المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

معنى الرفث والفسوق والجدال؟

السؤال

الجواب

س: السلام عليكم ورحمة الله، ما معنى الرفث، والفسوق، والجدال، المنهي عنها في الحج؟ وجزاكم الله خيراً.

ج: وعليكم السلام ورحمة الله..

يقول الله -عز وجل-: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾.

ومن اظهر الأقوال التي ذكرت في معاني هذه الكلمات الثلاثة هي

§ (الرفث): قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: (الرفث: إتيان النساء، والتكلم بذلك).

§ (الفسوق): قال ‘عبد الله بن عباس’ -رضي الله عنهما-: (الفسوق: المعاصي). وعنه: (الفسوق: السباب)، والسباب من المعاصي، ولكنه مظنة الازدحام فخصّه بالذكر.

§ (الجدال): قال ‘عبد الله بن مسعود’ -رضي الله عنه-: (أن تماري صاحبك حتى تغضبه).

وهنالك معنىً آخر ذكرهُ ‘مجاهد’ -رحمه الله-: (لا شهر ينسأ، ولا شك في الحج قد بيّن). يعني أن الله تعالى قد أبطل عملية النسيء التي كان يقوم بها مشركو مكة.

قال ‘الزجاج’ في [معاني القرآن]: (قالوا: لا شك في الحج، وقالوا: لا ينبغي للرجل أن يجادل أخاه فيخرجه الجدال إِلى ما لا ينبغي تعظيماً لأمر الحج، وكلٌّ صَوابٌ).

• وفي ذلك: تهذيب للمرء المسلم، وتربية له، وفيه سيطرة للمسلم على شهوات نفسه، وانتصار على نقاط ضعفه، فالإنسان ﴿ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾، ومن ظلمه: اقتراف المعاصي، ومن جهله: الجدال ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾، وتملكه لشهوته فيه تقوية لإيمانه، وأول فتنة ‘بني إسرائيل’ كانت في النساء، وقد قال رسول الله ﷺ: «من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة» [أخرجه البخاري].

هذا، والله تعالى أعلم.