إدارة الأخبار
حذرت منظمة حقوقية يمنية مما وصفته بـ"التهجير القسري" للسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن، داعية في الوقت نفسه الحوثيين لتسليم سلاحهم للدولة.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها، اليوم السبت، "إن تهجير سكان دماج عمل همجي مريع ينتمي لعقليات عصور الانحطاط ، وعصور ما قبل الاعتراف العالمي الجماعي بحقوق الإنسان والتي منها حقه في السكن والتجمع والتعبير عن الرأي وحرية العقيدة".
وأضافت منظمة هود الحقوقية التي تعد أشهر منظمة حقوقية غير حكومية في اليمن، أن "جماعة الحوثيين بحكم سيطرتها بقوة السلاح على منطقة صعدة فإنها تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية لهذا التهجير القسري مع الرئيس اليمني هادي منصور عبد ربه، الذي يمثل هرم سلطة لم تحترم أدنى واجباتها تجاه مواطنيها".
ودعت هود في بيانها جماعة الحوثي إلى تسليم سلاحهم للدولة، والاعتذار لضحاياهم وتعويضهم التعويض العادل، وتسليم المطلوبين من أفرادهم، وقادتهم للقضاء، مشددة على حقهم في ممارسة حقوقهم السياسية والطبيعية كجماعة أو أفراد بموجب أحكام الدستور والقانون
وذكرت "هود" بأن هذه ليست المرة الأولى التي يهجر فيها الحوثيون مخالفيهم، فإذا كانوا هذه المرة قد استخدموا دعوى وجود أجانب ومسلحين، فقد سبق لهم أن طردوا يهود آل سالم، وهم اليمنيين منذ آلاف السنين، والذين لم يحمل أحد منهم سلاحا منذ مئات السنين رغبة منهم في السلام ونبذا للعنف والتطرف.
وأضافت هود في بيانها أن مئات الآلاف من المواطنين المسالمين من أبناء صعدة سبق أن نزحوا من ديارهم بصمت بعد أن ضاقت صدور الحوثيين عن تقبل اختلافهم العقائدي ورغبتهم في ممارسة حياتهم الطبيعية، واضطرهم الحوثيون إلى النزوح من بلادهم طوعا أو كرها، في أكبر عملية خلق شرخ اجتماعي في اليمن في تأريخها الحديث على الأقل.
في الوقت ذاته، قال سكان محليون يقطنون في الأطراف الشمالية لمدينة عدن ان العشرات من أعضاء جماعة الحجوري السلفية وصلوا إلى المدينة على متن سيارات نقل متوسطة واخرى حاويات .
وقال سكان محليون ان عدد من العائلات التابعة لجماعة الحجوري وصلت إلى المنطقة فيما وصلت لاحقا عدد من القواطر التي تحمل على متنها اثاث وادوات هذه الأسرة لاحقا إلى المكان .
ولم تتوفر معلومات فيما إذا كان سيتم توطين هذه الاسر في هذه الاحياء أم سيتم فتح مركز خاص للجماعة .
وقوبلت عملية تهجير جماعة الحجوري من صعده من قبل جماعة الحوثي بحالة من التنديد والرفض من قبل قطاعات واسعة في المجتمع اليمني .
وتتمتع الجماعة السلفية بحضور طيب في صفوف المجتمع اليمني كافة حيث يشيد الناس بالتزامها السلمية ونبذها للعنف والاعتداء على الاخرين .
في سياق متصل، سيرت الجمعية الطبية الخيرية اليمنية، اليوم السبت، لليوم الثاني على التوالي، فريقاً طبياً تابعاً لها لتقييم الوضع الصحي وعمل مسح ميداني لحالات الجرحى والمهجرين من دماج المتواجدين في العاصمة صنعاء .
وتبنت الجمعية عدد من الحالات الحرجة التي هي بحاجة إلى تدخل علاجي وجراحي عاجل والتي تم رصدها من قبل الفريق الطبي التابع لها.
وفي هذا الصدد، أكد أمين عام الجمعية الدكتور عبد الملك الزبيري أن الجمعية ستنفذ حملة طبية شاملة تخص هؤلاء المهجرين يتم من خلالها تقديم الفحص والتشخيص والدواء المجاني.
ودعا الزبيري رجال المال والأعمال والميسورين إلى مساندة الجمعية ليتسنى لها تقديم الخدمة الطبية المتميزة للذين هجروا من ديارهم بمنطقة دماج، مشيراً إلى أنهم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الخدمات العاجلة.
المصدر: المسلم