إدارة الأخبار
د. محمد عبدالكريم: البحث عن القواسم المشتركة والخروج برؤية جامعة للأمة
د.محمد يسري: الكيان الإسرائيلي أكبر تحدٍ يواجه الأمة الإسلامية
د.جواد الجوهري: الأمة تطمح للوحدة الثقافية والاقتصادية
اختتمت عصر أمس الجلسات العلمية الرمضانية التي نظمتها "وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية" تحت عنوان (وآمنهم من خوف) والتي ركزت على مواضيع وقضايا ذات صلة بالأمن الثقافي الإسلامي، وكان موضوع "التحولات والتحديات في العالم الإسلامي" هو موضوع الجلسة الأخيرة من البرنامج.
وطرح الشيخ د. محمد عبد الكريم رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم في مداخلته، رؤيته لمواجهة التحديات التي تعمّق تفكك الأمة من خلال دعوته إلى البحث في القواسم المشتركة التي تجمع أهل القبلة من مختلف الطوائف الإسلامية، واستقصاء المشكلات التي تسبّب تفككهم ووضع المعالجات لها والخروج برؤية جامعة للأمة.
ونبّه الشيخ الدكتور محمد يسري إلى أن أكبر تحدٍ يواجه الأمة الإسلامية اليوم هو الكيان الإسرائيلي الذي يمارس كل أشكال العدوان على قطاع غزة.. داعيًا إلى وحدة الموقف العربي الإسلامي تجاه هذا العدوان..
كما لفت إلى جملة من التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم أيضًا ذكر منها ضياع الهوية، وغياب المرجعيات الدينية في البلاد الإسلامية التي ما زالت تحافظ على دينها، مبينًا أن ذلك كان نتيجة لضعف الأمة وتفككها وظهور أنظمة موالية للشرق والغرب، خاصة بعد النصف الثاني من القرن العشرين.
وقال: "تاريخيًا كان العلماء هم أساس الوحدة، ونواة أهل الحل والعقد، ومرجعية الأمة لكن خلو الساحة الآن من تلك المرجعيات ضاعف من مشكلات الأمة".. داعيًا إلى تأسيس مرجعيات ومؤسسات جامعة وبناء مؤسسة "أهل الحل والعقد" تضم علماء ومفكرين ورجال المال والأعمال والإعلام والوجهاء من ذوي القبول المجتمعي لتبصير الأمة بالطريق السوي.
بدوره، استبعد الدكتور جواد الجوهري، أستاذ القانون الدولي بجامعة أكسفورد بروكس، "وحدة الأمة جغرافيًا".. مطالبًا بالتركيز على الوحدة الثقافية والاقتصادية.. وقال: "ما تطمح له الأمة هو الوحدة الثقافية والاقتصادية بشكل أساسي، وهو ما سيضمن لها وحدتها وتفوقها".
يذكر أن الجلسات الحوارية لبرنامج "وآمنهم من خوف" عقدت على مدى تسعة أيام وحظيت باهتمام إعلامي واسع داخل قطر وخارجها نظرًا لأهمية الموضوعات المطروحة للنقاش، وارتباطها بواقع العالم الإسلام، وطرحها التجديدي الذي يقوم على تأصيل شرعي معمّق بمصطلحات الأمن الثقافي والتطرّف، وخطاب الكراهية والعيش المشترك، ومفهومي الوقت والعبادة في حياة الإنسان المسلم في رمضان.
ومن أبرز ما تميّزت به هذه الجلسات، مشاركة علماء ومفكرين من دولة قطر قدّموا أفكارًا عبّرت عن النضج المعرفي والعمق العلمي والثقافي في هذا البلد، إلى جانب المشاركة الفاعلة من علماء وأكاديميين ودعاة من السودان، تونس والمغرب وسلوفينيا والبوسنة والسعودية والكويت وسوريا وبريطانيا والولايات المتحدة، كما شهدت مواقع جلسات "وآمنهم من خوف" على تويتر وفيسبوك باللغتين العربية والإنجليزية إقبالًا واسعًا.
وقد راعت هذه الجلسات الرمضانية بعث فكر تجديدي هادئ مبنيّ على رؤية تأصيلية للأمن الثقافي من منظور إسلامي وضع في اعتباره التحديات الراهنة في العالم الإسلامي، وما يجرى من مستجدات على كثير من الأصعدة ؛ حفاظا على هوية الأمة باعتبارها أمة وسطا.
وكان من بين ما تمّت مقاربته موضوع الخطاب الديني الإسلامي، وسبل تجديد وسائله، ومعالجة بعض مناحي القصور فيه وذلك لتأثيره الكبير وفاعليته الواسعة في المجتمع وفق أسس الدين ومقاصد الشريعة الغرّاء.
المصدر: شبكة الهداية الإسلامية + صحيفة الراية القطرية