س : ما رأي فضيلتكم في صفحة على الفيس تسمى (سودانييون لا دينيون) جعلوا فيها ضوابط للمشاركة والنقاش منها : 1-أي شخص يستخدم عبارات تهديد أو سب لفظي للاخر أو تكفير سيتم طرده من الصفحة من دون سابق اشعار. 2-أي شخص يقوم بتحريض الاخرين ضد الصفحة للقيام بأفعال تنافي حرية التعبير الخاصة المكفولة لادارة الصفحة, سيتم طرده من الصفحة دون سابق اشعار. 3-يسمح للعضو بنشر بوست واحد كل 24 ساعة، مع العلم بأنّ الصفحة بها 2.413 شخصا معجبون بهذا.
…………………………………………………………….
ج : لقد باتت محاضن وروافد الإلحاد والضلال مكشوفة مفضوحة، فهدفهم هو استدراج المسلمين إلى تلك المواقع المفلسة، إذ يبدؤون بالترحيب لأول وهلة ثم يسردون شبهاتهم المتهافتة فإذا وجدوا من الداخل إليهم قوة في الحجة وتفنيداً لشبهاتهم – وما أردأها – كما قال القائل :
شبه تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكلٌ كاسر مكسور
عندها يحذفونه ويردونه ثم يزعمون أن لا أحد يستطيع الرد عليهم ليتأثر بهم الآخرون ممن لم يسجلوا في تلك المنتديات أو الصفحات ليستدرجوهم ، فإذا كان الداخل إليهم قليل الحظ من التربية على الإسلام يكون لهم صيداً ثميناً، فيجلبون على غير المتسلح بسلاح العلم والبصيرة بخيلهم ورجلهم وتشكيكاتهم، فيقع بعضهم في شباكهم ممن صدق فيهم قول الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلباً خالياً فتمكنا
يقول الله تعالى “وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” قال ابن عباس رضي الله عنه 🙁 مَنْ يُرِدِ اللَّهُ ضَلالَتَهُ ، فَلَنْ يُغْنِيَ عَنْهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا )، وعليه فلا يجوز الدخول في هذه المواقع الخربة، لعموم قول الله تعالى : } وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْفِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } [النساء]: إذ يترتب على الدخول عليها مفاسد ، وشرور عظيمة، ولو تركها جميع المسلمين فلا شك أنها ستصبح خاوية، لاتكاد ترى فيها ولاتسمع منها إلا نعيب غربان السوء من أشباههم وإخوانهم ملاحدة اليهود والنصارى، وأما الرد عليهم فالأولى أن تكون في مواقع مستقلة تنافح عن عقيدة الإسلام وترد على المبطلين وما أكثرها ولله الحمد ، وأما عن أعداد الداخلين إليهم فليس كما يظهر لأنه بالإمكان التلاعب في ذلك ، مع أن العبرة في ذلك ليست بالكثرة، بل بما عليه المرء من الحق كما قال تعالى : }وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ. }الأنعام:116. والله أعلم .