المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

ما يدعو إليه الداعية

ما يدعو إليه الداعية

موضوع الدعوة: هو دين الإِسلام { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } , "آل عمران ، الآية 19 " { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } "آل عمران ، الآية 85 "
 وهذا ما فَصَّله حديث جبريل في ذكر أركان الإسلام: « الإِسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدًا رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا » . وأركان الإيمان: « أن تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره » . والإِحسان: « أن تعبد اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » (1)

ولا شك أن الإسلام اختص بخصائص عظيمة منها:
1- الإسلام من عند الله تعالى.
2- شامل لجميع نظم الحياة وسلوك الإنسان، ومن هذه النظم: نظام الأخلاق، ونظام المجتمع، والإفتاء، والحسبة، والحكم، والاقتصاد، والجهاد، ونظام الجريمة والعقاب، وذلك كله قائم على الرحمة، والعدل، والإحسان.
3- عام لجميع البشرية في كل زمان ومكان : { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } "سورة الأعراف الآية 158" .
4- وهو من حيث الجزاء:- الثواب والعقاب الذي يصيب مُتَبعَهُ أو مخالفه- ذو جزاء أًخرويّ بالإِضافة إلى جزائه الدنيوي إلا ما خصه الدَليل.
5 – والإسلام يحرص علي إبلاغ الناس أعلى مستوى ممكن من الكمال الإنساني: وهذه مثالية الإسلام، ولكنه لا يغفل عن طبيعة الإنسان وواقعه، وهذه هي واقعية الإسلام.
6- الإسلام وسط: في عقائده، وعباداته، وأخلاقه، وأنظمته، قال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } "سورة البقرة الآية 143"
كما يلزم الداعية فهم مقاصد الإسلام التي دلت عليها الشريعة الإسلامية: وهي تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد والأضرار عنهم في العاجل والآجل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه اللّه-: (إن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها) (2)

وبالجملة فإن الشريعة الإسلامية مدارها على ثلاث مصالح:
المصلحة الأولى: درء المفاسد عن ستة أشياء: الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والغرض، والمال.
المصلحة الثانية: جلب المصالح: فقد فتح القرآن الأبواب لجلب المصالح في جميع الميادين وسد كل ذريعة تؤدي إلى الضرر.
 المصلحة الثالثة: الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فالقرآن حل جميع المشاكل العالمية التي عجز عنها البشر ولم يترك جانبًا من الجوانب التي يحتاجها البشر في الدنيا والآخرة إلا وضع لها القواعد، وهدى إليها بأقوم الطرق وأعدلها
فالداعية الحكيم هو الذي يدعو إلى ما تقدم من أركان الإِسلام، وأصول الإيمان، والإحسان، ويبين للناس جميع ما جاء في القرآن والسنة: من العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، بالتفصيل والشرح والتوضيح

المصادر والمراجع
1- رواه البخاري كتاب الايمان ورواه مسلم كتاب الايمان باب معرفة الايمان واللفظ لمسلم
2- ابن تيمية ، الاستقامة، ج1ص288،ت: د. محمد رشاد سالم،الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود – المدينة المنورة