المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

جنوب السودان يرفض المشاركة في اجتماعات حول أبيي بأديس

جنوب السودان يرفض المشاركة في اجتماعات حول أبيي بأديس

المصدر: سودان تربيون

قالت حكومة جنوب السودان الاثنين إنها رفضت إرسال وفده إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور اجتماع بوساطة الإتحاد الأفريقي حول منطقة أبيي المتنازع عليها، مبررة الخطوة بعدم وجود أجندة واضحة للاجتماع.

ودعت اللجنة رفيعة المستوى التابعة للإتحاد الأفريقي أعضاء لجنة الرقابة المشتركة لمنطقة أبيي من السودان وجنوب السودان، لعقد اجتماع في 16 أغسطس، كما كان من المقرر عقد اجتماع آخر للقادة التقلديين من قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية في 17 أغسطس.

وكان وفد من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الخرطوم في 10 أغسطس لمناقشة الحاجة إلى اتفاق بشأن الإدارة المشتركة في أبيي وتنفيذ الدوريات الحدودية المشتركة التي ينبغي أن تدعمها القوة الأمنية المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في أبيي (يونيسفا).

غير أن رئيس لجنة الرقابة المشتركة لمنطقة أبيي من الجانب السوداني حسن على نمر كشف الأحد عن الغاء الاجتماع، قائلا ان وفد جنوب السودان لم يسافر إلى الاجتماع الذى كان من المقرر أن يعقد فى اديس ابابا.

وقال وزير خارجية جنوب السودان دينق الور كول: “إن وفد حكومته لم يستطع المشاركة فى الاجتماع بسبب شؤون إدارية ولوجستية”، وأضاف “لم يتمكن وفدنا من السفر لأن هنالك بعض المسائل التي كان يتعين حلها أولاً وهي مسائل ادارية ولوجستية، كما أن جدول أعمال الاجتماع يتطلب مدخلات من الطرفين، لذلك هناك الآن مشاورات بين الطرفين عبر اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي”.

ومن جانبه قال نمر أنه يشعر بخيبة امل إزاء الغياب المتكرر لوفد جنوب السودان من اجتماعات أبيي، مردفًا “نأمل أن لا يكون هذا هو نهج لجنة جنوب السودان لأن ذلك لن يؤدي إلى التعاون مع بعضنا البعض”.

وطالبت شخصية قيادية من قبيلة المسيرية وفد جنوب السودان في اللجنة المشتركة وقيادة دينكا نقوك بإدارة العملية واتخاذ قراراتهما بطريقة مستقلة من أجل إرساء أسس التعايش السلمي في المناطق المتنازع عليها.

وفي مقابلة منفصلة قال حاكم أبيي المشترك من جانب جنوب السودان كول ألور كول أن فشل الأطراف في إنشاء إدارة في المنطقة وتحديد الحدود وتلبية الالتزامات المتعلقة بالأمن وتوزيع الثروة وتقديم الخدمات الأساسية وعودة النازحين واللاجئين أصبحت مصدر قلق كبير.

كما شدد على أن دينكا نقوك أكثر حرصًا على إجراء الاستفتاء لتحديد مصير المنطقة، وأردف “أن الهم الآن هو أن الناس يشعرون بالقلق حول مستقبل المنطقة وهم يسألوننا بشأن ما يقوم به الطرفان وخاصة اجراء الاستفتاء الذى يعكس بوضوح ارادة الشعب، لقد صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح العودة إلى الجنوب.

وهذا ما يتماشى مع أحكام اتفاقية السلام الشامل والمجتمع الدولى كان يتوجب عليه ان يعترف بالنتيجة، ولكن يبدو الآن أن هناك تصورا خطيرا لفك الارتباط من جانب المجتمع الدولى حول أبيى”، في إشارة إلى استفتاء من جانب واحد الذي نظمه دينكا نقوك في أبيي في أكتوبر 2013 دون مشاركة المسيرية وبدون دعم الخرطوم وجوبا ولم يعترف به المجتمع الدولي.

وعلى صعيد متصل قال نيول باغوت، زعيم إحدى مشيخات دينكا نقوك التسعة، الاثنين إن السكان المحليين يرفضون تشكيل هيئات إدارية مشتركة في أبيي مع قبيلة المسيرية، مشيرا إلى عدم وجود أسباب مشتركة وخبرات سابقة.

وقال “ان الاتحاد الافريقى الذى يعالج القضية بين الطرفين يجب الا يتجاهل وجهة نظر شعب ابيى. اذا ارادا حقا ان تعيش الدولتان فى سلام فإن على الاتحاد الافريقى والمجتمع الدولى الاعتراف بنتائج الاستفتاء “.

وفي 15 مايو تبني مجلس الأمن القرار 2352، الذي جدد ولاية قوة (اليونسفا) حتى 15 نوفمبر، محذرا في الوقت نفسه أنه سيقوم بسحب دعمه للقوة المشتركة لمراقبة الحدود إذا واصل البلدان رفض تشكيل دوريات الحدود المشتركة .

ويقول الجانب السودانى أنه على استعدادا لتنفيذ الاجراءات، متهمًا جنوب السودان بعرقلة الادارة المشتركة وعدم تنفيذ الترتيبات الامنية المتفق عليها فى سبتمبر عام 2012.

إن فشل الأطراف في الاتفاق على من يحق له المشاركة في تقرير المصير قد حال دون إجراء الاستفتاء حول الوضع الدائم لأبيي.

وبعد عدة محاولات فاشلة، يرى المجتمع الدولي أن الوقت ليس مناسبًا لمبادرة جديدة ليس بسبب مواقف الطرفين فحسب بل أيضًا بسبب الحرب الأهلية في جنوب السودان.

وينظر إلى الإدارة المشتركة بأنها وضع مؤقت لضمان الأمن وتزويد السكان المحليين بالخدمات اللازمة.

ولكن منذ اندلاع أزمة جنوب السودان، يصدر العديد من دينكا نقوك بطاقات هوية سودانية ويذهبون إلى مدارس ومستشفيات غرب كردفان.