� السلام عليكم ورحمة الله تعالىٰ وبركاته، زادكم الله علمًا، وأفاض عليكم منه، بعد السلام والمحبة فلي سؤال يؤرقني ويقض مضجعي دومًا، ألا وهو مجاهدةُ نفسي، فأنا شابٌ حديثُ الالتزام بثوابت الدين، وأملك روحًا وحماسة لأصل للمزيد دومًا، وأحاول التقرب إلىٰ الله في كل شيء، والحمد لله فقد قطعت صِلاتي القديمة مع كل من لا يزيدني حبًّا لله، وصدقًا في توجهي، وأعلنت للناس كلهم أني أسلمت من جديد إسلامًا كما أسلمه صحابة رسول الله -عليهم الرضوان-، لكن شيخنا، بعض آثار حياتي السابقة التافهة ما زالت تراودني، خاصة وإني أعيش منفردًا مغتربًا في إحدىٰ دول الخليج، ولا أخفيك سرًا أني أستسلم لنياتي القديمة، كمطالعة الصفحات الخاطئة علىٰ النت، تحت مسميات أني تخطيت تلكم المراحلَ المراهقةَ، ومن باب العلم بما يدور في العالم وجديده، دلّني -بارك الله فيك- سيدي، فأنا هنا والحمد لله بالنهار أؤم المصلين، بعد أن مكنني الله من إقامة مسجد هنا خاصة، والمنطقة التي أعمل بها نائيةٌ نوعًا ما، وبدأ الناس يعتبروني ويصفوني بالشيخ، وأنا ذاك الذي لا يقدر علىٰ مجابهة نفسه وخيالاته السيئة، دلّني فقد احترت من نفسي، وما خوفي إلا أن يكتب ما أفعل رياءً، والسلام ختام.
✍ وعليكم السلام ورحمة الله، أسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يثبتنا وإياك علىٰ الهداية، وطريقُ التوبة، وللاستقامة عليها يحتاج من المرء أن يأخذ بأسباب الثبات علىٰ ذٰلك، ومن أهم هـٰذه الأسباب التجافي والبعد عن الأمور التي تذكر بالمعصية؛ وكل ما يكون سببًا في ذٰلك فينبغي الابتعاد عنه، حتىٰ ولو كان في بعض ذٰلك شيء من المصالح، ومن ذٰلك الصفحات الاجتماعية التي فيها نوع تعارف مع الجنس الآخر، ناهيك عن الصفحات الإباحية ونحوها، مما يثير كوامن الشهوة المحرمة، فهـٰذا يجب الابتعاد عنه، حتىٰ ولو تطلب الأمر هجرك وتركك لمطلق التصفح حينًا من الزمان، واشتغالك بأمر الدعوة في المنطقة التي ذكرتها هو باب من أبواب الخير التي تثبتك وتذكرك بالله تعالىٰ فلا تزهد في هـٰذا الباب، وليس هـٰذا من باب الرياء كما ظننت؛ لأن ستر الإنسان علىٰ نفسه مع ظهور الخير منه لدىٰ الناس لا يسمىٰ رياءً، وإنما الرياء هو فعل الطاعة بقصد مدح الناس، وأما حديث (الرجل الذي يدور علىٰ أقتابه في النار كما يدور الحمار حول الرحىٰ) فإنما هو في حال من ينهىٰ الناس عن الحرام ثم يفعله في السر مصرًّا عليه، والله أعلم.