المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

الإنجليزية في رياض الأطفال

الإنجليزية في رياض الأطفال

الإنجليزية في رياض الأطفال تغريب أمة

أمة تدعي أنها تسعى للتحرر من ذل التبعية لأعدائها، وها هي تربي أطفالها (رجال الغد ) على التبعية، بتعليمهم لغةً غيرَ لغتهم الأم، أهذه غفلة أم هفوة، أم تلك شعارات جوفاء؟
فقلَّ أن تجد روضةً من رياض الأطفال إلا وهي تدرس الإنجليزية للأطفال، بل أصبح من سمات الروضة النموذجية التي يهرع أولياء الأمور لإلحاق أطفالهم بها أن يحتوي منهجها على رطانة الأعاجم تلك.

فلم نرض أن تزاحم الإنجليزية اللغة العربية (لغة الامة) في مرحلة الأساس حتى وضعناها في رياض الأطفال، إمعانًا منا في الذل والخنوع، والرضا بالدون، وصدق من قال : ( ما ذلت لغة شعبٍ إلا ذل).

والأغرب من ذلك أن مستوى الطلاب في اللغة العربية قد وصل إلى الحضيض، فكان الواجب علينا أن نسعى لرفع مستوى الطلاب في لغتهم، ومعالجة المشكلات التي ادت لهذا التدهور المخيف ، فاذا بنا نزيد الطين بلة فندخل الرطانة في رياض الاطفال واي رطانة ، لغة  الصليبيين أعداء الامة وهم الروم ذات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن ، أم قد نسينا.

مع أن الدراسات والأبحاث والعقل المجرد تثبت أن أي لغة هي وعاء الأمة التي تتحدث بها، فاللغة  تحمل المعتقدات و الأفكار والثقافة، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (إن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر).

فماذا نقول في لغة قوم دينهم غير ديننا، وثقافتهم غير ثقافتنا، وعاداتهم وتقاليدهم بخلاف عاداتنا وتقاليدنا؟ أليس في تعليم الأطفال لها تنشئة على أن يكونوا أذيالا لأعداء الأمة وعملاءَ لهم، وخونةً لدينهم و أمتهم؟.

أما سعي أعداء الإسلام للنيل من ثوابت الأمة الإسلامية والكيد لها بكل السبل؛ فذاك أمر لا ينكره إلا من طمس الله بصيرته، ويكفي فيه قول ربنا عز وجل: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وقوله تعالى : (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا). وإنما  يسعى عدوك في إيصال الشر والضرر اليك!!.
 

فعلى القائمين على أمر المسلمين التفطن لهذا الأمر، و رتق هذا الفتق قبل ان يتسع، وقد نبه الناصح لخطورة هذا الفعل فلا يكن حاله معكم  كحال أخي هوازن، حيث قال :

نصحتهم نصحي بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد