حقيقة ماثلة، وربما قال قائل: كيف عرفتم ذلك؟؟

من قرأ أهداف القوم ووسائلهم وأفكارهم عرف ذلك تماماً، أي الماسونية هي الشر المستطير، وهي وراء أزمات السودان والعالم كله وما يجري فيه من أزمات، ومع هذا ماكان لهم أن يفعلوا ذلك لو تمسكنا بديننا وصدقنا الله ((لن يضروكم إلا أذى)) [سورة آل عمران: الآية 111].