المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

حكم أعياد الاستقلال والأعياد الوطنية

السؤال

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ، عندي سؤال لطالما فكرت فيه، وهو يتعلق بأعياد الاستقلال، وسؤالي ما هو حكم الاحتفال بهذه المناسبة جزاكم الله خيرًا؟
للأسف مايسمى بأعياد الاستقلال، أو الأعياد الوطنية ليس عليها دليل في الشرع الحنيف، مع وجود الدواعي لمثلها في الصدر الأول في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين، فإنهم لم يفعلوا شيئًا من ذلك، ما يدل على أن هذا من عادات الكفار، فما يسمى بالعيد الوطني، أو عيد الاستقلال، لم ينشأ إلا مع الاستعمار الأجنبي الذي كان يحتل هذه البلاد، فهو الذي حدد يومًا لخروجه، وأوعز إلى من تأثروا بثقافته، أن يعتبروا مثل هذا اليوم استقلالاً ويتخذوه عيداً، والحقيقة أننا لو تأملنا في أعياد الاستقلال، والأعياد الوطنية هذه، لوجدنا أنها تخدم السياسة الغربية، والأجنبية، لتفتيت هذه البلاد، لأن هذا التقسيم كان على اتفاقية سايكس بيكو، وهي اتفاقية كانت بين الحلفاء الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية، فهم الذين وضعوا هذه الحدود، وأوجدوا فكرة الاستقلال والانفصال لكل جزء من الجزء الآخر، وإلا فالشأن أن كل البلاد الإسلامية شيء واحد،  وتكريس هذه الحدود باسم الاستقلال، والأعياد الوطنية، في كل جزء وبقعة مما ينبغي النأي عنه وعدم فعله، خاصة مع دعوتنا إلى توحيد البلاد الإسلامية، فهذه الأعياد الحولية في كل بلد ـ التي تسمى بأعياد الاستقلال، أو الوطنية ـ لم يفعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دولة الإسلام الأولى، ولم يحتفل بهجرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وبناء دولة المدينة، ولم يفعل الخلفاء الراشدون ذلك، ولا الخلفاء الأمويون حين صار الحكم إليهم، ولا الخلفاء العباسيون حين وصل الحكم إليهم، ولا العثمانييون  حين وصل الحكم إليهم، كل هذا في تاريخ الإسلام الطويل مع اختلاف دوله وسلطناته، لم يفعلوا شيئاً من ذلك، وهذا يدل دلالة واضحة على أن هذا مما وصل إلينا من اليهود والنصارى، والأصل العام في أعياد المسلمين أنها عيدان حوليَّان هما : عيد الفطر، وعيد الأضحى، هذا هو الأصل، وهو أصل يدل على حرمة ما سواهما من الأعياد، ويدل على حرمة ما يسمى بعيد الاستقلال، والعيد الوطني، وعيد الميلاد الشخصي في السنة، وعيد الزواج، أو أي مناسبات للإنسان تختص بأي شيء من الأشياء، ونحو ذلك من هذه الأعياد الكثيرة، التي تتنوع وتختلف باختلاف المناسبات، كل هذا لم يرد في الشرع، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته، ومن بعدهم .
كل خير في اتباع من سلف … وكل شر في ابتداع من خلف