المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

الربح من إعلانات اليوتيوب

السؤال

السؤال : لديَّ قناة على موقع اليوتيوب، أضع بها أفلامًا وثائقية مسجلة من التلفاز من قنوات تلفزيونية مختلفة، وأربح المال من الإعلانات التى تظهر أثناء مشاهدة تلك الأفلام، وهناك نقطتان: 1. لا أملك حقوق النشر، أنا فقط أنقلها وأعيد نشرها ولم أستأذن من القناة التليفزيونية أو المنتج. 2. اليوتيوب يشترط امتلاك حقوق النشر للربح من الفيديوهات ولكن لا يطبق ذلك ويسمح بنشر الإعلانات المربحة ولا يحذف أي فيديو إلا إن قام منتجها الأصلي بالشكوى لإدارة الموقع، واليوتيوب مليء بآلاف الأفلام المنقولة.

فهل يجوز الربح من الأفلام بوجود تلك النقطتين؟

الجواب

الحمد لله، وبعد: فالذي يظهر أن هذا التعامل لا يجوز؛ فحقوق المسلمين محترمة، ولاسيما الحقوق المعنوية التي غدت لها أثمان وصار يعاوض عليها. والموقع المذكور لا يبالي – فيما يظهر – بإخلالك بشرطه إذا لم يشتك صاحب الحق، لكونه يقصد إلى الكسب المادي بعرض الإعلانات مدفوعة الأجر، فمن مصلحته تكثير ما يعرض عليه، لكن إن أوقعه ذلك تحت طائلة المحاسبة القانونية، فإنه يحجم رعايةً لمصلحته، وخوفا من أن يقاضيه صاحب الحق إن لم يستجب لتنبيهه. وأيا ما كان، فالخيار للموقع إذا أنت أخللت بشرطه في أن يمضي العقد معك أو يفسخه، لكنه عادةً ما يتجاهل الإخلال إن لم يحاسَب عليه لأن ذلك من مصلحته. بقي أن ينبه على أن من شرط حل ذلك الكسب أن تكون المادة المعروضة من قبلك خالية من المحذورات الشرعية كالموسيقى وعرض صور نساءٍ متبرجات. وكذلك أن تكون الإعلانات خالية من تلك المحذورات، فإن كان ما تعرضه موافقا للشرط الشرعي وكانت الإعلانات مخلة به، فالواجب التخلص من أجرة عرض الإعلانات المحرمة. وإن كانت مادتك التي تعرضها غير موافقة للشرط الشرعي؛ فعليك أن تكف عن عرضها لاحقا، وأن تستغفر وتتوب وتجعل المادة منسجمة مع حدود الشرع، ويجب أن تتخلص من الكسب السابق إذا كانت الإعلانات كذلك غير خالية من المحذور الشرعي، وإن قدرت خالية فيحسن أن تتصدق بكسبها فذلك من تمام التوبة من طريق كسبها غير المتوافق مع الشرع. ووصيتنا لإخواننا بأن يتقوا الله فيما يأتون ويذرون، وأن يجملوا في الطلب، فبقية الله خير لهم، وقليل من حلال يبارك الله فيه؛ خير من كثير محرم أو مشتبه يكون سببا في محق البركة، وزوال النعمة، وحلول النقمة. والله الموفق، وهو خير الرازقين.