إدارة الأخبار
عرض : علاء الدين عبد الماجد علي
"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي نحبه ونتبعه، والذي نحترم من يحترمه، ونعادي من يمسه بسوء من قول أوعمل، صلوات ربي وتسليماته عليه الذي وصفه في قرآنه العظيم فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقال عنه أيضاً (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى كل من سار على دربه واتبع هديه الى يوم الدين. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)" بهذه الكلمات افتتح الرئيس المصري محمد مرسي كلمته التي ألقاها اليوم الأربعاء 26/9/2012، أمام الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد علقت صحيفتا ''واشنطن بوست'' و''نيويورك تايمز'' الأمريكيتان على كلمة الرئيس مرسى بالأمم المتحدة التي شدد فيها على أن الإهانات بحق الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) هي جزء من اعتداء منظم على الدين الإسلامي والقيم الثقافية وأنه لا يمكن التغاضي عن ذلك.
وأشارت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية – في سياق تقرير بثته الخميس الماضي على موقعها الإلكتروني إلى أن الرئيس مرسي بذلك يرفض الحجج التي قدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل حرية التعبير قبل كلمته بيوم واحد.
ورأت الصحيفة أن تأكيد مرسي على أن فيديو موقع ''يوتيوب'' الإلكتروني هو جزء من اعتداء منظم يهدد بتقويض محاولات الولايات المتحدة للتنصل منه برغم أن الرئيس المصري لم يوضح من الذى يعتقد بأنه وراء الحملة. وقالت الصحيفة إن مرسى في كلمته لم يذكر الولايات المتحدة لكن أغلب رسالته بدت تهدف لوضع حدود لعلاقة جديدة لبلاده بالغرب.
ومن جانبها، نقلت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية أهم ما جاء في كلمة الرئيس مرسي في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني مشيرةً إلى أنه رد فيها على دفاع الرئيس الأمريكي المتحمس عن القيم الغربية بالأمم المتحدة وشدد على احترام القيود الثقافية على الحقوق مثل حرية التعبير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الكلمة التي استمرت لمدة 40 دقيقة للرئيس مرسى تضمنت شجباً للعنف الذي نشأ من الفيديو المسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وأدى لوقوع العديد من القتلى من بينهم السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة من أعضاء طاقمه.
وذكرت الصحيفة أن مرسي بدأ كلمته بفخر واعتزاز، وأشارت الصحيفة إلى إدانة مرسي للفيلم المسيء ودعوته لاحترام الأديان والمسؤولية في حرية التعبير، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالسلام والاستقرار الدولي.
فيما قالت صحيفة "جلوب آند ميل" إن خطاب الرئيس محمد مرسي في اجتماع الأمم المتحدة ترقبه قادة العالم عن كثب، بحثا عن مؤشرات بشأن نوايا الرئيس المنتخب حول ترسيخ الديمقراطية وخططه لرفع بلاده من الفقر. وأضافت الصحيفة أن مرسي عالج في خطابه العنف الذي اندلع في العالم الإسلامي ردا على الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لافتة إلى دعوة الرئيس بضرورة أن تكون الحرية مسؤولة.
بينما اهتمت محطة "إنركو" الإعلامية الرسمية وقناة "تيه فيه تو" النرويجية في هذا الإطار بتأكيد الرئيس مرسي بمواصلة لعمل من أجل إنهاء الحرب الأهلية التى تشهدها سوريا حاليا من خلال حل سلمي تشارك جميع الفصائل المعنية فى التوصل إليه.
كما اهتمت إنركو بإدانة الرئيس مرسي الشديدة لفيلم الأمريكى المسيء للرسول عليه السلام، والتى أججت مشاعر الغضب فى كافة أنحاء العالمين العربى والإسلامى، وكذلك إصراره على التأكيد على ابتعاده عن كافة أعمال العنف التى جرت فى عدد من الدول العربية والإسلامية نتيجة لهذا الفيلم بما فى ذلك مقتل دبلوماسيين غربيين فى بنغازى فى ليبيا.
من جهتها، قارنت جريدة "آفتنبوستن" بين كلمتى الرئيس الأمريكى بارك أوباما أول أمس الثلاثاء والرئيس مرسى – الذى وصفته بأنه أول رئيس مصرى منتخب ديمقراطيا – بشأن الفيلم المسىء، ففى الوقت الذى أكد فيه أوباما على حرية التعبير، رغم وصفه للفيلم بأنه "مصدر للشر ومشين"، فإن مرسى رفض أى تعبير للرأي فيه إساءة لدين أو لثقافة معينة بالرغم من مساندته لحرية التعبير.
جدير بالذكر أن الدكتور محمد مرسي فى كلمته الافتتاحية لقمة عدم الانحياز التي انعقدت الشهر الماضي بالعاصمة الإيرانية طهران ابتدر كلمته بالترضي على الخلفاء الأربعة أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهم) وعن سائر الصحابة، في رسالة واضحة في قلب إيران في عاصمتها طهران، أن أهل السنة يرفضون بشكل قاطع إساءات الشيعة لخير الأمة وهم الصحابة رضوان الله عليهم.