المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

البروفسور علاء الدين الزاكي يكتب.. الحل أو الطوفان

البروفسور علاء الدين الزاكي يكتب.. الحل أو الطوفان

على السادة والساسة السودانيين:

–  الذين يعلقون آمالهم على المجتمع الدولي والإقليمي في دعم الحكومة القادمة
–  والذين  وصلوا إلى قناعة تامة أن لاحل للبلاد إلا يتسليمها لهم وتقديم ما يرضيهم .
–  والذين ينظرون إليه أنه هو المنقذ لهذه البلاد
– وأنه والضامن لأي اتفاق
– والذين  نفضوا  أيدهم من  الحراك بعد فشله وحزموا امتعتهم نحوه.
–  وكل الذين أرادوا  السلطة وسعو لها سعيها وقدموا  في سبيلها فرض الولاء والطاعة للخارج
عليهم أن يعلموا حقيقة واقعية يقبلها العقل والمنطق وهي؛ أن المجتمع الدولي هذه الأيام في وضع لا يخفي على فطنة المتابع وخبرة المحلل فهو يمر بظروف بالغة التعقيد ليس لديه  قدرة على تقديم ما ينفع فهو يعاني من مرارت عديده فهو:
– لم يعد  يحكم بقطبية أحادية تمسك بكل مفاصله وتتحكم في كل سياساته بل برزت أقطاب أخرى منافسة مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وتركيا، وأصبحت مشغولة بالصراع في ما بينها والتمدد على حساب بعضها.
– المنظمة الدولية بكل مؤسساتها وبما لها من صلاحيات لم تعد متماسكة كما كانت و لا تستطيع الاتفاق على رأي واحد في ظل دعوات حتى الأعضاء الدائمين بضرورة إعادة هيكلتها التي ربما نشهدها قريبا.
– هناك ارتباك واضح في المشهد الدولي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية فكل الحروب التي تمت في فترة صعود أمريكا وانفرادها بقيادة المجتمع الدولى إما أنها تتم بقيادة المنظمة الدولية وسكوت الآخرين الذين يخشون سطوة أمريكا باعتبار أنها ممسكة بمفاصل المنظمة الدولية  كحرب أفغانستان، أو بانفراد أمريكا وسكوت الآخرين كحرب العراق وغيرها.
أما حرب روسيا مع أوكرانيا فهي تختلف عن سابقتها فهي عملية (كسر عظم) فأمريكا تعول على إضعاف روسيا من خلال إدخالها في حرب استنزاف ويبدو أن روسيا ومن معها تريدها  كذلك حرب استنزاف لأمريكا وحلفائها في النيتو ومؤكد في ظل الأزمة الاقتصادية  الدولية الراهنة ستنتهي الحرب بظهور الحرب الباردة.
– ملف الإبراهيمية أو (الحلف الإبراهيمي) كواحدة من الأدوات المهمة للحرب الباردة القادمة فقد أصبح هذا الملف يتحرك بقوة في المنطقة الإسلامية وقد ظن البعض أنها قضية عقيدة فحسب ولكنها في حقيقتها حلف سياسي “يقوم على أساس إنشاء حلف من  المؤمنين بوجود إله من الدول المسلمة والنصرانية واليهودية ضد الملحدين وهم الصينيون” ،  فثلثا  العالم هم ممن ينتسب إلى ديانات سماوية، وبهذا يكون الحلف الأمريكي أكبر و أقوى علما بأن فكرة الحلف هذه  مقبولة حتى عند بعض المفكرين المسلمين.
– ومن أخطر ما يمر به العالم هذه الأيام الأزمة الاقتصادية خاصة أوروبا التى ضربتها موجات الجفاف وفساد الأراضي الزراعية بسبب الأسمدة والتعديل الوراثي وضعفت وارداتها من ثروات الدول الأفريقية التي انتفضت مؤخرا بعد انتشار الوعي فيها إضافة لحصار الدب الروسي لها .
– زد على ذلك الإنفاق غير المرشد للدول الكبرى على الحروب بالوكالة، والتمدد في العالم على حساب الآخرين أدخلها في أزمات مالية سيظهر أثرها قريبا وبقوة.
*أيها الساسة والسادة صحيح نحن دولة صغيرة ومغمورة وليس لديها بنية تحتية ولا اقتصاد قوي  ولكنها تملك مقومات النهوض والانطلاق فأين يكمن الحل؟ :
– هل الحل في التعويل على المجتمع الدولي على مافيه والمبالغة في الارتماء في أحضانه؟
باختصار أقول إن  المجتمع الدولي ليس لديه ما يقدمه لنا  لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
– فهو مشغول بنفسه ومشاكلة، وإن دخل  سيدخل من أجل تحقيق مصالحة فقط فأخشي مع تضارب المصالح واختلاف المشارب وتعدد الوكالات دخول السودان في دائرة صراع تكون عاقبته الطوفان.
*وهل الحل في التطبيع مع اليهود*
وباختصار يا سادة ويا ساسة إن القرآن الكريم قال بالحرف الواحد الصريح الذي لايقبل التأويل في اليهود (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ *الذِّلَّةُ* أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ *الْمَسْكَنَةُ*)
هاتنان الصفتان وهما (الذلة   والمسكنة أي البخل ) تجعلهم يبحثون فقط عن مصالحهم في حبلين:
– حبل الله وهو عقد الذمة وهذا لا يتأتى في ظل ضعف الأمة وغياب دولتها.
– وحبل الناس وهو التطبيع
فإن كنتم في ريب من ذلك فانظروا إلى الدول المطبعة حولكم ماذا صنع لها التطبيع هل بنى لها دولة  أم صنع لها شخصية؟
*الحل  أيها الساسة والسادة بأيدينا لا بأيديهم*
فهذه فرصتنا التاريخية لبناء دولة قوية تعتمد على نفسها لا على غيرها تؤسس لمستقبل أفضل وإليكم الحل في كلمات علها تجد آذانا صاغية.
أولا: لا تسمحوا للخارج  بصنع حكومة لكم موالية لها تأتمر بأمرهم وتدور في فلكهم وترهن قرراتها لهم وتمكنهم من ثرواتنها بغير وجه حق.
ثانيا: لا تسمحوا لحكومة تتولى أمر البلاد الا وفق رؤية وطنية ناضجة وبرنامج وطني خالص.
ثالثا: أي برنامج اسعافي يعتمد على الدعم الخارجي سيفشل لا محالة مع تقلبات السياسة فيعجب الإنسان لدولة تعتمد بنسبة ٧٠% في موازتنها الهامة على الهبات والمنح.
رابعا: على الحكومة الاعتماد بالدرجة الأولى على الشركات في استغلال موارد البلاد لا الدول وفق رؤية وطنية تراعي مصلحة البلاد
خامسا: البعد عن صراع الاقطاب وتجنيب البلاد الوكالات الخارجية لأي طرف من أطراف الصراع في السوداني.
رابعا: وضع مصفوفة لمهددات الأمن القومى السوداني على أن يكون على رأس قائمتها مايلي:
– الوكالة للاجنبي والاعتماد عليه
– التصرف في موارد البلاد بغير الانظمة واللوائح
– حيازة السلاح خارج إطار القانون
– خطاب الكراهية والتحريض ضد الآخرين.
– الفساد بكل أشكاله وأنواعة من رشوة ومحسوبية وابتزاز وغيره.
على أن تكون عقوبتها رادعة وتفيذها عاجل.
خامسا: عدم المساس بالمسلمات العقدية ومراعاة خصوصية السودان كبلد يتجاوز المسلمون فيه ٩٨%   حتى لا تقع البلاد في اصطفاف ايدولوجي.
أيها الساسة والسادة بغير هذا ستنهب ثروات السودان وبعدها سيأتيكم الطوفان الذي يقضى على الأخضر واليابس وحينها سيدفع الناس ثمن التفريط في البلاد والعباد.