س: الشيخ محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هل الأصل في الدين الحلال أم الحرام؟ وإذا كان الأصل هو الحلال مالم يأت نص من القرءان أو السنة يحرم ذلك ، هل هناك نص بين يوضح حرمة الاحتفال بالأم، أو بالأحبة، أو الاحتفال بالمولد؟ هل هناك نص واضح يحرم ؟
وما معنى حديث عمر: (نعمت البدعة)؟
ج: إنَ الاختراع في أمور الدنيا النافعة ديناً محبوب، والابتداع في وسائل الاستحداث الاجتماعي شرعاً مرغوب، وهو ما ينبغي أن يتجه إليه عقلاء المسلمين، والموهوبون في كل مجال من مجالات القوى التي أمرنا الله تعالى باتخاذها، قال الله ـ عز وجل ـ: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، وفي الحديث الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال 🙁 أنتم أعلم بأمور دنياكم) رواه أبو داود (4 /202) رقم (4611) ومعناه عند الدارمي (1/87).
وأما أمور الديانة من العبادات، وأحكام المعاملات، والأشياء حلاً وحرمة فإنه لا مجال للابتكار فيها والإحداث، لأن مبناها على الامتثال والاتباع، لا على الاختراع والابتداع، والأمة قد كفيت أمر التشريع في الدين حيث إنه تعالى هو الذي شرع دينه حتى أكمله وأتمه، وإن مما يُؤسف له أن كثيرا ًمن المسلمين وخاصة في عصور الجمود والتخلف قد شغلوا بما كفوا المؤنة فيه، ومن ذلك أمر الأعياد، فإن الأصل في الأعياد أنها عبادة وليست مجرد عادة، فعَنْ أَنَسٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟)، قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: (قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ )، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.