س: السلام عليكم ورحمة الله، ما هي أنواع الحيوانات التي تجوز في هدي الحج؟ وأيها أفضل؟ وجزاكم الله خيراً.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله..
§ أجمع العلماء على الهدي مشروع في الأبل، والبقر، والضأن، والمعز ما سوى الجذع، حكاه ‘ابن حزم’ -رحمه الله- في [المراتب]، وغيره..
قال الله تعالى في آيات الحج: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [سورة الحج: 28].
وقد بيّن ما هي بهيمة الأنعام في [سورة الأنعام] قال تعالى: ﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ﴾ الآيات.. [سورة الأنعام: 143، 144].
قال الإمام ‘الشافعي’ -رحمه الله- في [الأم]: (هذا معروف عند أهل العلم بها، وقد قال الله تعالى: ﴿ أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم ﴾ [المائدة: 1] فلا أعلم مخالفاً أنه عنى: الإبل، والبقر، والغنم، والضأن، وهي الأزواج الثمانية، قال الله تعالى: ﴿ من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين ﴾ [الأنعام: 143] الآية، وقال: ﴿ ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين ﴾ [الأنعام: 144] فهي بهيمة الأنعام، وهي الأزواج الثمانية، وهي الإنسية التي منها الضحايا، والبدن التي يذبح المحرم، ولا يكون ذلك من غيرها من الوحش).
وذُكر بعض الخلاف في بقر الوحش، أو ما تولد منه مع البقر الإنسية. كما وقع الخلاف في الجذعة من المعز.
§ وأما الأفضل منها، فأفضلها: الإبل، ثم البقر، ثم الضأن، ثم المعز.
قال ‘ابن رشد’ -رحمه الله- في [بداية المجتهد]: (أما جنس الهدي فإن العلماء متفقون على أنه لا يكون الهدي إلا من الأزواج الثمانية التي نص الله عليها، وأن الأفضل في الهدايا هي الإبل، ثم البقر، ثم الغنم، ثم المعز).
وقال ‘المرداوي’ في [الإنصاف]: (والأفضل فيهما: الإبل، ثم البقر، ثم الغنم، يعني إذا خرج كاملاً وهذا بلا نزاع).
وقد ورد في الحديث قول النبي ﷺ في صلاة الجمعة: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن..» [متفق عليه].
فذلك الترتيب هو الأفضل في جنس هذه الحيوانات، وهو الأصل.
والحمد لله رب العالمين..
