المشرف العام الشيخ الدكتور

محمد عبدالكريم الشيخ

اللغة العربية

اللغة العربية

                      اللغة العربية
أ.د علاء الدين الأمين الزاكي
مدير إدارة التعريب وإدارة النشر-جامعة الخرطوم

.
إنّ الحديث عن اللغة العربية حديث له طعم خاص لعدة إعتبارات :
أولها : أنها لغة القرآن الكريم، وتكلم بها رب العالمين كما قال تعالى :" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" وقال تعالى " وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" .
ثانياً: أنها لغة سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه أفضل من نطق بالضاد بين العالمين وقد خص بجوامع الكلم في لغة العرب .
ثالثاً : إنّ اللغة العربية تعتبر من أكثر اللغات دقة وسهولة ووضوحاً في بيان المراد؛ لأنّ اللغات الغرض منها التفاهم، وأن يظهر كل إنسان ما في جعبته، وما في مكنون صدره من معاني لإفهام الآخرين .
أما من ناحية واقعية علمية فإنّ مسألة تدريس العلوم بلغة الناس هو أدعى لفهمها وأقرب لإستيعابها، وهذه حقيقة أكد عليها القرآن الكريم في قوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" فالغرض من إرسال الرسل هو البيان وفهم الخطاب وإستيعاب التكاليف الشرعية حتى إذا استقرت يمكن نقلها إلى الآخرين بلغاتهم، فأعظم معرفة وأكبر هداية تنزل بلغة أصحابها والغرض الإفهام والبيان فما بالك بما دون ذلك، وقد أجريت دراسات في عدد من دول العالم حول مسألة القراءة بلغة الإنسان والقرءاة بلغة غيره، والفهم بلغة الإنسان والفهم بلغة غيره وأثبتت هذه الدراسات أنّ الإنسان يستوعب ويفهم ويقرأ بلغته أكثر من لغة غيره بنسب كبيرة.
وعلى ضوء ذلك نجد أنّ الدول التي تقدمت أدركت حقيقة ذلك فنقلت المعرفة إلى لغتها، وفرضت على شعوبها التدريس ووفرت الإمكانات اللازمة وحشدت الطاقات حتى تنقل المعرفة إلى لغتها ونجحت نجاحا باهراً وواضحاً، فنجد أنّ روسيا لا تدرس العلوم إلا بلغتها، والصين بلغتها، واليابان بلغتها، وحتى ألبانيا الصغيرة الحجم القليلة السكان تدرس بلغتها رغم عدم شهرتها .والإتحاد الأوربي إتفقت دوله جميعاً على التنسيق في العملة والسياسات والإقتصاد ولما جاء موضوع اللغة تعصبت كل دولة إلى لغتها لأنها لو درست بغير لغتها هذا يعني ضعف القدرات لديهم.
 الذي يتضح من كل هذا أنّ الواقع المعاش يبين أهمية التدريس بلغة الناس بغية التقدم والتطور، وأي أمة تحاول إكراه أفرادها للتعليم بغير لغتهم يعني أنها حكمت على العلم فيها ونقل المعرفة إلى شعوبها بالضعف ولا يماري في ذلك أحد .