المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

ثلاث حالات تسهل زواج الشباب أثناء فترة الدراسة

ثلاث حالات تسهل زواج الشباب أثناء فترة الدراسة

(1)

يتحدث كثير من الشباب عن أهمية الزواج، ولديهم رغبة ملحة في تأهيل أنفسهم وبناء أسرهم؛ ولكن قليل جداً من هؤلاء الشباب من يملك تصوراً أو وبرامجاً لتحقيق هذا الحلم، والمهم والذي ينبغي أن يتحقق لكل شاب بلغ مبلغ الرجال .

(2)

عندما نتحدث عن الزواج المبكر:

فإننا نعني به زواج الطلاب أثناء فترة الدراسة، فزواج الخريج الجامعي أو الشاب الذي لم يلتحق بالجامعة لا يعتبر مبكراً  ـ مهما كان عمره ـ إذ لا يوجد مانع يحول بينه وبين الزواج إلاّ عدم الرغبة فيه، والحرص عليه.

فمع صباح كل يوم جديد فرصة لرزق جديد للشخص المتفرغ غير المرتبط بنظام تعليمي ضاغط يفرض عليه البقاء داخل قاعات الدراسة ساعات طويلة أثناء النهار ومثلها للاستذكار بالليل.

(3)

تبقى المشكلة في الشباب الذين ما زالوا في مرحلة الدراسة حيث يتعقد الأمر بالنسبة لهم أكثر من سابقيهم فنادراً ما تقبل أسرة في الأوضاع الطبيعية بتزويج شاب ما زال طالبا لمنظة عدم المسئولية به.

ونادراً ما تسمح الأسر لابنائهم بالزواج قبل التخرج والعمل سنوات ليسدد بعض ما صرف عليه في سنوات دراسته وحتى نعم اسرته بخيره قبل أن تستأثر به امرأة أخرى لم تشارك في صناعته.

ولكن هذا لا يعني استحالة زواجهم فهناك تجارب لكثيرين تزوجوا وهم ما زالوا طلاباً، وأنجب بعضهم أبكارهم قبل أن يتخرجوا  من الجامعات دون أن يؤثر ذلك لا على حياتهم الزوجية، ومسئولياتهم الأسرية ولا على دراستهم وتحصيلهم الأكاديمي.

وقد حاز بعضهم تقديرات عالية جداً تفوق بها على كثيرين ممن لم يتزوجوا بحجة التفرغ للدراسة، ولقد جمع بعض هؤلاء دراستهم إلى دراسة زوجاتهم وأضافوا بعداً ثالثاً وهو الغربة والبعد عن الأوطان.

(4)

وللمفارقة أقول ورغم الظروف الاقتصادية المتدهورة والمعاناة التي تعيشها كثير من الأسر إن فرص زواج الطلاب اليوم باتت أكثر امكانية ومقبولية من ذي قبل لبعض التحولات التي شهدتها البلاد.

وتشير الملاحظة والتدقيق في تجارب من تزوجوا وهم طلاب أن ظروف ما ساعدتهم على الإقدام على هذه ـ المغامرة ـ الميمونة والمباركة أهمها..

– وعي كثير من الأسر وقناعتها بأهمية تزويج أولادهم متى ما بدت لهم حاجة في الزواج، وهذا الأمر ليس مرتبط بالوضع المادي للأسرة، وإن كانت سعة المال أو بعض الغنى والكفاية سمة الأكثرية من هذه التجارب.

– وعي أولياء أمور الفتيات اللائي تقدم هؤلاء الشباب الطلاب للاقتران بهن، وقبولهم بمعاونة شخص ما على الزواج دون أعباء أو بمعاونته بصورة إيجابية والتكلف ببعض نفقاته كالمسكن على سبيل المثل فللبنت حق في مال أبيها مثلما للولد حق. وربما الاستمرار في التعليم أيضاً .

على أن أكثر من حازوا على مثل هذه الفرص في الزواج المبكر، كانت لديهم مواصفات خاصة، و مميزات تجعل منهم إضافة حقيقية للأسرة تتشرف به حاضراً أو مستقبلاً .

– ومما يساعد الشاب على الزواج أثناء دراسته أن يلتحق بعمل كسبي سواء أساسي أو متعاون، ومن العمل الكسبي بناء مصادر الدخل الثابتة التي يعود ريعها على الشاب، دون أن أخذ من وقته وجهده، ولقد أصبحت فرص عمل الطلاب ممكنة ـ اليوم أكثر من أي وقت مضى ـ خاصة في ظل نظام تعليمي مترهل يهتم بحصد الرسوم والجبايات وبيع الشهادات أكثر من اهتمامه بمحتوى الشهادة و قيمتها المعرفية .