هل يمكن طرح الشريعة للرأي بحجة أن الناس لا يتصور منهم رفضها؟

س: فضيلة الشيخ – حفظه الله – هل سقوفات الحوار مع الأحزاب السياسية مفتوحة حتى في الشريعة لأجل إحراج الأحزاب – فإنّ الناس لا يتصور منهم رفض الشريعة – هل تصح هذه الحجة ؟

ج: لا يحل لأحد دعي إلى التحاكم إلى الشرع أن يعرض عنه فإنّ هذا من خصال النفاق كما قال تبارك وتعالى “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا” وقال سبحانه وتعالى ” وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)”
إنّ تحكيم الشريعة الإسلامية من الواجبات الشرعية على كل مسلم حاكماً كان أو محكوماً، وأنّ تحكيمها واجب يدخل في أصل الإيمان وينقض التوحيد، ويقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي في ( أضواء البيان ) : (( فتحكيم هذا النوع من النظام -النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السماوات والأرض- في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم كفر بخالق السماوات والأرض، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علوا كبيرا أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله” – وقوله سبحانه- “قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ” ))أ.هـ .